العراق منذ عقود نزف جرحه الذي لايبرأ . من مصيبة لاخرى . سلسلة لاتتوقف في دورانها وهي تستهلك ارواح العراقيين دون تميز . رغم هذه السوداوية المفرطة فان البعض مازال يمسك بالامل في غد افضل ،ليس فيه دماء ولاعنف ، ولكن عملية استحلال الدم العراقي يسعى اليها الجميع . في الداخل : العيارات النارية الطائشة سواء رياضية ام عشائرية ،العبوات الناسفة ، احزمة الانتحاريين ، السيارات المفخخة ، المسدسات الكاتمة للصوت ، حرائق التماس الكهربائي ،كلها تحصد ارواح العراقيين دون هوادة. ومشهد دموي يتكرر كل يوم ، في منطقة ما من العراق . اما في الخارج الملجأ الذي يفر اليه بعض العراقيين، تُحمل بعض الدول ابن الرافدين ماحدث في التغيير ،وتعده انتهاكا للمعادلة التي تحب ان تراها ،لذا تعامل العراقيين على المذهب ،وربما يكون أول سؤال يسأله موظف الجوازات عن الانتماء المذهبي للعراقي القادم . ادهى من كل هذا الجهاتالرسمية العراقية ( اذن من طين ،واذن من عجين ) . احيانا تعد الحديث عن مثل هذه الافعال مبالغ فيها ،وقد يبادر احد المسؤولين العراقيين الى اللتماس لدى
تلك الدول بضرورة تحسين معاملة العراقيين العابرين حدودها، وعبارة اخرى التوسل بلغة الذليل . لم نسمع ان زوارة الخارجية استدعت سفير هذه او تلك الدولة احتجاجا عن سوء المعاملة ، بل تحاول بعض الجهات الحكومية شراء رضا الخارج بكل وسيلة : كتقديم التعازي ان حصل مكره لاي فرد من رعايا تلك الدول . الذي جرني الى هذا الموضوع القديم- الجديد قضية الطيار الاردني معاذ الكساسبة ، وتسارع اغلب الدول في شجب واسنكار العمل الجبان . ولكن اعدام 1700 شاب عراقي في يوم واحد لم تحرك مشاعر الاخوة العرب ،ما خلا بعض المجاملات الخجولة التي تصدر من هنا وهناك على استحياء . اقول لماذا الدم العراقي رخيص لهذه الدرجة ؟ وهل هو نتيجة رد فعل الحكومة العراقية في عدم القدرة على حماية مواطنيها ودفاع عنهم وتركهم نهشا للآخرين ؟ ام ان العراقيين ارتكبوا جرما يستحقوا ان يعاملوا بهذه الطريقة المجحفة من اخوانهم العرب ؟