المرأة في الإسلام كالرجل إنسان المنظوم، وجدليا فإن تحرير الغرب للمرأة ليس حقيقيا فليس من خلفية تحدد للمرأة حقوقا، وقد يكون الجدل حول إنسانيتها أمرامحتملا، وواقعا فإن أفكار فرويد ونظريته في التعامل مع الغريزة تحيل المرأة إلى موضع إثارة للغريزة كي تنطلق فتتحرر من الكبت وفق نظريته، فالحرية للمرأة تسير وفق هذا التصور ولو قارنا الموضوع مع الحجاب نجد أن تبيان الفرق مهمٌ هنا ولنسأل لماذا السفور ولماذا الحجاب؟ كمثل على المقاربات والحيرة في تفسير هذه المقاربات. الحجاب نص قرآني لا جدال فيه مهما اختلف المفسرون، فهو يطابق منهج القرآن في فرضه ويبقى شكله وهيئته فهي تابعة للعرف والتطور المدني فهو فرض محسوم، وإذا قال البعض بكشف الوجه أو الخمار فهذه تفاصيل تقدرها المرأة لكنه ليس فرضا.
الحجاب ليس قطعة القماش كما يروج له وإنما هو لباس يحجب المفاتن وتفاصيلها يضفي للمرأة حضورها الذاتي والفكري والعلمي وليس من خلال أنوثتها.
فالحجاب كينونة وخصوصية للمرأة
ولماذا السفور؟ الذي يعتبر مصطلح معبر عن النمط الحياتي والمدني في الغرب بل إن تعرضه للتغير يدل على ضياع أساس وهدر لحقوق المرأة بل هو هدر لحقوق المجتمع.
إن السفور في المجتمع الغربي قائم على مبدأ إثارة الغرائز ومن ثم إشباعها كي لا تبقى مكبوتة في اللاوعي وهذا رابط بنظرية فرويد في توصيف النفس البشرية، والحقيقة أن تأثر فرويد بواقع وجده نشأ بعد تمرد المجتمع على الكنيسة أبان عصر النهضة فتراجعت الحشمة تدريجيا لتظهر أمراض اجتماعية واجهته كطبيب ومحلل نفسي، فكانت نظريات متعددة منها هذه النظرية مع نظرة دونية للمرأة وكونها وسيلة إمتاع مهما غلفوا هذه النظرة خصوصا وأنها متعلقة بنظرة دينية متحيرة غير حاسمة في توصيف المرأة كبشر منقولة بشكل مفهوم خفي أما الإسلام فهو ينظر للإنسان وحاجاته وغرائزه بمنظار شامل في تحديده للإنسان، والإسلام يكون للإنسان عقلية ونفسية هما ركنا شخصيته ومدى توافق العقلية مع النفسية، يحدد قوة الشخصية ومتى كانت نسبة هذا التوافق عالية قياسا للعقلية والنفسية الإسلامية تكون هذه الشخصية شخصية إسلامية قوية بقدر تلك النسبة؛ والمرأة والرجل في نظر الإسلام واحد فهما بشر عليه تكاليف وله حقوق وفيه (نظام اجتماعي) النظام الخاص بعلاقة الأسرة (والمرأة والرجل) وتكاليف أفراده وهو غير (نظام المجتمع) الذي يعالج المجتمعونظامه السياسي، فمن الطبيعي أن المرأة وفق منظور الغرب كمتعة تفقد واجبها إن تحجبت، وهي حين تعطى حق العمل فلأن النظام الاجتماعي في الغرب غير متكامل وإعالة المرأة بذاتها، أما في الإسلام فمن حق المرأة أن تعمل ولكن إعالتها مكفولة وفق وضعها من زوج وأخ وعم، وإن نفقة الرجل على البيت واجب أما نفقتها على البيت فصدقة فلو كانت المرأة رب عمل يعمل فيه زوجها لكان حق على الزوج أن يشتري لها ما تريد من ملبس تذهب به إلى عمل تديره وإذا اشترت هي فصدقة، أما حجابها فلأنهاإنسان يجب أن لا يكون عرضة وضحية لغرائز غير منضبطة وإنما محمية وفق قوانين وتفصيلات شرعية والآن هل نفهم هذا الفهم وهل تفهم النساء والبنات هذا الفهم . إنهن الأفضل لأن الله قد أوصاهن بالوضع الصحيح وجعل لهن قيمة مضافة وكما هو واضح فالفهم للقوامة في مجتمعنا بعيد عن الفهم الإسلامي وإنما متبني الرأي المتخلف لمجتمع الغرب الذكوري، وأدركنا ضمنا أن القوامة مسؤولية إضافية وليست سلطة إضافية، ويبقى السؤال لماذا تكون الفتاة المحجبة هي المرغوبة عندما يتعلق الأمر بعلاقة جادة وبناء أسرة عند أغلب الشباب؟ وهذا أمر واضح يمثل حالة التصادم بين مقاييس تولدت عن المنهج عرضيا للعفة، وعن القيمة المحاطة وهالة الأنثى بما لها من قدسية في مجتمعنا بأنها ما يستوجب الحفاظ والبذل بل التضحية بالنفس في سبيل الحفاظ على عنوان عفة المرأة وهو تلاقح فريد ترسخ عبر الزمن وتدعمه التقاليد الشرقية بل الإنسانية قبل ظهور هذه النظريات كنظرية فرويد وتبنيها هي وغيرها لأسباب ليس بحثها هنا لما فيها من جدل يخل بمصداقية البحث.