23 ديسمبر، 2024 6:04 ص

لماذا الشاب العراقي مع داعش ؟

لماذا الشاب العراقي مع داعش ؟

قد يدور لدى الكثير تساؤلات عن سبب انتماء هكذا اعداد من شباب العراق الى داعش خلال عام فقط على دخولهم البلاد.
 دخول داعش الى العراق وان كان يحمل عدة أوجه من خلال تواطئ داخلي ودعم مكثف خارجي وبالتالي النتيجة تخضع لعامل القوة ألأقوى هو من يفرض نفسه على الارض وقد تمكن داعش من السيطرة على مساحات واسعة بعناصر عربية واجنبية واسلحة متطورة وهذا يحتاج الى بحث .

الذي يجب ان نغور في تحليله هو سببب انتماء الشباب العراقي لداعش لابد ان تكون هناك عوامل تدفع الفرد الى ترك اساسيات وثوابت في حياته ويتخلى عنها كـ( الدين ،و العادات والقيم الاجتماعية ،والتعليم .والثقافة الفردية واسس تتعلق بالبنية العقلية للفرد) كل تلك تعد جزء أساسي من وجودية الفرد في المجتمع لذلك لايمكن التخلي عنها الا عند وصولة الى مرحلة القناعة بوجود بديل لها وهذا لايكون وان حدث فلا يحدث مع عامة الناس.

 اولا الدين فالدين من مسلمات الأمور للفرد ولايستطيع ان يتجرد منه بسهولة فهو عامل روحي يغذي الانسان من خلال علاقته بالله وأيمانه بيوم الحساب وثقته ان الله أيضا يساعد الفرد على اساس فعله للخير والشر،وبالأخص يكون الدين اقوى لدى عامة الناس وفقراءهم اكثر من اثريائها ومفكريهم على الاكثر . لذلك يعد الدين من ثوابت معتقدات الفرد وليس المتحولات على اغلب الاحيان وقد يكون من المتحولات لكن بنسبه ضئيلة جدا .صحيح ان داعش جاء بغطاء ديني وتحت رايه تحمل اسم الله ورسوله ولكن المفاهيم والافكار بعيدة كل البعد عن فحوى الدين الذي يتعاطاه الفرد العراقي منذو نشأته وان ينظر لها البعض ان داعش تطرف ديني ولد من بنات افكار دعاة فسروا الدين بما يحلو لهم وأنتجت تلك الكتب فكر منحرف وقراءات تختلف عما في الدين الاسلامي، فالاسلام يفرض حدود وعقوبات ووو. ولكن وفق شرائع واحكام سماوية تحافظ على سير واستقرار المجتمعات . ومع هذا كله الا ان تلك الكتب والتفاسير لم تكن لها بالعراق مدارس لتغذي الشباب، وهذا يجعلنا نشكك في سلامة العقل العراقي في كيفية تعاطية للمعلومة وبلوراتها بالصورة المناسبة له لذلك حصل قبول لفكر داعش كذلك انهم كانوا يتعاطون الدين كجزء من العادات والتقاليد وليس كدين سماوي له احكام لذلك حصل توافق مع احقاد وتوجها البعض مع ماجاء به داعش .

ثانيا العادات والقيم الاجتماعية التي انشأ الفرد العراقي عليها وتعاطها  من القبيلة رغم كل السلبيات التي تنتجها القبيلة من تحايل على الدين والعمل بعادات افترضوها لتكون مع متطلباتهم ،لكن كل تلك لم تكن تتطابق تماما مع ما جاء به الإرهابيين من افكار وقوانين فلم يكن الشاب العراقي يتلقاها في القبيلة وهذا مايوصلنا الى نتائج تبرهن ان القبيلة لاتعطي افكار كداعش ولكن لاتنتج فرد قادر على مواجهة المتحولات والمتغيرات التي تمر به لان ماتلقاه غير متكامل يمكن ان يكون من اساسيات حياته .

ثالثا التعليم .الجزء الاهم الذي نرمي عليه هذا الانحرف هو التعليم  في كل مراحلة. مع اننا كنا نتعاطى منهجا ملغوما في زمن النظام السابق يعظم مأثر الحزب ، منهج عبارة عن مجلدات فارغة من المحتوى الحقيقي لما يراد بال كانت تدرس من اجل انتاج عقول تتقبل فكرة البعث وتوجهاته السيئة ،كذلك انحطاط المستوى العلمي بسبب فقر التدريسيين، فالأستاذ لايستطيع تقديم شيء هو لم يصل اليه وذلك كون الاستاذ اصبح في تلك الحقبة  اما  لم يحمل غير الشهادة ، واخر يحمل فكر ولكن لايستطيع البوح به واخر مغادر للوطن لانه ملاحق .. وبالتالي التلميذ اصبح يحمل فكر ضئيل ومشتت وعقلية  .

رابعا الثقافة الفردية.الكثير من الإفراد لم يتعلموا من الحياة الدراسية او المجتمعية ولكن استطاعوا بناء ملكية فكرية ثقافية ونظرة موضوعية عالية في قراءة الاحداث ومعرفة كيفية التعامل معها من خلال قراءة الكتب الفكرية والدينية والادبية والتاريخية ولاطلاع على اجمالي الثقافات . وهذه طبعا ما يفتقدها الكثير من الشباب لذلك قبل هولاء افكار داعش او قبل العمل او التعامل معهم ومع ثقافتهم العداونية لان الفراغ العقلي يجعل البديل اي شي وان كان سيئ ، يضاف إلى  الناقط اعلاه امور عائلية وغيرها قد تتعلق بالفرد ذاته فقط .

كذلك ان الكثير من التف حول داعش بسبب سوء السياسة العراقية الحديثة في كيفية بناء مجتمع يثق بها ويدافع عنها، كما انها لم تعمل على احتواء الاعداد الهائلة من الشباب العاطلين عن العمل واحتوائهم ليثقوا بوجود دولة تهتم بشأنهم الأمر الذين جعل داعش يستغلهم بسهولة ويحقق أهدافه عن طريقهم اغرائهم بالاموال ،ومع كل هذا ولكن ستحدث ثورة داخل كل فرد انتمى لداعش ضد عقله الذي قبل بداعش ، لان داعش فكر جديد وطارئ ولايمكن ان يكون اساسي كذلك الفرد العراقي ليس سهل العريكة والتعامل مع الغرباء .