18 ديسمبر، 2024 7:40 م

لماذا المباحثات بين العراق وامريكا في هذا الوقت

لماذا المباحثات بين العراق وامريكا في هذا الوقت

ويح قومي قد اطمع الدهر فيهم * كلَّ قومٍ حتى بني السوداءِ
سوفَ يدرون انما العربُ قومٌ * لا يُبالونَ غَيرَ رَبّ السماءِ
كثر الحديث عن موضوع المباحثات العراقية الامريكية المزمع اجرائها منتصف هذا الشهر الجاري حزيران عام 2020 والحقيقة الحديث تصاعد منذ روّج العراق بعد طلب من مجلس النواب العراقي والحكومة خروج القوات الامريكية بعد اغتيال قاسم سليماني الايراني وابو مهدي المهندس العراقي في مطار بغداد في الثاني من كانون الثاني/يناير 2020 . وفحواها اعادة الاتفاق بين الطرفين . ترتب عليه اعادة الاتفاق المبرم اصلا في عام 2008 . وحقيقة هذا الامر هو مناورة ايرانية امريكية لتضليل الشعبين العراقي والايراني . وابعاد شبح الثورة الشعبية القائمة في العراق والثورة الشعبية المتوقعة في ايران . في حقيقة الامر ان كلا النظامين الايراني والعراقي يداران من قِبَل امريكا سراً ظمن برنامجها القائم في المنطقة . فالخمينية حركة باطنية صناعة امريكية استعمارية هدفها التخريب في المنطقة العربية والاسلامية لاثارة الطائفية و المذهبية و العنصرية والارتكاز عليها كورقة قديمة حديثة فنجحت الى حد ما في العراق وسوريا ولبنان واليمن . وحاولت في السعودية والبحرين ومصر . والاهداف كثيرة اهمها حماية اسرائيل ” القاعدة السكانية الاستعمارية ” التي ضللوا اليهود فيها واستخدامهم كحطب للنار الاستعمارية في المنطقة العربية والشرق الاوسط . والهدف المهم الاخر هو السيطرة على منابع النفط وسرقة خيرات المنطقة والسيطرة على اسواقها ” وهذا الهدف المؤامراتي ” يعملون عليه كدول استعمارية عدوانية منذ الحرب العالمية الاولى سنة 1941 مرورا بانشاء دويلة اسرائيل عام 1948 والتآمر على النظام الملكي العراقي والمصري والتأسيس للانقلابات العسكرية وتسهيل حكم العسكر في عموم المنطقة العربية وخاصة التركيز على الدول المحيطة باسرائيل ومن يدعم هذه الدول والتآمر مستمر من انقلاب السسي في مصر على محمد مرسي وعلى الديمقراطية المغدورة التي تتشدق بها الدول الاستعمارية وخاصة امريكا وانتهائا بالشرك الكويتي الذي ورطوا النظام العراقي زمن الرئيس صدام حسين واحتلال العراق نتيجته . فنحن نسأل من سلم ادارة العراق لايران غير الامريكان ومن صنع دستوره الطائفي المحاصصي الملغوم غير الامريكان وايران ومن قتل وخرب ودمر العراق وشعبه . القوات الامريكية وقواعدها الجوية والبرية منشرة من بغداد في وسط العراق الى شماله . لماذا تصر الولايات المتحدة على اجراء المباحثات الان وفي هذا الوقت بالذات وتعلم بأن الحكومة العراقية الحالية وبرلمان العراق حالة وقتية اشبه بادارات تصريف الاعمال وستعقبها اجراء انتخابات قد تسفر عن تغيير سياسي شامل . لماذا لا تنتظر امريكا النتائج المستقبلية وتتفق مع من يتبؤ حكم العراق , الجواب لأنها متيقنة ان الشعب رافضا لها ولئيران وهذه كارثة بالنسبة لها ” الثوار شعارهم هذا ” الرفض للمحتلين الامريكي والايراني” امريكا خلقت داعش بالاتفاق مع النظام الايراني وعميلهم المزدوج نوري المالكي رئيس النظام العراقي حينها ودمروا المنطقة الغربية وسكانها بالكامل . محافظات الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى ومحيط بغداد ومناطقها السنّية . من سيستخدم الطائفية والمذهبية والعنصرية اذا فلت الزمام من يد ايران والامريكان . امريكا جهدها الحفاظ على من يحكم العراق الحالي المتمثل بالتيار الايراني . وهذه آخر فرصة ممكن استغلالها في هذا القصد , ممكن تمرير ما تريده امريكا من البرلمان والحكومة الحاليين . لانها تعلم بان البرلمان والطبقة السياسية الحالية مرفوضين من قبل الشعب ولا يمكن اعادتهم , فالشعب مصر على التغيير والاختيار . ترمب يقول اذا خرجنا من العراق فعلى العراق دفع تكاليف انشاء هذه القواعد . حالة تثير الضحك والسخرية من استدعى امريكا لاحتلال العراق والبقاء فية حتى تقول مثل هذا . امريكا تعلم تماما انها غير مرغوب فيها وايران كذلك . وفي حالة فشل الثورة الشعبية السلمية ستتحول الى مارد ساحق لكل الاطراف المعتدية المتمثلة بالامريكان والنضام الايراني والعراقي التابع لهم . والشعب مقتدر على هذا والدليل الضحايا التي قدمها الثوار . المشكلة المثيرة للقلق ان ثوار العراق الحاليين شيعة يثورون على من يحكمهم باسم الشيعة وقبلهم كانوا الثوار السنّة يعني المحتل مرفوض من كل الشعب . والامريكان على دراية ايضا بفاعلية المقاومة المسلحة ان حدثت فلا تحتاج الا للسلاح الخفيف ذو الفاعلية الاكبر في هذا المجال وهو متوفر بكثرة في العراق وقد جربه الامريكان في حينها وخسروا الكثير . نقول للامريكان ان ينفذوا بجلودهم ويخرجوا من العراق قبل فوات الاوان واما النظام الايراني وصعاليكه الحاكمين في العراق فالشعب العراقي كفيل بهم وسيلقنهم الدرس المطلوب الذي يحتاجونه . امريكا تعلم علم اليقين وايران فوجئت بان ثوار العراق بكل اطيافهم السنة والشيعة والاكراد اصبحوا على درجة عالية من الوعي متجاوزين للطائفية والعنصرية يعتمدون الهوية الوطنية التي تسمو فوق كل هذه الاعتبارات ولا يمكن تضليلهم لقد انتخموا من الكذب والنفاق والتضليل الاستعماري وما عادوا يثقون بهم . والقادم سيثبت ما نقول وسيشاهد العالم مانقوله . عليهم اما الانكفاء والخروج من العراق وتركه لحاله واما الاحتراق بنار ثورته العارمة . امريكا تتحمل الخراب والفساد والقتل والتدمير والازاحة السكانية والتهجير والطائفية وعليها المسؤولية القانونية والاخلاقية والانسانية لاصلاح ما افسدته , وهذا مستحيل لن تقوم به او تفكر به امريكا لانها كلب مسعور فعلى الشرفاء من العراقيين والعرب والعالم ضرب هذا الكلب في اي مكان يستطيعونه ويضربون من يؤيده ويتعاطف معه واولهم النظام الايراني كونه المخلب السري الامريكي الصهيوني في المنطقة .

الشعر . للشاعر ايليا ابو ماضي .