أثبتت الحكومة العراقية الحالية أنها فاقدة لمصداقيتها من خلال استمرارها القاء القبض وحبس المتظاهرين و من خلال إعطاء وعود يشك الجميع بتنفيذها, وهي من نفس جوقة الحكومات التي قتلت المتظاهرين السلميين في المنطقة الغربية وبقية ما كان يسمى محافظات السنة في صلاح الدين وديالى وكركوك والموصل وبابل, الفرق أن هذه المظاهرات المباركة حصلت على الدعم الإعلامي وأجبرت ما يسمى عالم متحضر وديمقراطي على فرض نوع من أنواع الضغط على الحكومة, فحاولت الحكومة الفاسدة إماتة الأخبار و ما يجري من خلال منع النت وإغلاق مكاتب الإعلام وقتل بعضهم وفشلت . ثم أن هذه الوعود لا تبرىء الحكومة فهي امتداد لوعود الحكومات السابقة التي صاغها دستور المحتلين الأمريكي والايراني انتقاما من الشعب العراقي. و الحكومة هذه لو كانت جيدة فلماذا لم تغير وتحاسب الفاسدين خلال سنة حكمها؟.
لذلك فالتغيير المنشود لن يحدث الا بإزاحة رؤوس الفساد أي الحكومة والبرلمان وبقية الاحزاب بميليشياتها التابعة لايران بمعمميها الداعمين ومنعهم من ممارسة الحياة السياسية وإحلال محلهم حكومة انتقالية لتسيير الاعمال مجهزة مسبقا يتم تطعيمها بمثقفين ومستقلين واحزاب لم تشارك في سلطة المحتل ووطنيين وكتابة دستور جديد , تقوم بحل جميع الميليشيات الطائفية والتي عاثت في الأرض فسادا, ثم محاسبة الفاسدين والقتلة وتفعيل قانون من أين لك هذا ؟.. (لماذا وكيف ؟ ):
كان إيقاف التظاهرات عملا عقلانيا لحقن الدماء ولدراسة وتقييم المرحلة وما أنتجتها و هي قرار صائب وضعت دول العالم أمام الأمر الواقع ليتحمل مسؤولياته الأخلاقية , لقد أثبت التوقف المؤقت للانتفاضة أيضا كذب الحكومة في ادعاءاتها الإصلاحية وكشف حجم جرائم القتل و القسوى المفرطة التي مارستها حكومة تدعي انها ديمقراطية في حين انها استمرت بخطف وحبس من شارك بالتظاهرات وأن هناك لا تزال عمليات اغتيال تمارس من أقصى الشمال الى جنوبه بوجود الاف يرزخون تحت التعذيب من القدماء والجدد في سجون الطغمة الفاسدة التي امتلأت , مما يعطي بدون شك عدم الثقة بمصداقية الدولة لذلك كان قرار التظاهر في 25/10/2019 (فلماذا )؟ .
للإجابة على لماذا الأولى والثانية نقول: كان لقرب اختيار الموعد الكبير الثاني للمظاهرات السلمية في زمن ليس بعيداً جداً عن بداية الانتفاضة كان بالدرجة الاولى ايقافاً للقتل المتعمد من قبل أجهزة الدولة ومن أجل أن لا يتم نسيان الانتفاضة والتحايل عليها ولأخذ الأنفاس الكافية وتحضيرها للجولة الكبرى الثانية من الانتفاضة الشعبية السلمية وهو تاريخاً لعرض نتائج اِمتحان الحكومة وفعالياتها ومؤسساتها التي كما تبدوا قد أثبتت فشلها بالمهلة التي أعطاهم اياها الشعب ,, ولقد قال الشعب كلمته وحددها بلا مهلة اضافية للفاسدين واجمع الجميع على التغيير الشامل لا المرقع بوعود كاذبة يتنصلون منها حين يتمكنون .
اذن كان تاريخ 25/10/2019 اختيارا عقلانيا وامتدادا للضغط وكشف الفساد الحكومي والبرلماني من أجل إسقاط العملية السياسية الفاسدة التي دمرت العراق ونهبت خيراته لمدة 16 عشرسنة كاملة أعادت العراق الى زمن العصور الوسطى وفشلت في تقديم أي شيء يخدم الوطن وابناءه . و لا يحق للسياسين و لا للمرجعيات الدينية طلب مهلة أخرى لتقديم الإصلاحات فلو لم يثور الشعب لاستمر الفساد ولاستمرت السرقات والقتل والاضطهاد الطائفي و الانساني تحت راية ومباركة مرجعيات الفساد .
طيب الان وصلنا الى النقطة الاكثر أهمية وهي كيف ستقوم الجماهير بإسقاط العملية السياسية المتمثلة بحكومتها وبرلمانها الفاسدين الذين تدعمهما جارة الشر ايران السارقة لخيرات العراقيين ..نقول أولا انه من غير المطلوب من شبابنا تقديم شهداء أكثر مما قدموا لأجل التغيير, فلا تحتكوا بالاجهزة القمعية ولا تنرفزوها وليتم التركيز على عاملين : سلمية التظاهرات و طلب العون للتغيير ..ان سلمية التظاهرات أثبتت رجاحة عقل الشباب المنتفض وانهم شعب يطالب بحقوقه المشروعة ولم يثور من أجل تخريب البلد و لا إرجاعه للوراء بل ان المبتغى هو عكس ما يصرح به طبالوا العملية السياسية الفاسدة وان الشعب يريد أن يخرج العراق من حالة الركود والفساد وبيع العراق وجعله كهلا تحت أثقال الديون . ثانيا أن الحكومة التي قتلت أبنائها بدم بارد وباصرار هي امتداد لكل الحكومات الفاسدة التي أوجدتها العملية السياسية للمحتل والتي جميعها استعملت القتل وابادة الشعب بكل أطيافه فمثل هذه الحكومة لن تألوا عن ممارسة القتل والتنكيل بالمواطنين في كل مرة يطالبون بحقوقهم المشروعة فعليه يكون طلب المساعدة على إسقاطها ليس بتقديم شهداء شباب وانما – بدعوة قيادات الجيش والاجهزة الامنية على القيام بخطوتها واثبات انها من الشعب واليه, وبنفس الوقت يتم رفع شعارات باللغة الانجليزية (فالعرب جرب .. بجامعتهم النائمة ) تطالب الامم المتحدة وأمريكا بتصحيح خطأهما وايجاد الية التغييرباعتبارهما المسؤولين الاولين على الحالة الكسيفة التي يعيشها البلد فأمريكا هي من جاءت بالفاسدين والامم المتحدة سكتت و شرعنت وجودهم بالتعامل مع حكومات الفساد. نأمل أن يسارع رجالنا في الجيش والامن بالتنسيق لتبني عملية التغيير أحسن من تدويل قضية العراق وخسارة اضافية لثرواته.