لكل انسان الحق في الانتماء الى شيء,وهذا الشيء سواء كان حزبا او قبيلة او دينا هو طائفية,والطائفية ليست امرا قبيحا ,وانما القبيح هو ان تدعوا الى تلك الطائفية بطريقة قبيحة!,واحد اوجه تلك القباحة هو ان لا تعدل مع الخصم,وان تطفف في القياس,ولذلك قال الله تعالى “وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلا يَظُنُّ أُوْلَـئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَـلَمِينَ”.
واجمل العدل هو ان تعدل مع خصمك ,قال تعالى “وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى”.
قبل فترى انتقد احد اصدقائي الشيعة اللافتة المعلقة فوق مسجد الامام ابو حنيفة النعمان في الاعظمية ,حيث قال ان من الخطا ان يكون حجم كلمة محمد اكبر من حجم كلمة الله.
قلت لصديقي,صدقت ,لكن ما رايك في حسينيات الشيعية التي تضع اسم علي والحسن والحسين ولا تضع اسم الله ولا حتى اسم نبيه؟.
بل ما رايك وانت ترى ان الشيعة يسمون مساجدهم على اسم الحسين “حسينية” ولا يسمونها “محمدية”؟؟.
فبهت وانتهى الحديث!!
هذه صورة لواجهة مسجد ابو حنيفة: http://www.rofof.com/img3/9sojap26.jpg
وهذه صورة لاحد اشهر حسينيات الشيعة: http://imup2.dorar-aliraq.net/2012-11/11674.19_12132697684412_13.png
مقارنة اخرى بسيطة تظهر حيود البعض عن العدالة ومغالاتهم في التطفيف,حين راح اولئك البعض ينتقد الذهب الذي صنعت منه باب الكعبة, فراح يقول بان الاسلام حرم لبس الذهب والحرير ,وان الاسلام جاء ليعلمنا الزهد والتقشف,فلماذا اذن يبالغ اهل السنة بتذهيب الكعبة والباسها لباس الحرير.اليس هذا مخالف للاسلام؟؟.
لو ظهرت تلك الحجة من احد الاناس المجهولي الانتماء ,لقلنا له احسنت القول ولربما صفقنا له,فان تذهيب الكعبة او انفاق الملايين على كسوتها لهو بذخ وتبذير سيحاسب عليه من قام به,خصوصا وان المسلمين في كثير من البقاع يموتون جوعا دون ان يجدوا كسرة خبز,بل ان الحكومة السعودية التي تدعي نصرة السوريين ضد بشار,تبخل على اهل سوريا برغيف الخبز,بينما تنفق الملايين على كسوة الكعبة وزخرفتها.
سنقول هذا واكثر لو كان من يطلق تلك الانتقادات اناس ملاحدة لا يؤمنون بالله,او شيوعيين لا يعترفون بالدين, او اناس مسلمون التزموا بمباديء الدين الحنيف ولم يبالغوا في تزيين المساجد ولا زخرفتها ,
لكن…..
ان تصدر تلك الانتقادات من اناس يقضون ثلاث ارباع ايام السنة في الزيارات والطواف حول قبور اهل البيت المذهبة وقاعاتهم المزخرفة وبسطها المنمقة ,فهذا تطفيف وظلم و جور لا يقبله منطق الانسان ولا حتى منطق من هم دون الانسان من الدواب والحمير!!.
فمن المعلوم ان الشيعة يتفاخرون بتذهيب قبور ائمتهم وحسينياتهم,وانهم لم يكتفوا بتذهيب قبور او بيبان تلك القبور,وانما بالغوا في ذلك التذهيب حتى بنوا القباب والمآذن من الذهب؟؟؟
ومعلوم ان الذهب الذي يغطي قبة ضريح علي ابن طالب والذهب الذي يغطي مرقد الحسين والعباس,والذهب الذي يغطي مرقد موسى ابن جعفر,والذهب الذي يغطي مرقد السعكري في سامراء,بالاضافة الى الذهب الذي يغطي منارات تلك المراقد وابواب تلك المراقد ,نقول ان ذلك الذعب لو وزع على الشيعة الذين يدعون انهم مظلومون وانهم فقراء ,لو وزع عليهم لكان قد جعل منهم اغنى اقلية في هذا العالم,بل لاصبحوا ثاني اغنى اقلية بعد اليهود!.
فلماذا لا ينتقد اولئك الشيعة الزاهدين الورعين “الخوش آدميين” مبالغة الشيعة في تذهيب مراقدهم,وينتقدون “ذُهُيبات ” على باب الكعبة,او قطعة حرير كسيت به؟,
اليس من الاجدى ان يسالوا انفسهم عن السبب في ان الذهب يغطي قبر علي والحسين بينما قبة قبر النبي من الجص فقط ومطلية بعلبة من “البوية” الخضراء؟.
اليس من باب العدل ان يُصب النقد على من بالغ في تذهيب القباب والمنائر وحتى المرافق الصحية والحمامات,قبل ان نبالغ في التشنيع على من كسى باب الكعبة بالذهب او غطا حجارتها بالحرير؟؟.
ام ان الشيعة لا يعتقدون بان لبسي الذهب حرام,وان التقشف ليس من شيمة اهل البيت,وان البذخ والتبذير هو من علائم المعصومين؟؟.
اليس من المنطق ان تكون عادلين في انتقاد الخصم؟.
ام ان العور امام الدولار والتعصب افضل من ان تكون سليم القلب والعينين ؟
من حق الانسان ان ينتقد غيره ممن يخالفهم المسلك والمعتقد,لكن هل من حقه ان ينتقدهم على ان يغترفون من نهر يسبح هو فيه كل يوم خمسين سنة؟.
رحم الله امرء عرف الحق فاتبعه وعرف الباطل فاجتنبه.