23 ديسمبر، 2024 11:49 ص

لماذا امريكا تقصف داعش الان وما هو الاتفاق ؟

لماذا امريكا تقصف داعش الان وما هو الاتفاق ؟

قرأنا واطلعنا على مقالات وتقارير تقول ان داعش فصيل تكون من مجموعة مسلمين يدعون لاعادة الخلافة الاسلامية من جديد وتطبيقاتها اسلامية صارمة لحد التطرف وقيل انها صنيعة ايرانية ثم امريكية ثم ظهر فطاحل بعلم الاجتماع والتحليل وللاسف من العراقيين ممن يقول انها صنيعة سعودية تركية ثم ظهر لنا الشيخ احمد الكبيسي فادعى انهم صنيعة صهيونية لا نجيبه الا اللهم اهدنا حسن الختام !.. ربما اطلع او ايد قول الكبيسي ظهور تقرير اسرائيلي يقول ان البغدادي عميل صهيوني ووضعوا صورة قالوا هذا هو فاذا كان عميلا لهم فلماذا يفضحوه في الاصل! رغم ان البغدادي معروف وعائلته في سامراء من قبل ان ينظم اللى القاعدة كما يقال! ..فلماذا كل هذه الاراء المختلفة والتي لا تتوحد؟

في الافلام الامريكية يطلعون علينا (القطايف ) بنات المتوسطة والثانوية الامريكيات ويتحدثن عن واحد او واحدة تكون الاكثر شعبية وشهرة بين مثيلاتها (public ) والجميع يتمنى ان تكون له علاقة بها او به او ان يصبح مثلهما والجميع يتحدث عنهما ويتناقلون اخبارهما وتدار الاشاعات والاخبار حولهما اكثر من غيرهما.. وداعش كما ارى هي الاكثر شعبية على الواقع السياسي في المنطقة .! (قطايف هذا الوقت )!!.لكن من النوع المميت .وحسبما علمت من ان الصهاينة (ناس تعمل وليس مثلنا نستقبل ) قد اسسو قسم خاص ببث الاشاعات وتغيير المفهوم السائد يديره علماء نفس متخصصون وعلماء في اللغة العربية ويمتاز هذا القسم بانه يعطيك رسالة او مقال صغير مثلا يسب فيه اسرائيل ثم يدخل بينها كلمة او جملة تكون هي الهدف من النوع الذي سترفضه لو جائك لوحده ومن ميزتهم انهم يستعملون ايات قرانية وصور لا تجعلك تشك في مصدر الخبر واخر هذه الرسائل التي تتوزع على الواتس اب مثلا برودكاست يقول لك لا تسب اسرائيل لان اسرائيل هو اسم النبي يعقوب ويأتي باية يثبت ذلك ( وهذا صحيح من ناحية التسمية والنسب ) لكن من ناحية اخرى فان من يلعن اسرائيل او يسبها فهو يفعل ذلك لانها سمت نفسها اسرائيل فالمقصود اننا نلعن دويلة اسرائيل وليس سيدنا يعقوب ولكنهم يحاربونا بديننا الذي تركناه واسستبدلناه بفتاوى مخرفين هدامين للدين وبتنا نستقبل كل المسجات من اعدائنا ومنها مسجات وفتاوى القتل والحقد الطائفي وغيرها ..لذا ووفقا لمبدأ اوجده علماء النفس في الجيش الامريكي من بعد تدمير البرجين وهو جعل العدو (أي نحن او اعداء امريكا وحتى شعبهم !! ) يقعون في حيرة من كثرة الاخبار والتحاليل التي تصاغ كأنها حقيقة ذات ادلة بحيث ان اقل فائدة يحصلون عليها هي ان نفقد الثقة بانفسنا وقدراتنا ولا نصدق ما يمكن ان يفعله البعض منا ونبقى عبيد اذلاء لمن نعتقد انهم اسياد او شعبيين اكثر او اقوى او احسن منا وهذا باعتقادي ما يحصل مع جزء كبير من شعبنا في ولاءه و معتقده ولذلك لا يزال الحقد الطائفي يحصد بالارواح .

