18 ديسمبر، 2024 8:18 م

لماذا التغيير في إيران؟

لماذا التغيير في إيران؟

هناك من لايزال يتصور بأن شعار تغيير و إسقاط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي رفعته منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، إنما هو مجرد شعار سياسي ليس له أي إرتباط أو علاقة بالواقع و الاوضاع السياسية القائمة في إيران، وإن من يردد شعار المنظمة هذا إنما يهدف الى ممارسة شئ من الضغط على طهران.

الاوضاع غير الطبيعية التي تداعت عن مجئ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في إيران و المنطقة و بروز أحداث و تطورات و ظواهر لم تکن موجودة ولامعروفة إطلاقا قبل مجئ هذا النظام، أثبت بأن التهديد الذي کان يمثله نظام الشاه سابقا على المنطقة لايمکن مقايسته أبدا مع التهديد و الخطر الکبير الذي يجسده هذا النظام، کما إن ممارساته القمعية التعسفية تجاه الشعب الايراني صار واضحا بأنها أقسى و أعنف بکثير من تلك التي مارسها النظام السابق.

أدلجة الدين و إستخدامه و توظيفه في المجال السياسي و الفکري و الاجتماعي، من أهم معالم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الذي يعني رفض الاعتراض مهما کان حجمه و شکله ضد هذا النظام و إعتبار کل معارض محارب ضد الله ويکفي أن نشير الى إنه قد أعدم في عام 1988 أکثر من 30 ألف سجين سياسي لالشئ إلا لکونهم يٶمنون بالحرية و الديمقراطية، کما إن هذا النظام قد إعتبر تدخلاته في دول المنطقة مباحة و أسبغ و يسبغ صفة الشرعية على التنظيمات و الاحزاب و الميليشيات المتطرفة التابعة له في دول المنطقة، والانکى من کل ذلك إنه قد منح لنفسه الحق و الصلاحية في التحدث بإسم الاسلام و المسلمين، وهذه الامور کلها قد أثبتت إستحالة التعايش و التأقلم مع هذا النظام على مختلف الاصعدة، حيث إنه يرفض العالم کله و يعتقد بأنه لوحده على حق، وهذا هو أساس و جوهر التطرف بأسوء حالاته.

شعار إسقاط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبعد مرور أکثر من ثلاثة عقود و نصف على تأسيسه، يلاقي اليوم ترحيبا و إستقبالا غير مسبوقين من جانب شعوب و دول المنطقة و العالم، خصوصا بعدما ثبت تورط هذا النظام في کل المشاکل و الازمات التي تعصف بدول المنطقة ومن إنه المصدر و الممول الاکبر لمعظم مخططات التطرف الديني و الارهاب و إن إقتناع شعوب و دول المنطقة و العالم بحقانية و ضرورة هذا الشعار إنما يٶکد من جديد النظرة الثاقبة و السديدة لمنظمة مجاهدي خلق تجاه هذا النظام وما شکله و يشکله من خطر و تهديد على إيران و المنطقة و العالم، خصوصا إذا ماإنتبهنا الى إن المنظمة تدعو لتوحيد الجهود من أجل التعجيل بتهيأة الظروف و الاوضاع المناسبة لإسقاط هذا النظام، ومن هنا، فإن شعار إسقاط النظام و تغييره کان و شەبقى الحل الامثل و الوحيد من أجل التصدي لهذا النظام و حسم أمره.