4 مارس، 2024 7:59 ص
Search
Close this search box.

لماذا الحسين بن علي (ع) دون الأخرين…؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم يعد الحسين (ع) مآتما لنبكي عليه كل عاشوراء ،وننحر الذبائح لذكراه ..بل اصبح اليوم قضية تاريخية محركة لنهوض الامة وفك اسرها …فهل يدركون..من خانوا مبادىء الحسين ؟

شخصيات كثيرة وعظماء اكثر مروا بحياة الامة العربية الاسلامية ،لكل منهم مؤيد ورافض،لكل منهم محب ومباغض،لكل منهم مقرب ومباعد ، لكن الجميع يتفقون على ان شخصية الحسين بن علي ممن تتصف بها صفات لا يملكها الكثيرون من الاخرين.فلا احد منكر لها، ولا احد مباغض لها ، ولا احد مباعد لها .بل الكل ومن مختلف الفرق والاتجاهات تجمع على ان الحسين شخصية انفرد بها التاريخ عظمة وجلالا وتقديرا.لا، لانها من أهل البيت ومدرستهم العظيمة ،لكن لانه من الذين تركوا نظرية لا ترفضها العدالة والاستقامة ومصالح الشعوب ابداً،وهي نظرية الاصلاح التي نادى بها حين قال : ( لا والله ما جئت أقاتل الحاكم على الخلافة ،بل جئت أقاتل ظلمه على الناس) وهو من الصادقين. وانا أقرأ النصوص فلا اجد فيها دليلاً واحداًعلى ان الحسين (ع) كان يريد الخلافة لنفسه ..بل يريدها للعدل المطلق بين الناس..لأن من غير الممكن ان يكون خليفة طامعاً بمسؤوليات الخلافة..لأنه واخلاقه ومبادئه تتنافي واخلاق فن الممكن وسياسة المصالح.. فهل من جاؤا الى حكم العراق جاؤا من اجل الوطن ؟.اذن لماذا هذا الاصرار عليه من قبل مؤسسة فقهاء الدين ؟ ان ما وراء الأكمة ما ورائها..فهل تعقلون ؟وهذا ما نلاحظه ونقرأه في كتب الفرق الاسلامية المتعددة..ليس وحده بل كل هذه العترة النجيبة التي أنجبت الحسين .. ألم يرفض الامام جعفر الصادق(ع) الخلافة من الخراساني..ألم يرفض الامام موسى بن جعفر(ع) أغراءات هارون الرشيد حتى استشهد من اجل نظرية الالعدل والحق المطلق..اذن لماذا من جاؤا مع الاحتلال في 2003 تكالبوا على السلطة كتكالب القصعة على آكليها ؟لكن مع الاسف أنهم الوحيدون الذين عاشوا وماتوا لا يملكون الا النزر القليل من الاتباع المخلصين لهم لماذ ؟ لأن الغالبية لم يكونوا مؤمنين بها..بينما كل الآيديولوجيات الأخرى لها اتباعها المخلصون الذين كونوا دولا واشادوا لها الصروح ..الا اتباع الحسين وأهله لأنهم المتشبثون بالمصالح دون المبادى..الكاذبون اللاصادقون..كما رأيناهم بأنفسنا زمناً…ولازالوا في المغانم راتعون… أن اهل الحق قلة في هذا الزمان.. فيا حسين العز والوفاء يعزُ علينا ان يكون قادة من يدعون بك اليوم ويقيمون لكم الاحتفالات ……هم خونة اوطان ..وبائعي شرف الامة وسارقي اموالها …فيرد الحسين البارعلينا قائلاً :أعزلوهم من نادينا فنحن ابرياء ممن خان الوطن والدين ؟

من حق الشعوب ان تعتني بعظمائها وكبارمفكريها وراودها الاحرار،فتقيم لهم التماثيل ،وتُشيَد لهم النُصب ، وتُدرس حياتهم للاجيال،لانها ترى في ذلك دعما لحضارتها،وتشيدا لدعوتها ،فدراسة حياة هذا الرجل تأتي من هذا المنطلق المنشود ليعود اللواء يخفق على الامة من جديد بعد ان يبني لها ترسانة الفكرالذي يمكن الاعتماد عليها في تربية الاجيال الحاضرة والقادمة..فأين المخلصين الذين يحققون ما كان يرغب به الحسين وأهله في الناس اجمعين..؟ فهل هم قادة حزب الدعوة الذين كنا نهرول خلفهم واصابنا ما اصابنا من السلطة لنخرج حتى نرى انفسنا صفر اليدين..؟ وحين اعتلوا السلطة اصبحوا اسوء من السابقين .
فهل تقبل ياحسين اتباعك اليوم باعوا الوطن للأجنبي والخيانة مرفوضة في كتاب الله ووثيقة المدينة وسرقوا المال العام وهجروا الناس دون حق ليسودوا هم وابناؤهم في المال الحرام دون خوف من الله والأخرين ..ابن الخايبة في الوطن يموت جوعاً واولادهم في لندن وباريس وسدني يرتعون؟ وفي السفارات يعينون..والرواتب التقاعدية العالية باسم الجهادية ورفحاء يقبضون ..وياليتهم كانوا مع المخلصين..

