19 ديسمبر، 2024 1:13 ص

لماذا العراق ساحة الصراع السياسي ؟!! 

لماذا العراق ساحة الصراع السياسي ؟!! 

يشكل العراق محور جغرافي وسياسي هام وفعّال ، سواءً على الصعيد العربي والإسلامي ، وأي حدث فانه يلقي بظلاله على معادلة التوازن الإقليمي والدولي ، بين دول المنطقة ودوّل الغرب ، كما ان العراق يمثل همزة الوصل السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة ، كونه يمثل توازن المصالح بين القوى الدولية ، خصوصاً وانه يمثل الرقعة الحيوية والمهمة في لوحة المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة الامريكية ، ناهيك عن كونه راس الحربة في الحسد العربي ، لهذا تسعى القوى الغربية عبر مراكز استراتيجية وبحثية رصينة ومتخصصة من دراسة علائم الصراع وأهميته . السياسة الامريكية كانت وما زالت تقود الى سياسة التقطيع الناعم ، والتي لم تتخلى عن فكرة تبنيها مراكز الدراسات الغربية ، والتي وضعت أهمية العراق في سلم أولوياتها ، باعتبار العراق يمثل أهمية ستراتيجية كدولة قوية وموحدة ، وان خطة التقسيم ستخّلف انفلات وفوضى كبيرة في العراق ، وتهدد جميع المصالح الغربية في المنطقة ، كما ان هذه المراكز كانت وما زالت تسير وفق إطار استراتيجي ذو النزعة الاستعمارية للمنطقة عموماً ، وتنظر من زاوية ونظرية “فرقد تسد” . العراق يعتبر همزة الوصل بين معادلة التوازن الإقليمي ، كونه يمثل بوابة الخليج ، لذلك تسعى القوى الغربية الى عدم ترك العراق رخواً ، وان آي عملية انفلات أمني ستقود الى خرق عسكري وأمني ينعكس بالسلب على المصالح الدولية والأمريكية ، كما ان عملية التقسيم ستمتد نحو الفوضى والانفلات الامني ، وتتجه نحو الصراع المذهبي والعرقي ليس فقط في العراق ، بل الى غالبية الدولة العربية التي ترتبط أمريكا معها بمصالح حيوية ، وبذلك تتحق الفوضى الكبرى ، والتي لن تمكّن الجيش والقوات الامنية من ايقافها ، وبالتالي تتحول الى صراعات داخلية مدامة باستمرار  ، وحروب عصابات تطمع ان يكون لها مصالح ومغانم ، خصوصاً وان اميركا تساهم في تغذية الصراع المذهبي عبر فوق الموت المذهبية والطائفية لتمزيق عرى الوحدة الوطنية بطن ابناء الشعب الواحد . يعوّل السياسين على قراءة واستشراف الأوضاع السياسية ، وعلى افتراضات مثالية ، لا تتسم والوضع القائم ، كون مجمل الأوضاع قامت وتقوم على اساس التوافقات السياسية الهشة ، والمعرضة للاهتزازات والانفراد اكثر من مرة ، كما ان وفي نفس الوقت هناك غرف مظلمة ، تعمل بالضد من اي اتفاق او توافق ، خصوصاً وان هناك عوامل جيدة لتطبيق مثل هذا المخطط ، لذلك الكرة الان في ملعب العراقيين أنفسهم ، والخروج من بوتقة الولاءات الدينية ، والشخصنة الى ولاء الوطن ، عبر اختيار دقيق للشخصيات المتصدية للعمل السياسي ، وعدم التصديق بالشعارات البراقة التي يطلقها اغلب المحترقين سياسياً ، وتجار الدم العراقي ، وسارقي امواله ، وناهبي ثرواته ، بعد ثبوت زيف ادعائهم ، وجشعهم ، وخيانتهم للوطن والمواطن الذي اختارهم .