عندما نرى أو نسمع أن المسئول الفلاني الذي يتبوأ منصب رفيعا يزداد نشاطه او يقوى عمله بردة الفعل فأن ذالك مؤشر كبيرا لأمران لا ثالث لهما هو أما ان يكون المسئول فاشلا او يعرف ويعلم بخواتيم المواضيع لكنه لا يبادر بحل مشاكله الا بردة الفعل وهذا للأسف ما نراه في الادارات الامنية قاطبة في المحافظات العراقية فتلك الادارات تعمل برتابة وروتين يومي دون ان تبادر او تسارع باجتثاث المشاكل قبل حصول المحظور ..وللأسف هذا ما شاهدناه اليوم عندما توجهت مديرية شرطة بابل بقواتها في اليوم الثاني بعد تفجير سيطرة الاثار وللمرة الثانية وبالطريقة ذاتها بالقيام بحملة مداهمات عنيفة لمناطق في شمال بابل وبدأت تلك المداهمات بحرفية وبقوة مدربة على قتال الشوارع ومحاربة الارهاب وهي تطوق منطقة جبلة التي تعتبر الحاضنة الاخرى للإرهاب بعد جرف الصخر التي اصبحت اليوم بيد قوات الحشد الشعبي وحررت كاملة من عصابات داعش ,, في هذه المداهمة العتيدة قامت تلك القوات بالقبض على سبع اشخاص مطلوبين للقضاء العراقي حسب المادة اربع ارهاب واقتادتهم الى حيث يجب ان يكون مكانهم ..الى هنا والخبر لا يخلوا من العجب والتساؤل فالجميع يعرف ماحصل في العام الماضي لتفجير سيطرة الاثار الرئيسية مدخل محافظة بابل التي تربط المدينة بمدن بغداد والفرات الاوسط ومدن الجنوب العراقي اي ان هذه السيطرة تمر بفترات لود وزحام يومي معروف لكل اهالي المدينة والمارين عليها ابتداء من ساعات الدوام الاول ومن الساعة الثانية عشر وحتى نهاية الدوام وبالتالي تعتبر هذه السيطرة عبارة عن مفصل حيوي ومهم لمدينة الحلة ومدن الوسط والجنوب وزودت السيطرة بناءا على ذالك بجهاز سونار عجلة متطورة لكن الذي حصل في العام المنصرم حصل بالأمس ومات أكثر من ثمانين شخص وضعفهم من الجرحى ناهيك عن الممتلكات والعجلات وتضرر البيوت القريبة ,,اذن ما حصل في العام السابق لم يعطي درسا ولم يتعض منه المسئولين الامنين ليعالجوا الامر ويمنعون القتل المجاني في هذا المكان ويبحثون عن طرق اخرى تمنع وقوع مثل هذه الاحداث او التقليل من الاضرار على الاقل بإيجاد بدائل او طرق او تغيير مسارات او تقليل الزخم الحاصل عند الذروة او ما الى ذالك من الطرق والابتكارات الامنية التي يجب العمل بها لتفادي مثل هذه المجازر خاصة وأن المكان عينه وقبل عام حصل الذي حصل فيه من تفجير مريع وللأسف الشديد .الذي استوقفني اليوم وانا اتابع اخبار مديرية الشرطة في المحافظة ان المديرية بدأت بحملة مداهمات وتفتيشات ومحاولات القاء القبض على مطلوبين في مناطق قال عنها السيد مدير الشرطة انها مناطق خلايا نائمة تستيقظ عندما يحين الزمان والمكان المناسب لها لتفعل فعلتها ,,وبالتأكيد سيتبادر الى الذهن لدى المواطن الحلي البسيط قبل المتتبع للأحداث لماذا الان وبعد ان حصلت الكارثة ؟لماذا لم تقم هذه القوة بالمداهمة اذا كانت تعتقد انها تعلم بوجود خلايا نائمة ومضافات وبؤر توتر في شمال الحلة ؟هل يعقل ان يعمل المسئول بالمحاربة والقتال بعد وقوع الحدث ولماذا نضحي بكل هذه الارواح ونحن نعلم بوجود مثل هذه البؤر ولم نبادر للقضاء عليها قبل ان يحصل مثل هذا التفجير المروع ؟ومن يتحمل زهق كل هذا العدد الهائل من الناس البسطاء لا لشيء فقط لانهم كان تواجدهم بالمكان والزمان القاتل ؟ومن يأخذ بحق هؤلاء ؟وما هي الترتيبات القادمة لمنع وقوه مثل هذا الحدث ثالثة ؟ام اننا ننتظر وقوع كارثة ثالثة في المكان عينه بعد شهر او بعد ستة اشهر او بعد عام ومن ثم نقوم بردة فعل ونلقي القبض على القتلة والإرهابيين المطلوبين للقضاء حسب المادة اربعة ارهاب [email protected]