الهجرة ” عملية انتقال أو تحول أو تغير لفرد أو جماعة من منطقة اعتادوا على الإقامة فيها إلى منطقة داخل حدود البلد أو خارجها ، وقد تتسم بناء على إرادة الفرد أو باضطراره على ذلك أو لهدف خطط له المجتمع وقد يكون الانتقال على نحو دائم أو مؤقت .
الهجرة نوعان:هجرة داخلية وهجرة خارجية
الهجرة الداخلية ” هي عملية انتقال الأفراد من منطقة إلى أخرى داخل المجتمع ، وعامة يزيد حجم هذا النوع من الهجرات عن الهجرات الخارجية. وذلك لعدة عوامل منها أن الهجرة الداخلية قليلة التكاليف ولا تعرض القائم بها لمشاكل الدخول والخروج من دولة إلى أخرى. ولا تمثل عامل اللغة مشكلة في القيام بها, كما أن الاستعداد النفسي للهجرة الداخلية أكثر منه بالنسبة للهجرة الدولية .
وتنقسم الهجرة الداخلية الى:
1) هجرة من إقليم لآخر أو من ولاية لأخرى داخل الدولة الواحدة وبين منطقتين يحملان نفس الصفات الثقافية وقد تكون هجرة طوعية .
2) هجرة ريفية حضرية وهي من أشهر الهجرات والتي يتم الانتقال فيها من الريف إلى الحضر وتزداد هذه الهجرات كلما زادت المدن من خصائصها كمراكز جذب .
3) تهجير أو هجرة قسرية داخلية لأسباب طائفية أو عرقية إثنية.
الهجرة الخارجية ” وتعني انتقال عدد من أفراد المجتمع إلى مجتمع آخر وطلباً للعمل أو فراراً من الاضطهاد وتنحصر الهجرات الخارجية التي شهدها العالم الحديث فيما يلي : الأوربية فيما وراء البحار إلى أمريكا والهجرات الدولية داخل أوربا والهجرات الأفريقية والهجرات الآسيوية .
هجرة حسب أرادة المهاجرين:
الهجرة الإرادية ” وتشمل كل أنواع الداخلية والخارجية التي يقوم بها الأفراد بإرادتهم من مكان إلى آخر .
الهجرة الاضطرارية ” وهي عبارة عن إجبار السلطات لبعض الأفراد إلى النزوح من منطقة معينة خشية كارثة كالزلزال أو الفيضان أو الحروب وقد يدخل في هذا النوع كل ما يشير إليه مفهوم التهجير ومن الأمثلة على ذلك هجرة اليهود من ألمانيا على المستوى الدولي والمحلي . وهجرة العراقيين والسوريين في العقد الأخير.
الهجرة من حيث الوقت:
الهجرة الدائمة ” وتمثل عملية الانتقال من منطقة الإقامة المعادة إلى منطقة أخرى وما يصاحبه من تغير كامل في كل ظروف الحياة لدى المهاجرين حيث يتركون مكان إقامتهم نهائياً ولا يعودون إليها مرة أخرى.
ولقد وردت الهجرة في القرآن الكريم وحبذها الله للبشر.
ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيرة وسعة)) . ((
والمراغم اسم مكان من راغم إذا ذهب في الأرض ، وفعل راغم مشتق من الرغام بفتح الراء وهو التراب . أو هو مَنْ راغم غيره إذا غلبه وقهره ، ولعل أصله أنه أبقاه على الرَغام ، أي التراب ، أي يجد مكانا يرغم فيه من أرغمه ، أي يغلب فيه قومه باستقلاله عنهم كما أرغموه بإكراهه قهراً على الكفرأو ضيق العيش
منذ أكثر من ربع قرن تمَّ الأعتراف عالمياً بحق الهجرة وفق الأعلان العالمي لحقوق الإنسان.فلقد أُجبر الناس على الهجرة الداخلية كالتهجير القسري أو الخارجية لأسباب عدة منها الحفاظ على حياتهم وكرامتهم والهرب من الأضطهاد العرقي أو الطائفي أو السياسي الذي سلكته الأحزاب الشمولية وخاصة في العراق وسوريا ومنها إقتصادية للحصول على فرص عمل وحياة افضل واخرى هجرة علمية من اجل العلم والمعرفة. ومن الأسباب الأخرى ترويع الناس وتهجيرهم قسراً أو إخافتهم ودفعم للهجرة لتغيير ديموغرافية البلد وتغيير التوازن العرقي والمذهبي بدفع إقليمي كما جرى ويجري في العراق.
