لماذا الخوف من الخزعليّ ولماذا تمزقون صورته؟

لماذا الخوف من الخزعليّ ولماذا تمزقون صورته؟

تمزيق صورة الشيخ قيس الخزعلي لم يكن فعلاً عابراً، بل هو انعكاس لخوف يسكن قلوب خصومه، وقلق دفين من حضوره الشعبي، وتأثيره السياسي، وثقله المقاوم.

الذين مزقوا الصورة لم يمزقوا ورقة، بل مزقوا أقنعتهم، وكشفوا عن هشاشة تربيتهم السياسية، وفشلهم في مواجهة مشروع وطني يتجسد في رجل لم يساوم، ولم يتراجع، ووقف حيث تُكلف الوقفة كثيراً.

الخوف من الخزعلي ليس لأنه يملك سلاحاً، بل لأنه يملك موقفاً. لأنه زعيم لم يُصنع في مكاتب السفارات، ولا خرج من رحم الصفقات، بل نبت من صلب المعاناة، من ميادين الجهاد، من أقبية السجون، ومن ساحات يعرفها جيداً مَن واجه الاحتلال الأميركي وداعش معاً.

من يخشونه لا يفهمون شيئاً عن الحشد، ولا عن الكرامة، ولا عن العقيدة. لأن الخزعلي لا يُخيف بالبندقية، بل بالكلمة، بالمشروع، بالرؤية، بقدرته على تحريك الشارع دون أن يلوّح بمال أو منصب، بل بقضية.

نقول لهؤلاء: إن تمزيق الصور لن يُسقط الرجال، ولن يمنع الشمس من أن تشرق.
وإذا كان هذا الفعل يُرضي غروركم السياسي أو يُطفئ شيئاً من نار حقدكم، فاعلموا أن ملايين الصور محفورة في قلوب الناس، وأن القادة الحقيقيين لا تهزهم عواصف الفتنة، ولا تنال منهم الضوضاء.

الشيخ الخزعلي باقٍ، لأنه يمثّل صوت الذين لا صوت لهم، ووجع الذين لا يريدون لوطنهم أن يُباع في مزاد العمالة.

وكل صورة تمزق، ستولد بدلها ألف، محفورة في ذاكرة العراقيين، وفي وجدان من يعرفون مَن وقف معهم حين خذلهم الآخرون.

أحدث المقالات

أحدث المقالات