كلما أدخل ألأسواق وأشاهد ثمرة الفلفل بألوانه : الأخضر والأصفر والأحمر .. وبناءا على كلام الأديان ان كل شيء موجود في الكون هو من خلق الله ، لذا أتساءل : هل يعقل ان الله بعظمته جلس يفكر ويختار ألوان متعددة للفلفل كي ينوع هذه الثمرة للبشر من باب العناية بهم والإهتمام بالحانب الغذائي والجمالي ، ثم ان إختيار الألوان بحاجة الى وجود البصر من قبل الخالق كي يرى ويمز فيما بينها ، بينما الأديان تقول ان الله ليس لاشبه شيء وليس كائنا ماديا ، ماعدا شطحات المسيحية في التجسد وخيالات الصوفية !
والسؤال المنطقي الذي يبرز أمامنا هو : هل من المعقول ان الله الرحيم المحب لمخلوقاته يهتم بألوان الفلفل ، ويهمل الأمراض الفتاكة المزمنة تحصد أرواح البشر دون ان يقدم لهم المساعدة وهو القادر على كل شيء ، أليس الأولوية من حيث الأهمية لمكافحة الأمراض والفقر والظلم والزلازل والفيضانات على ألوان الفلفل ؟
جواب الأديان التقليدي هو ان كل فعل من أفعال الله فيه حكمة قد لانعلمها ، وهذا كلام غير منطقي ، فما فائدة الحكمة التي لايعلمها البشر ، ولماذا أخفيت عنا مادام انها حكمة إلهية إيجابية خيرة ، وان الله تحدث عن البعوض والنمل والحشرات والحيوانات … لماذا لا يتحدث عن حكمته في الإهتمام بألوان الفلفل ، وسبب إهمال كوارث الطبيعة والأمراض والفقر وغياب العدالة ؟!
واضح لمن يبعد الخوف من الوقوع في الكفر والتعرض لعذاب نار جهنم ، ان فكرة الخلق الإلهي للكون من قبل الله فيها نواقص وتعارضات ، وهي غير متماسكة منطقيا وواقعيا بعد إستبعاد مبرر الأديان بوجود حكمة إلهية مخفية عنا ، لكن من خلق الكون إن لم يكن الله ؟ الجواب : لانعرف !