. ومن ناحية اقتصادية يمكن أن يكون للهجرة المنظمة مردودا إيجابيا كبيرا، سواء على المجتمعات المُهاجَر منها أو المُهاجَر إليها بما في ذلك نقل المهارات وإثراء الثقافات. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد المهاجرين في العالم وصل إلى حدود 220 مليون شخص. ولكن بقدر ما يسهم المهاجرون في بناء المجتمعات المستضيفة، بقدر ما يمثل ذلك خسارة موارد بشرية للدول المُهاجَر منها أي ما يعرف بهجرة العقول والكفاءات. كما أن الهجرة قد تتسبب في خلق توترات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية في البلدان المُهاجَر إليها. وهو ما جعل موضوع الهجرة الدولية ينتقل إلى صدارة الاهتمامات الوطنية والدولية. وأصبحت الهجرة الوافدة من المسائل المقلقة في عدد متزايد من البلدان الأمر الذي حدا بهذه البلدان، لاسيما في السنوات الأخيرة إلى تشديد الإجراءات تجاه المهاجرين إليها وطالبي حق اللجوء.
والأكثر خسارة ووجع للأمة هو هجرة العقول والكفاءات وهجرة رأس المال والفنانين .فهجرة العقول تعني تجهيل المجتمع وحجب العلم والثقافة عنه , وتقليصها وإنحسارها, وخاصة العقول الأكاديمية المتقدمة. وهذا ما جرى وما يجري اليوم في العراق. فلقد أجبِر على الهجرة أساتذة وأكاديميون وأطباء إختصاصيون كثر, بعد خطفوا فدفعوا فدية, أو روعوا أو سجنوا وأهينوا فنفذوا بريشهم هرباً طالبين العيش بكرامة وأمان. وبات بلدنا يسرح ويمرح فيه مزوروا الشهادات والأميون والوصوليون, الذين دمروا البلاد ونهبوا وسرقوا ثرواتها وأشاعوا فيها الخراب والفساد.
من المهم لبداننا العربية ولنا في العراق خاصة معالجة موضوع هجرة العقول ورأس المال وأهل الفن . ولكني ومع شديد الأسف لم أرَّ من خلال تجوالي في العراق أية جدية لمعالجة الهجرة . وأسباب الهجرة معروفة وقد تحدثت عنها. فهل من معالجة؟ ولا أظن هذا في الوقت الحاضر, إن لم تعالج أسباب الهجرة, والتلويح بالأمان للمهاجرين, وإنصافهم مادياً وعلمياً.وهذا بات مستحيلاً في ظل الأوضاع الراهنة. فالهجرة ستستمر وسيُفَرَّغُ العراق من عقوله ومن كل العوامل التي تساهم في رقيه ودفع عجلة نموه. وهذا ما يريده الحاقدون على العراق وأهله.
اماعلاج هجرة رأس المال فتتحقق بتوفير الأمن . وهذا لن يكون إلا بوجود إستقرار سياسي ودستور آخر غير هذا الذي أودى بأماننا, وخرب بلادنا, وجعلها لقمة سائغة لتجار السياسة ومسيسي الدين.وبإمكان الشع, وضع الحل بالتغيير عن طريق الأنتخابات القادمة . ولكن إن لم يتمكن من هذا وبقي الحال على ما هو عليه, وإستمر مسلسل الخراب والتخريب والهجرة والتهجير والترويع . فلا يلومن أحد على الحال السيء الذي سييستمر. فهذا ما يستحقه شعبٌ سيئ .فهو الذي إختاروهذا إستحقاقه. شعب يستمرئ الذل والعذاب والخنوع والحرمان . وعندها سيحكم عليه بانه الشعبُ الأسوء بين شعوب الأرض.