27 ديسمبر، 2024 2:33 م

لماذا النبي الاعظم (صلى) لم يبلغ خطبة الغدير اثناء الحج؟!

لماذا النبي الاعظم (صلى) لم يبلغ خطبة الغدير اثناء الحج؟!

تسائل وجيه…لماذا النبي (ص) لم يبلغ خطبة الغدير في موسم الحج ؟ لماذا بلغهم بعد تفرقهم بمكان غدير خم 185كم عن مكة ؟! نعم النبي تلقى الامر من الوحي بعرفة ، وخطب بهم وذكر حديث الأئمة الأثني عشر، فتصايح القوم بالتكبير حتى أخفوا صوت رسول الله (صلى) والقرائن الكثيرة تدل على أن التصايح والتكبير كان مفتعل وعلى وجه العمد ، لأنّ الموضع لم يكن موضع تكبير ….انظر اللغط الذي حدث , روى البخاري في صحيحه : 8 / 127: عن ( جابر بن سمرة قال : سمعت النبي صلى يقول : يكون اثنا عشر أميراً ، فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي : إنه قال : كلهم من قريش ) وفي صحيح مسلم : 6 / 3 : ( جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول الله صلى يقول : لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة ، ثم قال كلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي : ما قال ؟ فقال : كلهم من قريش ) ثم روى مسلم رواية ثانية نحوها ، قال فيها ( ثم تكلم بشئ لم أفهمه ) ثم روى ثالثة جاء فيها : ( لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة ، فقال كلمة صَمَّنِيَها الناس ! فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : كلهم من قريش ) وبسبب اللغط ليس لمرة واحدة بل لثلاث مرات ولتعلم أنه صلى كرر التبليغ المهم في عرفات ، وفي منى يوم العيد ، وفي اليوم الثاني , ثم في اليوم الثالث في مسجد الخيف , وكان كل مرة يبدى له اللغط والتسشويش, لذا أعلنها صريحاً قاطعاً إلزامياً في غدير خم ! لانه مفترق طرق يتفرق منه الناس الى أوطانهم , نعم أجل النبي (صلى ) التبليغ إلى أن يصل إلى المدينة ويضع الترتيبات , فالنبي كان يخشى أن تعارض ذلك قريش ، لحسدها القديم لبني هاشم ، وأن يطعنوا في نبوته ، ويتهموه بأنه يريد تأسيس ملك لأسرته كملك كسرى وقيصر , فيؤدي ذلك الى حدوث حركة ردة في الأمة.

تخوّف رسول الله ( صلى ) أن يقولوا حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه , اضافة الى ذلك أنّ المانع الذي منع النبيّ الأكرم (صلى)من تأجيل تبيلغ هذا الأمر ، هو الخشية من النّاس ، وعدم تقبلهم وهذا حصل فعلا الى ان جاءه النداء عبر جبريل (ع) بان الله سيتكفل بأمر النّاس وردّات فعلهم اتجاه الأمر بقوله تعالى { والله يعصمك من النّاس} فقام فقام بامر التبليغ , بعد ان وصل الحجاج الى المكان المقصود وكان عددهم بين 90 الف او 100 الف من اصل الحجيج البالغ 120 الف لان النبي صلى اعلن النفير العام للمسلمين جميعا لتلبية اداء فريضة الحج في ذلك العام لاسباب منها انه سيفارق امته بعد هذا ويتطلب الامر تبليغها باستمرارية دعوته… فب غدير خم جبريل (ع) نزل باية التبليع [ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ] فكان التبليغ ان النبي اخذ بيد علي ، وقال ( صلى ) :[ من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم والِ من والاه و عادِ من عاداه “[ روح المعاني : 4 / 282 ، طبعة : دار الفكر / بيروت] اذن هذه الاية نزلت بحق الامام علي (ع) انظر المصادر[شواهد التنزيل : 1 / 190 ، طبعة : منشورات الأعلمي / بيروت و الدر المنثور للسيوطي : 3 / 117 طبعة محمد أمين / بيروت و التفسير الكبير : 12 / 42 ، طبعة : دار الكتب العلمية / بيروت] وابلغهم بحديث الثقلين بقوله صلى [إنى أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي ، الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا و إنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ] أخرجه أحمد ( 3 / 14 و 17 و 26 و 59 ) و ابن أبي عاصم ( 1553 و 1555 ) و الطبراني ( 2678 – 2679 ) و الديلمي ( 2 / 1 / 45 ) والحاكم ( 1 / 93 ) والخطيب في الفقيه و المتفقه ( 56 / 1 ) ولكن هذا الحديث فيما بعد اوجدوا له مدلول اخر وحرفوه عن مقصده وهم اهل البيت (ع) فاليوم تجد في اغلب المصادر يكتبون حديث الثقلين وسنتي بدلا من عترتي , اليس هذا تفريط بحديث الغدير؟! وهناك تفريط حصل لخطبة الغدير بساعات وهي لما بلَّغ رسول الله (صلى) غدير خم ما بلَّغ ، وشاع ذلك في البلاد ، أتى الحارث بن النعمان الفهري الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد ؟ أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وإنك رسول الله فقبلناه، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلنا، وأمرتنا بالحج فقبلنا، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه. فهذا شئ منك أم من الله عز وجل ؟ فقال: والذي لا إله إلا هو أن هذا من الله. فولى الفهري يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم,فما وصل إليها حتى رماه الله تعالى بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله وأنزل الله عز وجل: سأل سائل بعذاب واقع. الآيات [النيسابوري في تفسيره الكشف والبيان 427/37]

خلاصة …حادثة الغدير وحديثه متواتر عند أهل السنة والشيعة والسلفين , مدعوم قراءنيا ونصونا نبوية , ومن أنكره او ينكره فلابد أن ينكره بعلم , أما أن ينكره بجهل أو مذهبية فهذه هي الكارثة التي كانت سببا لانحراف الامة كما يصفها الشيخ حسن بن فرحان المالكي , لان ما جرى بعد الغدير لا يكاد يصدق وما جرى قبله لا يكاد يصدق! والتشويش كبير والكتمان عام , ومن بحث وجد ولا يمكن شرح كل شيء…الشيء الاخر المهم ألا نظلم رسول الله (صلى)بأن بيانه ليس من (البلاغ المبين) المكلف به شرعاً ولا نظلمه بأنه خطب خطب غير مفهومة، اليس هو أفصح من نطق بالضاد؟ ولا نظلمه بأنه لم ينصح للأمة أو أنه كان مرتبكاً خائفا , لم يصرح بالمعنى الواضح , فخطبته لا تحتاج لفهم عبقري وبلاغه كان مبيناً واضحاً ليس أعجمياً ولا عيياً فيه , وليس كما يقولون خرج الناس وهم يقولون : ماذا قال ؟ كلا كلا كلا إياكم وظلم محمد (صلى)!! نحن نشهد أنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة , وهذا أول واجب ومتقدم علينا ومتقدم على كل الواجبات , مع اقرارنا ان هناك حصل انحرافا عن وصية الغدير ليس في حق الإمام علي فقط بل بالقرآن الكريم , فراس العترة (علي) تم قتاله وقتله ولعنه على المنابر وتتبع محبيه بالقتل والتشريد , والقران تم هجره , وتبقى ظليمة القران اكثر من ظليمة علي لان علي له شيعة والقران لا شيعة له .