اذن لهذه الاسباب نجد ان كثرة الاتهامات والاوصاف يتداولها من هم مؤيدين لداعش او من هم بالضد وزيادة تدفق المعلومات والاخبار عن داعش تجعل الانسان يحتار وهذه اول ثمرات التدفق الاخباري حتى اني شخصيا اشعر بالحيرة احيانا ففي الوقت الذي اؤيدها لانها احد فصائل مقاومة تغيير الظلم الحاصل في العراق اجدني ناقدا ومشمئزا من بعض افعالها التي يمكن ان توصف بالهمجية اكثر منها اسلامية وبرأي فانها بافعالها هذه قد اضاعت على نفسها فرصة العمر فيما لو

جاءت افعالها من غير تلك التطبيقات التي تصر عليها وتعتبرها اولوية قبل ان تبني وتعيد الاصلاح وتطبيق العدالة ولهذا فانها فقدت الكثير من مرشحين كان يمكن ان يكونوا اتباعا لها .. ما علينة !,, نعود الان لنتحدث مع من يقف ضد داعش ويصفها بما يصف ولنحدد الانتقادات التي تقول انها صنيعة ايرانية او صهيونية او امريكية ( طبعا لن اتحدث عن الاتهام المضحك النابع من فكر طائفي اعمى لا يستطيع ان يحلل الامور بسوية ممن يتهمون انها صنيعة سعودية او تركية ) لاسباب بسيطة اولها ان القاعدة وداعش اول ما ضربت ومارست نشاطها في السعودية وانه تم تصفية اغلب اعوانهم هناك ولهذا انتقلوا الى اماكن اخرى كما ان السعودية لا تجرأ ان تنشأ فصيل مثل هذا لانهم موظفون لدى الامريكان ويأتمرون بامرتهم كما ان داعش والاخوان اعداء متضادان فكيف يعقل ان تنشئ تركيا من يقوم بمحاربتها ؟!..

ولما كان الجميع من ( الفرس, امريكا ,الصهيونية ) حلفاء , وهم من اوجد داعش كما تقولون فلماذا تقوم الطائرات الامريكية الان بقصفهم وتدمر اسلحتهم !.هل لان المالكي اهداهم سلاحا اكثر مما يستحقون ؟!! ..المنطق والعقل يقول اما انهم ليسوا صنيعة هؤلاء وانها فصيل يدعو فعلا لاقامة الخلافة وهذا ربما يرفضه عقلكم فلنترك اذن اعطائهم فائدة الشك فانهم سيكونون صنيعة هذا التحالف الثلاثي وخرجوا عن طوعهم أي خرجوا عن المسار الذي رسم لهم ليقوموا به (مثل ميليشيات المالكي والفرس فان مساراها واضح وهو قتل العراقيين على اختلاف طوائفهم ) واتخذوا مسارات اخرى لا يريدوها ان تفعلها وهنا فيه شقان فاما (الخليفة) استمال اليهم ليصل الى ما وصل اليه كي يحقق احلامه وهدفه واما اضطر عن السير في الاتجاهات الاخرى بضغط من اتباعه و لايستطيع ان يحاججهم بها ..

بكلتا الحالتين اذا فان داعش الان هي خارج طوع الدول الاستعمارية الثلاثة وهي خارج سيطرتهم وتعمل وفق مسار لا تريده امريكا ولا الفرس ولا الصهاينة او عملائهم ..ونحن نقيمها وفق هذه الخلاصة .! (على اساس علينا بالظاهر ومن منظور حضراتكم !).

الان لنعرف ما هي هذه المسارات التي لم ترض الحلف الثلاثي والتي أدت الى قرار وفعل ان تعود امريكا ويتدخل جيشها مرة اخرى في العراق بعد ان جر ذيل هزيمته منه وذاق ما ذاق .. ومع ورود معلومات عن اسقاط اول طائرة امريكية من قبل داعش فان الغارات الجوية مستمرة فما هي الاسباب اخرى ؟ ,

