لعل ما يدور في الساحة العراقية من أحداث تعد بمثابة رحمة لبعض الأشخاص ” الانتهازيين ” إذ يجد فيها الفسحة والمجال ليجعل من نفسه رمزا وطنيا هذا من جانب ومن جانب أخر يستغل هذا الحدث أو ذاك ليجعله مقدمة لدعايته الانتخابية المقبلة , وما قام به مقتدى الصدر من تهجم على السيد المالكي الذي رد بدوره على هذه ” التهجمات ” جعلت الفرصة مؤاتية وسانحة لانتهازها من قبل بعض هذه الشخصيات , وإبراهيم الجعفري هو ذلك الانتهازي . فلنرى ما هي الغاية من سعيه لتحقيق المصالحة بين الطرفين ؟؟
إبراهيم الجعفري صاحب التاريخ الأسود والسجل المكتوب بدماء العراقيين فالكل يعلم ويعي كيف كان العراق أيام حكم الجعفري , ففي أيام تسلمه منصب رئيس الوزراء اشتعل العراق بنار الحرب الطائفية , وكذلك ظهور المليشيات على الساحة وبصورة نشطة دون أي رادع أو محاسبة , وخصوصا مليشيا جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر التي عاثت بالأرض الفساد .
وقد أعطى الجعفري الحرية التامة والكاملة لهذه المليشيا بالتحديد حتى وصل بها الأمر قيادة الجيش والشرطة , فكان العنصر بجيش المهدي يقود مجموعة من العسكريين ؟! وكان يحاسب ويعاقب ويسجن ويقتل أي عسكري أو شرطي يخالف أوامره ؟! ولقاء وكيل وزير الداخلية بمقتدى الصدر هو خير برهان على ذلك .
كذلك تغاضى الجعفري عن ما يسمى ” المحاكم الشرعية ” سيئة الصيت التي أسسها مقتدى الصدر لقتل وإرهاب وترويع العراقيين وسلب حرياتهم وخيراتهم , ولم يحرك الجعفري أي ساكن في وقتها وكان العراق أصبح بيد مقتدى الصدر وأتباعه في ذلك الوقت وتحديدا سنة 2006 م , حيث كانت مليشياته تجول الشوارع العراقية تحاسب أي إنسان وتقتاده إلى المحكمة الشرعية لينزل عليه ظلم وجور مقتدى الصدر وتكون نهايته ” الصك ” والإلقاء في ” السدة ” وهذا بعلم الجيش والشرطة المغلوبين على أمرهم لان الجعفري قوض عملهم وأعطى الحرية والصلاحية لمليشيا مقتدى الصدر , حتى صار العراق جحيما مستعرا بنار الطائفية .
واليوم نشاهد إبراهيم الجعفري يسعى إلى ” طمطمة ” هذا التأريخ الأسود من خلال تقمصه شخصية الإنسان الوطني والنزيه والشريف !!! وسعيه إلى إصلاح الأمور بين السيد المالكي والقاتل مقتدى الصدر , وهو بذلك يريد أن يحقق مطلبه وهدفه المنشود وهو الترويج لنفسه كشخص وطني بما أن الانتخابات مقبلة وهي تحتاج إلى مقدمات للدعاية الانتخابية وهذه هي الأجواء المناسبة لصنع هذه المقدمة للدعاية الانتخابية .
الهدف الأخر وهو الأهم طبعا يريد من السيد المالكي أن يعفو عن مقتدى الصدر ولا يحاسبه على جرائمه والتي تدين إبراهيم الجعفري إذن كان هو الشريك القوي لمقتدى الصدر أيام ” المحاكم الشرعية ” فأي تحقيق مع مقتدى الصدر سوف يجر الجعفري إلى قفص الاتهام , وبالتالي يفتضح تاريخه الإجرامي الأسود والدموي بحق العراقيين كافة , والتي سوف تطيح بأحلامه الوردية وتقضي على دعايته الانتخابية .
ناسيا بان السيد المالكي مصر على تطبيق القانون وإنشاء دولة قانون يسودها السلم وبعيدة عن المليشيات , وكذلك نسي الجعفري بان موقفه هذا بالأساس هو دعما للإرهاب والإرهابيين , فعوضا من أن يضع يده بيد السيد المالكي لتأسيس دولة القانون العراقية وملاحقة قتلة الشعب , يريد أن يجري الصلح بين رجل القانون والمطلوبين للعدالة ؟!!.
لكن مسعى الجعفري هذا اللاوطني قد بانت واتضحت معالمه وأهدافه وهي محاولة التستر على سجله المخطوط بدماء العراقيين , لكن ليعلم هو وأمثاله بان العراقيين لم تعد تنطلي عليهم هذه الخدع والضحكات الكاذبة المملوءة بسم الخيانة .