23 ديسمبر، 2024 1:00 م

لماذا الشرطة الاتحادية في تلعفر .. يا عبد السلام الشهواني ؟؟ /2

لماذا الشرطة الاتحادية في تلعفر .. يا عبد السلام الشهواني ؟؟ /2

كنا قد نوهنا في مقالة سابقة على تصرفات قائد الفرقة الثالثة الشرطة الاتحادية ضد منتسبي لواء تلعفر وبالرغم من المناشدات والمطالبات العديدة للممثلين التركمان في مجلس النواب العراقي لرئيس الوزراء الدكتور العبادي وللسيد وزير الداخلية وتظاهر المئات من النازحين التركمان بضرورة اتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة بحقه الا انها لم تلق أذاناً صاغية بل على العكس تماماً فقد زاد الطين بلة .
إذ اجتمع قائد الفرقة الثالثة الشرطة الاتحادية بمنتسبي اللواء من اهالي تلعفر وخطب خطبة عريضة متوعداً بالتهديد بقوله لن يجهزوا بالعتاد والسلاح حتى يقدموا 250 شهيداً وان الخطوات التي صدرت عن ذويهم من مظاهرات ومناشدات وغيرها لن يثنيه عن نواياه قيد انملة وأن المستقبل القريب سيشهد على ذلك .
وعلى آثر ذلك قام بسلسلة اجراءات تؤكد صدق كلامه إذ تم نقل الضباط والمراتب من المكون التركماني بذريعة عدم التزامهم بالأوامر والتعليمات العسكرية ” واستبدلهم بعناصر أخرين يكنون له ولاءً عظيماً حسب ادعائه ” وهم الذين يشهد لهم العدو قبل الصديق ببسالتهم وبطولاتهم في مقارعة الارهاب بكافة اشكاله في محافظة نينوى وقضاء تلعفر لعشر سنوات ونيف ولولا خيانة آل النجيفي وتواطؤ أبو الوليد آمر لواء شرطة تلعفر آنذاك والفريق الركن خالد الحمداني قائد شرطة الموصل حينئذ (وعم الارهابي عمر طة الحسين الحمداني القيادي في تنظيم داعش وزوج أبنته رحمة) وبمباركة آل غور (آل البرزاني) كما اسلفنا وتسليمهم الموصل على طبق من ذهب لتنظيم  داعش ، تلك القشة التي قصمت ظهر البعير وجعلت قوات تلعفر البطلة لقمة سائغة بيد عبد السلام الشهواني .
وهنا جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن إذ صعب الحال على منتسبي أفواج الشرطة الاتحادية من لواء تلعفر فلا يمر يوم الا ويقدمون فيه قرباناً في سبيل الوطن والمقدسات وبأسوأ الاحوال جريح في قاطع الثرثار على أيدي قناصي داعش الارهابي وبعبوات ناسفة من عرب واجانب وعلى اختلاف جنسياتهم المتعددة .
لكن النخوة العراقية والشهامة كانت حاضرة في هذا الموقف إذ أقدم المقدم البطل فراس فرج دعدوش جار الله التميمي من اهالي بغداد وهو آمر الفوج الثاني في الشرطة الاتحادية على شراء طلقات رصاص من راتبه الخاص وتوزيعه بين منتسبي الفوج من أبناء تلعفر النازحين الذين ضاقت بهم السبل فلا يعرفون للخلاص سبيلاً  وهم يبذلون الغالي والنفيس في الدفاع عن الوطن والمقدسات .
ولم تمض الا أيام قلائل فاختار سبحانه وتعالى المقدم فراس مع ستة من أبناء تلعفر بعمر الورود بانفجار عبوة ناسفة على الألية العسكرية التي كانت تقلهم وهم يمشطون قاطع الثرثار وقبل أن تجف دمائهم وبعد عشرة أيام فقط التحق بركب الشهداء المقدم علي جولاق من أهالي تلعفر مع ثلة من المنتسبين البررة العزل الذين لا ذنب لهم سوى انهم من المكون التركماني .
ربما سائل يسأل لماذا لم يتم نقل المقدم التلعفري وهو الضابط الوحيد الذي تمسك به قائد الفرقة ولم يتم اصدار كتاب نقل خدمة اسوة بأقرانه من الضباط الاخرين ؟
المقدم علي جولاق معروف بالحنكة والتخطيط السليم في وضع الخطط العسكرية بمقارعة الارهاب منذ سقوط الصنم عام 2003في قطعات سنجار وتلعفر والموصل ولم يتوانى لحظة واحدة في اداء الواجب العسكري كما ويشهد له بالانضباط والالتزام العسكري ولم ينل ترقية عسكرية أسوة اقرانه من الضباط  وقد احتار به الزمر الارهابية بكيفية اصطياده في محافظة نينوى والمناطق التابعة لها ، فلا يمكن لمثل هذا البطل ان يعود لتحرير مدينته دون أن ينال الشهادة لأنه على دراية بمخططات آل النجيفي ، وبعد نزوح الأسر التركمانية من مناطق قطناها كان أول الملتحقين بخدمة العلم في قاطع الثرثار . 
قاطع الثرثار أو ما يسمى “بقاطع الموت ” عند أهالي تلعفر بلع ما يفوق الخمسين شهيداً من أبنائهم واكثر من مئة جريح ومعوق من مجموع ال 250 شهيداً في قطعات القتال المختلفة على امتداد المناطق التي تشهد عمليات عسكرية ضد تنظيم داعش لتطهير اراض العراق من دنس الزمر الارهابية .
الآمر الذي يشمئز منه الوجدان الانساني بحيث يضع المرء في حيرة من أمره … هل هو سياق عسكري له انظمة وتعليمات محددة ام انه مزاج شخصي واستهتار بالقوانين حسب ما يريد قائد الفرقة اللواء عبد السلام الشهواني ؟