الدكتور ابراهيم الجعفري وزير خارجية العراق، وجه عراقي نظيف، لم يوضع في خانة الحرامية والفاسدين، وبرهن على انه وزير خارجية نشط وفاعل في الساحة العربية والدولية، لكنه لم يسلم من حملة الإشاعات والتسقيط التي تقودها جهات مغرضة وحاقدة على الشيعة وعلى العملية السياسية التي جاءت بالشيعة لأول مرة الى منصة الحكم منذ تأسيس الدولة العراقية عام ١٩٢١.
واليوم اذ تتأجج الصراعات السياسية في المنطقة، والتي تستغل المشاعر المذهبية لاثارة الفتنة الطائفية المقيتة، يحاول البعض لحسابات ضيقة ونفعية مرحلية، اثارة الإشاعات والتسقيط ضد الدكتور الجعفري ، ويفبرك قصصاً وروايات وكأنه كان مع الجعفري في بغداد وطهران وعمان والكويت والقاهرة، وفي كل غرفة وصالة دخلها الدكتور الجعفري في هذه الدول، وربما حتى الحمامات، فهذا اُسلوب متخلف ولا ينطلي على اصحاب البصيرة !…
وانتقاد الكاتب.الذي يقول زاعماً، ان الجعفري تلهف للقاء المسؤولين السعوديين، وأذل نفسه من اجل القيام بوساطة بين الرياض وطهران .. وهذا اذلال للعراق !…
لوفرضنا ان القصة المفبركة من قبل الكاتب قد حدثت فعلاً. نورد اولاً ان الدكتور الجعفري والذي يعرفه الجميع وخاصة من يعرفه من قريب يعلم انه رجل شجاع وجريء ولا يقبل الاذلال والضعف، وكل من جلس مع الجعفري يعرف ذلك.
ثانياً لو فرضنا ان الرجل نشط وناضل من اجل جمع الطرفين الإيراني والسعودي، أليس هذه من الحكمة لإيقاف حالة التدهور وازدياد حدة الصراع في المنطقة، التي يقع العراق في قلبها ؟؟
لا شك ان المقالات التي هاجمت الجعفري خصوصاً وأنها مكتوبة بلغة واحدة وأسلوب واحد، جاءت لترسيخ محاولات التسقيط لرموزنا وقادتنا المنتخبين، والذين لم نجد غيرهم لحد الان، وجاؤا من خلال صناديق الاقتراع والتوافق السياسي الذي رضي به الجميع، وإلا فان الطريق الاخر هو الدبابات والصراع الدموي، الذي يريده البعض، ليضيفها الى الهجمات الإرهابية الدموية.
ان العملية السياسية والحياة الديمقراطية هي التي حفظت مسار التداول السلمي للسلطة، والجميع اشتركوا فيها، والجميع اقصد المذاهب والقوى والكتل وجميع الفئات العراقية الوطنية التي التزمت بالدستور ، على الرغم من هناته وضعفه.
نعم نحن لدينا نظام دستوري، وللاسف لدينا ضعف وجهل وجيل نشأ وتربى على يد حزب البعث، طيلة خمسة وثلاثين سنة، فلدينا فساد اداري ومالي وسياسي، كل هذا من جانب، ومن جانب اخر، لدينا طائفية وداعش ودوّل ممولة وحاضنة للارهاب والذبح والتفجير من حولنا.
لا تسقطوا رموزنا ولا تحاربوا أبناءنا، وكونوا صادقين مع الشعب العراقي.
مع تقديري واحترامي للاخوة في موقع كتابات الموقرة