هذا الامام الحسين الفذ،الذي عاش بين الفقراء وكان ضد الفقر،ومع المحرومين وضد الحرمان،ومع الجماهير وضد الطغاة.كان ابن علي وفاطمة الزهراء الصافية النقية ،ترعرع في بيت النبوة وشرب من مائها العذب واخلاقها السمحاء وطريقها المستقيم. فشب شجاعا مثل ابيه وجده ،عالما مثلهم ،عشق الله والحق والعدل ،فخالطت مفردات حياته الشريعة السمحاء، والفعل دوماً دليل الاصل ،لذا اراد ان يسخرها لقيم العدالة وحقوق الشعوب في تقرير المصير حتى يوم استشهاده في معركة الطف باقية الذكر محفورة في رؤوس المخلصين للحق والعدل والاوطان.لا ان تبقى ذكريات يلطم بها الناس دون رنين.بل يجب ان تكون سيرته العطرة قوانين مطبقة تنفع تحقيق العدالة بين الناس اجمعين..لكن أين الاتباع اليوم اللا مؤمنين..نعم أنهم في المنطقة الخضراء بالمتعة منعمين.
وهم يسرقون اليوم اموال الفقراء واليتامى وحتى النازحين..ليجعلوا اولادهم يركبون السيارات الذهبية في شوارع لندن وستكهولم ،وابناء كل الحاكمين اليوم منهم..فهل قادة حزب الدعوة والحزب الاسلامي … ومن على شاكلتهم يستحقون زعامة العراقيين…؟

منذ بداية نشأة الكون على الارض،تولدت نظريتان ،الاولى نظرية الاستبداد والضعف ممثلة في اللاقانون ،ونظرية القوة والعدل ممثلة في القوة العادلة والقانون.خطان مستقيمان لا يلتقيان ابداً. يبقى الاول مُساند من كل الذين طغت المادةعلى افكارهم وتصرفاتهم وباعوا الأوطان ،وسرقوا الاموال بالباطل ،وتعاونوا مع الشيطان في سبيل مصالحهم الخاصة . ويبقى الثاني مُساند من كل النفوس العفيفة التي رأت في أنسانية الانسان طريقا لها فما خانت ولا وهنت . وتقف عاد وثمود ومن لف لفهما عبر الزمن لتنتقل الى قريش ودول الاستبداد والاستعمار فيما بعد والى يومنا الحاضرمع الأول ، رغم تغيرالتاريخ والزمن .ويقف نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد والصحابة واهل البيت في خط الاستقامة والى الابد مع الثاني رغم تغير التاريخ والزمن. والحسين واحدا منهم.
فكيف تقبل ياحسين ان رواد المنطقة الخضراء خونة الوطن وسارقي امواله وقاتلي شعبه ان يدعون بك اليوم ..ان كنت وليا أدعوا الله ان يردعهم ليكونوا عبرة لمن اعتبر في التاريخ ؟ فقبلك عاد وثموداً فما ابقى..؟

هذه النخبة جاءت من مدرسة منهجية ربانية لا تتغير ابدا. فلا هوى يغيرها ولا قوة ترهبها،وكما قال الامام على(ع) : لا تخف يا أخي ان كنت مع الحق ،(فان صوتا واحدا شجاعاً اكثرية).ان الموقف الحسيني في كربلاء اخرج العقيدة من المفهوم الضيق الى المفهوم المطلق العام (ان الله هو العدل الذي لا يجور). ومع الاسف فأن من يدعون انهم اصحاب الحسين اليوم هم الذين ظلموه حين حولوا نظريته في العدل المطلق الى شعارات وشعائر جوفاء يرددونها في كل سنة دون تطبيق. وفي اوقاتها المعينة بعد ان يجنوا منها الثمر. ونحن نقول وبملىء الفم، أنهم الطارئون على الحسين الذين بمصابك يحاولون قتل الوعي الجماهيري وتحويله الت تعتيم..ونحن اصحاب الحسين الخلص له ولمبادئه العظيمة،وسنبقى الى ابد الابدين رغم آنوف الباطلين .

