6 مايو، 2024 12:01 ص
Search
Close this search box.

لماذا الجامعات الأمريكية وليست العربية!

Facebook
Twitter
LinkedIn

اولا استغرب العالم ان تقوم جماهير بلاد الحرمين بإحياء حفلات الرقص والمجون بينما يذبح اخوانهم الأبرياء المدنيون في غزة ، كان مقدار الاستغراب الغربي لا يلتفت إلى الفنانين المصريين واللبنانيين الذين يحيون تلك الحفلات ، ولم يتوقف احد عند حفلات التونسيبن والمغاربة في ذات الوقت، لان جهة الاستغراب هي مكانة تلك البقعة المقدسة وماضي اهلها وعلمائها الملتزم ومواقفهم من قضايا الإسلام،
ثم استغرب العالم من مجون وانحلال حفلات تخرج الجامعات العراقية بينما تهدم جامعات غزة ومدارسها وتهرق دماء طلابها تحت اكوام الركام وبين مقاعد الدرس ، وجهة استغراب العالم هو مكانة تلك الجامعات فيما سبق من عهود وجديتها ورصانتها فيما مضى من عقود ،
ولكني لم استغرب من فعل “جماهير” بن سلمان ولا من “فناني” السيسي ولا حتى من “طلبة” حكم الاحزاب اللقيطة في العراق فأنا كنت اعرف ان هذه هي النتائج المتوقعة لتجاوب تلك الشعوب او سكوتها عن مثل أولئك الحكام ، وان من أجلسهم على كراسيهم هو الذي أراد منهم كل ذلك،
واليوم يستغرب العالم الشرقي قبل الغربي من فعل الجامعات الأمريكية “التي يسيطر على تمويل أكثرها اليهود” الذين اندهشوا أنفسهم من هذا الحراك غير المتوقع اطلاقا ، والكابوس الذي لم ليتخيله الصهاينة حتى في المنام ، بل لقد نزل عليهم أشد من نزول كابوس حماس في طوفان الأقصى، واول ما بدر لاذهان الناس في كل مكان هو “كيف يخرج هذا من طلبة جامعات الغرب بل أرقى جامعاتهم ولا يصدر مثله ولا أقل منه من جامعات العرب” !
وهنا ايضا لم استغرب لان عندي الجواب، طلاب جامعات أمريكا طلاب حقيقيون وصلوا إلى تلك الجامعات بالمنافسة العلمية الحرة وليس بدرجات المكرمة ورفح والسجناء السياسيين وعلاقات البرلمانيين او باموال الرشاوى والسرقات مثل قسم من طلبة العرب ، وطلبة أمريكا احرار ومثقفون وليسوا عبيدا وجاهلين طموحهم ان يكونوا ممثلين ومطربين مثل قسم آخر من طلبة العرب ، وطلبة أمريكا دخلوا جامعاتهم بعد اختبارات شاقة تتبع الدراسة الثانوية وسنوات تحضيرية تسبقها ولم يأتوا إلى أقسامهم عشوائيا وبضربات حظ مثل قسم ثالث من جامعات العرب ، وطلبة أمريكا ليسوا من انتماءات عشائرية ولا من مليشيات ولائية ولا طالباتهم من ثقافة “تكتكية وانستغرامية” ولا يقفن امام المرايا ساعات الصباح للتأكد من أشكالهن في اغراء الاسانذة والزملاء،، وطلبة أمريكا ليسوا من خلفية “تطبيلية” لتافهي المرشحين وسارقي السياسيين ، وإن تحركت الجامعات العربية والإسلامية اليوم -وهذا بات متوقعا- فهو صدى وتأثر وتقليد بعد احراج ويبقى السبق لاولئك الامريكيين،
اما استغرابنا من ان الحراك جاء من أعلى الجامعات الأمريكية في التصنيف فهذا والله هو الذي لا يجب أن يستغرب ، بل المستغرب ان يأتي الوعي من طلبة جامعاتهم هجينة واساتذتهم بشهادات مجوفة غير رصينة ، فمن المستبعد -طبعا ومنطقا- ان يكون داخل الحدث الإنساني مًن جامعته في الاساس خارج التصنيف العلمي .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب