منذ ملايين السنين، والعراق موجود على الخريطة الكونية، كموقع جغرافي متمثلا بالدولة الاشورية، والكلدانية، والاكدية، وميسان، وسومر، وبابل وغيرها حيث تميز العراق بموقعه الجغرافي كرابط رئيسي بين الشرق، والغرب، وسواد ارضه نظرا لكثرة الزراعة.
العراق؛ تلك البقعة المقدسة بعد مكة، والمدينة، الذي شرفه الباري بحمل جثامين انبيائه، واوليائه الصالحين سيما الامام الحسين عليه لسلام سيد شباب اهل الجنة بنص رسول الرحمة عليه السلام” الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة”.
لماذا العراق؟
الحسين، ولد في المدينة اي في الحجاز، ويزيد عليه لعائن السماء في الدنيا والاخرة كان يحكم في الشام، ومن البديهي ان كان هناك خلاف بين حاكم ومحكوم، او دولة واخرى، تكون احدى الدول هي ساحة للحرب، او يكون الحاكم الاقوى في الحسابات المادية من سلطة، وغيرها هو من يدخل بيت المحكوم، او الشخص المطلوب ليلقي القبض عليه، او يقتله، اذن لماذا جاءوا العراق؟ لماذا لم يستدعيه لقصره، ثم يعتقله ويفعل به ما يشاء كما فعل اسلافه بالطغيان، المنصور، والرشيد، وغيرهم.
نعود نسال سؤال اخر! لماذا جعل الامام علي عليه السلام مكان خلافته القصيرة زمنا، الطويلة عقائديا العراق مركزا لها؟.
لماذا شُدد على اتباع اهل البيت عليهم السلام في العراق؟ .
لماذا حوربوا لحبهم لمحمد واله الاطهار؟
لماذا صمد العراقيون لهذه الفترة الطويلة على حبهم لمحمد، وعلي وابنائهم، ونهجهم، وعقيدتهم، وتحملوا القتل والتهجير، انها مسالة محيرة! لا يعلم جوابها الا هو سبحانه، حتى سنحت الفرصة للإجابة على هذا اللغز الكوني المحير (انه سبحانه، وتعالى يعرف اين يضع رسالته).
صرخت مدوية علت سماء العراق، لتصل لكل بقاع الارض “لبيك يا حسين” ليهب ابناء العراق، صغارا، وكبار، شيوخا، ونساء، واطفال لينشروا ثورة الامام الحسين عليه السلام بصورة عفوية، وامكانات ذاتية تُضرب بها الامثال في الكرم والجود، حتى باتو يتسابقون، ويتفننوا بتقديم الخدمة لزوار سيد شباب الجنة، واصبح العراق مركزا اعلاميا كبيرا، لنشر الثورة الحسينية بعد الاعلامية الاولى لهذه الثورة المباركة السيدة زينب عليها السلام.
العراق اصبح قبلة الكرم، والكرماء، والمضحين لأجل اوطانهم، كيف لا، والعراق يمتلك حشدا وطنيا هب لتحرير بلاده بفتوى ربانية مباركة، من براثم اشرس، واقذر هجمة بربرية، جاءت لتكمل، وتجهض الحركة الاعلامية لثورة الحسين لا احساسهم بان تاريخهم الاسود الذي كتبوه بالزور بدا ينكشف، وتظهر سوءتهم.
انه العراق يا سادة يا كرام.