من هنا فأن قضية الامام الحسين هي ليست القضية التي سمعناها ونسمعها كل سنة في المجالس الحسينية ومسيرات الاحزان المنغلقة ليردد الرادود فيها التخريف …والمنغلقة الفكر والتفكير،انها قضية الصراع الازلي بين نوح واصحاب السفينة وبين قومه الخارجين عليه وعلى السفينة ،فهل سيعي أصحاب الحسين ومحبيه الاهداف العظمى الرفيعة التي جاء بها الحسين..
نعم سينتصر الحسين وكل المخلصين من اتباعه والمحبين..وسيموت كل خونة التاريخ مذلولين كما هم حكام العراق اليوم خونة التاريخ..وستبقى قبورهم ترجم الى ابد الآبدين.كما هو قبر ابو رغال خان مكة ترجمه الحجيج ؟

حكومة وطنية تدعي في العراق تحكم ،وبنظرية أهل البيت تطبق،اذن لماذا لا تخرج على المآلوف الخاطىء لتفهم الناس ان الحسين لكل الناس لا لبعضهم ؟ أهو نقص في التصرف ،أم خوف ممن يقودون نظرية الوهم ؟نتمنى ان نسمع جواباً لها ولو أننا عجزنا عن الخطاب دون جواب؟ فهل من يحكمون الان من اصحاب نظرية الوهم ام من اصحاب نظرية الحسين؟ لقد شبعنا كلاماً في الحسين واهل الحسين،نريد تطبيقا فهل يسمعون ولا زلنا في خانة المظاليم؟ اسمع يا عبد المهدي انت اقسمت بالوصايا العشر المقدسة .زفلماذا خنت القسم واليمين

وبينما نحن هنا حيث حرية الكلمة والقلم في بلاد الدستور والقوانين ،قلت في نفسي والافكار تراودني ،والحب لهذه الشخصية العطيمة التاريخية الفذة يؤججني،لربما اراد لي الله ان ادرك مقصدي ،وان اكتب فيه هذه الكلمة الموجزة التي لا تفي حق قدره ،فهو مكسب لي اكثر من أملك كنوز الدنيا كلها ،فلك مني يا شهيد الطف في كربلاء المقدسة الحب والاعجاب والوفاء لكل خطوة مشيتها من مكة الى حيث العز والبقاءالخالد كربلاء،وكل مناصرة ناصرت فيها كل مظلوم.فهل سيعي اصحابك الذين يدعون صدق ما ترغب فيه وفي الأخرين،وأجدادهم هم الذين قتلوك (أنظروا مصادر التاريخ ).ان فاقد الشيء لا يعطيه.هم لا يستحقون الانتماء اليك لان سيرهم لا تمثل حقائق ما كنت تصبوا اليه من رحلة العذاب والالم في سبيل الأخرين..أنت الحق سيدي..وهم المبطلون ؟

فسلام عليك ياحسين يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تعود، لتملأ الارض عدلا بعد ان مُلئت ظلماً وجوراً في عهد من يدعون انهم اصحابك من اللا مخلصين..
لكن تبقى كلمة لابد من قولها:ان من يؤمن بالحسين لا يحتاج للشعارات قدر احتياجه لتطبيق النهج الذي سار عليه الحسين ..فهل من يدعون به اليوم يطبقون نهج الحسين…؟كلا خسئوا ان هم من اصحابه اليمين ..أنهم من اصحاب فلاح السوداني وعاد وثمود .
كل الذي عملناه من اجل تطبيق نظرية الحسين بالأمس ذهب سدىً … فبقينا الوحيدون مثل الحسين من المظلومين .
فمتى تنصرنا عليهم يا حسين…… يا راعي المظاليم ..؟
أخي المواطن .. الحسين رفض ظلم الحاكم ..فلا تؤيدون..الحسين استشهد من اجل العدالة..فكونوا معه مؤيدون ..فلا تؤيد احدا ممن ظلموا أتباع الحق والحسين ،بل كن مع من ساروا على نهجه دون تضليل..؟ فلا تؤيد واحدا ممن وقعوا على خيانة وقتل الوطن وسرقوا امواله ممن يحكمون اليوم عراق المظاليم …أو سرقوا وهربوا؟
لأنهم خونة مبطلون…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب