19 ديسمبر، 2024 12:09 ص

لماذا التهويل الإفتراضي لدخول داعش .!

لماذا التهويل الإفتراضي لدخول داعش .!

في الإطلاع والتمعّن على سير العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية في غرب الحدود العراقية , فأنّ مسرح العمليات هو في منطقة ” دير الزور ” والمناطق المحيطة بها , وهنالك بالتأكيد وجود شبه حيوي لمقاتلي الدواعش وهم يشنون هجماتٍ شديدة لكنها من باب ” الهجوم خير وسيلة للدفاع ! ” ولإثبات حضورهم السياسي والأعلامي ايضاً , وقد نجحوا بذلك مؤخرا , حيث اضطرت < قسد – قوات سوريا الديمقراطية > للأنسحاب من مواقعها نتيجة الضغط وكثافة النيران الداعشية , وجرّاء ذلك دخلت امس 12 عجلة عسكرية امريكية < وليس دبابة > قرب خطوط التماس بين ” قسد ” وداعش , وكأنّ هذا العدد من المركبات الأمريكية سوف يحسم المعركة عسكرياً .!

وقبل الحديث عن الموقف او الجانب العراقي تجاه ذلك , فنشير أنّ ارض المعركة منبسطة عموماً لكنّ ما يلفت الأنظار بحدّة وبشدة وحسب ما تعرضه التلفزة فأنّ الدواعش يتحركون هناك بآليات عسكرية ضخمة ومتنوعة , وبسرعةٍ بطيئة ! ممّا يدعو للتساؤل الفوري عن دور طيران التحالف او الطائرات الأمريكية المقاتلة طوال الأيام السابقة إن لم يكن قبلها ايضاً , والتي تسبقها طائرات الأستطلاع الجوي والطائرات المسيّرة ” الدرون ” , لا سيما أنّ تحركات الدواعش وعملياتهم تجري في ضوء النهار .!

وبالأضافة الى الهجمات الداعشية ونجاحاتها التكتيكية < حيث أنّ العبرة ليست بأحتلال هدف , وانما بالحفاظ عليه وإبقائه تحت السيطرة > بيدَ أنّ الدواعش يقومون بوضع سواترٍ ترابية وحفر مواضع واجراءاتٍ دفاعيةٍ اخرى تحسباً لهجومٍ مضاد من ” قسد ” او الجيش السوري , وكأنّ لا طيران روسي ولا امريكي ولا حتى سوري بمقدوره القضاء عليهم في هذه الأرض الصحراوية المكشوفة والمنبسطة .!

أمّا من الجانب العراقي , فبقدر اهمية الأجراءات الأحترازية والأحتياطات الأستباقية الأمنيّة من احتمالات دخول وتسلل الدواعش داخل الحدود العراقية , سيّما أنّ منطقة عمليات الدواعش حول مدينة دير الزور الحدودية تبعد بمسافة نحو عشرة كيلومترات , وبألأضافة الى أنّ الشريط الحدودي العراقي – السوري يخضع لتحصينات مشددة والى وسائل مراقبة عالية التقنية , وحيث من المحال أن تقوم داعش بهجومٍ جبهوي ضدّ العراق من تلك المنطقة , وبعكسه فأنها تدخل نفسها في كماشة متعددة الزوايا .! , لكنّ أن تقوم المروحيات العراقية بألقاء مناشير على قطعات الحشد الشعبي وحرس الحدود وتهيب بهم للدفاع عن حدود العراق فأنه Too much .! ولعلّه يعطي مفعولاً سيكولوجياً معاكساً لدى الرأي العام العراقي , وقد يثير مخاوفاً من هجومٍ داعشيٍ وشيك او محتمل , وكان من الأنسب للقيادة العراقية أن تقوم بكافة اجراءاتها الدفاعية والأمنية دونما استخدام وسائل الإعلام لذلك , فالإعلام قد يغدو سلاحاً ذو حدّين لمن لا يجيد استخدامه .!

يبدو أنّ هنالك مغالاة ما في التعرّض للهجوم الداعشي الأخير , وخصوصاً أنّ هذه المعركة ل ما برحت في بداياتها , وقد دخلت قوات كوماندوز كردية – سورية الآن لمساندة ” قسد ” لإستعادة الأراضي التي احتلتها داعش , وهذه المعركة لها تداخلات محلية سورية , واخرى اقليمية ودولية متشابكة , وكلّ الأطراف تريد اثبات حضورها .

نشير ايضاً ” ودونما تفاصيل ” , فالأبعاد السياسية لهذه المعركة تفوق ابعادها العسكرية بنسبةٍ عالية , كما لا نرى أيّة اخطار ستراتيجية تهدد العراق من الداعشيين الذين بات حضورهم الأعلامي اكبر من تأثيرهم العسكري .!