معروف ان للاكراد علاقات تاريخية مع الصهاينة وان تعاونهم لم ينقطع ثم ازداد بعد ان فصلت امريكا الشمال وحددت منطقة خطوط عرض منعت الطيران العراقي التحليق فوقها وازدادت اضعاف ذلك بعد الاحتلال الامريكي وكانت تشاهد سيارات الدفع الرباعي الاسرائيلية وهي تجوب شمال العراق ,, ثم لوحظ قيام هجرة يهودية معاكسة من اسرائيل اللقيطة للعراق من اكراد اصولهم ايرانية وتركية وعراقيين لكنهم يهود , فاشتروا الاراضي والبيوت وخصوصا قرب مناطق معابد اليهود واثارهم في اربيل وغيرها .وعليه فان داعش حينما اجلت تحرير بغداد وتوجهت في قوتها تجاه مناطق الاكراد فانها تكون قد هددت وجود تلك المجاميع الصهيونية في شمالنا الحبيب وعبرت الخط الاحمر وما حجة اليزيديين الا تبرير كي تاخذ ضرباتها الطابع الانساني لدى معارضوها الذين نشطوا محتجين على اوباما الان بداخل امريكا ..وهذا النفاق

الدولي تمارسه ايران ايضا واتباعها الان لا سيما اذا ما علمنا ان يزيد الذي جاء اسم اليزيديين منه هو اليزيد بن معاوية !! .

الشيء الاخر ان للاكراد اتفاقية على بيع البترول العراقي المسروق من كركوك مع الامريكان باسعار تفضيلية ورغم مسرحية مصادرة ناقلة بترول تحمل نفطنا من قبل محكمة امريكية فهي مستفادة بان اخذت البترول !!.. ولو سيطرت داعش على البترول فلا امريكا ولا غيرها ستستطيع ان تشتري البيترول من داعش حتى وان كانت هي التي صنعت داعش !! .لذلك فهذا خط احمر ثاني ..

الخط الاحمر الثالث هو (حسب فرضية ان داعش عميلة للحلف الثلاثي ) وان خطة تحرير بغداد لم تحرك امريكا ساكنا ولم تتدخل عسكريا بصورة هجومية فلربما كانت امريكا تبغي من هذا المسار الضغط على عملائها في بغداد من اجل ان يكونوا حكومة يطلب الامريكان دائما ان تكون توافقية لسبب واحد فقط وهو السمعة الدولية وانها نجحت في التخلص من حكم دكتاتوري وابدلته بحكم ديمو قراطي مهما كان سفاحا طائفيا او عميلا لدولة اخرى فهي حليفتهم منذ قبل الحرب الاولى ,فاذا” تغيير داعش لمسارها من بغداد الى الشمال اغضب الامريكان ايضا .

الاكراد حليف سياسي واقتصادي قوي مع الامريكان وهم اي الاكراد من قربوا وجهات النظر ونقلوا الرسائل والاتفاقيات السرية بين الامريكان والايرانيين ولا تفرط بسهولة بهم واي خطر يهددهم فهذا خط احمر لا سيما وان الاخبار قد نقلت مقتل اكثر من 300 مقاتل كردي في هجمات داعش الاخيرة وربما اكثروهذا عدد كبير بالنسبة للاكراد وخوفا من حدوث وتكرار هروب جماعي اخر بلباس الشروال بدل الدشاديش هذه المرة قامت فضربت مدفعية داعش.

السبب الاخير الذي اعتقده هو ترغيب لعملائها في بغداد كي يستعجلوا في انتخاب بديل للمالكي المنتهية صلاحيته وتناغما مع ايران التي طلبت ضرب داعش رسميا وانها رغم ذلك بعثت رسائل مفادها انها يمكن ان تتركهم من غير اسناد اذا ما استمر الفراغ في السلطة التنفيذية فامريكا دولة مؤسسات .

يبقى السؤال الاكثر اهمية ربما وهو هل ستستطيع امريكا ان تقضي على داعش وقوتها ؟ الجواب ربما يكون في مقال اخر لكن اذا اردتم جوابا سريعا فهو لا .. فالطيران يمكن ان يدمر اهدافا ومن غير قوة مشاة فلا نصر سريع لكن ربما تريد فرنسا هذه المرة ان تجرب حظها وترسل قوات تسرق البترول فنقول لها لا ميرسي سيلفوبلي نو سوي با فو ! ولا اعتقد ان داعش واخواتها سيبقون ينتظرون ضربات امريكا في محاولة لامتصاصها وانما هي والمقاومة ستطور وجودها وافعالها وان تغييرا حتميا سيكون في اي وقت من الان الى عيد الاضحى القادم كأقصى حد فانتظروه اني معكم من المنتظرين !.