9 أبريل، 2024 12:55 م
Search
Close this search box.

لماذا الاسلام السياسي خيار أمريكا المفضل ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقد بدأ التقارب الامريكي مع فكر الاسلام السياسي الداعي للجهاد والمتمثل بالتيارات السلفية التكفيرية والاصولية الشيعية مبكرا اواخر السبعينيات من القرن الماضي وتحديدا عند احتلال افغانستان من قبل الاتحادالسوفيتي وتنامي دور الشيوعية كحركة عمالية شعبية ثورية ضد رأسمالية الغرب في محيط امريكا من خلال تنامي الحركة الاشتراكية في امريكا الوسطى والجنوبية والتي اصبحت في حينها احد اركان النفوذ الشيوعي على تخوم امريكا والغرب الراسمالي معلنا عهدا جديدا في مكافحة واسقاط الرأسمالية العالمية . لذلك كان لزاما على مخططي الاستراتيجيا والعلاقات الدولية وعلماء الاقتصاد ومراكز الدراسات الغربية ان تستنفر قدراتها لمكافحة هذا المد الشيوعي الهائل .فكان خيار اشعال جذوى التمرد الاسلامي بشقيه الشيعي والسني هو الخيار الامثل لتقويض هيبة وقدرة الاتحاد السوفيتي خصوصا وان دول القوقاز واواسط سيبيريا الغنية بالنفط والمعادن هي دول ذات اغلبية اسلامية مضطهدة من قبل السلطة الشيوعية التي ترفض جعل الدين موجه للسياسة وتعتبر الدين هو صناعة بشرية وسلاح يستخدم لتغيب عنصر العقل لدى الفرد وجعله يتبع من يسمي نفسه العالم الديني او الشيخ او الامام .

المساعدة في اسقاط الشاه وتغليب قوى الاسلام السياسي المتمثلة بما يسمى الثورة الاسلامية بقيادة الخميني .

ان موقع ايران الهام في الحدود الجنوبية الغربية لمنطقة القوقاز الروسي وجنوب سيبيريا ومجاورتها لافغانستان وامتلاكها للثورة النفطية جعلها الخيار الامثل للغرب للبدء في تنفيذ خطة تقويض النفوذ السوفيتي للاسباب الواردة سابقا واعلاء كفة الاسلام السياسي لتسيد المشهد السياسي والاجتماعي في البلد على الرغم من العلاقات المتينة التي كان يتمتع بها الشاه مع الغرب .لذلك فان خيار اسقاط الشاه ودعم الخميني هو ليس خيارا اعتباطيا او كنتيجة لضعف الشاه وقوة الثورة الاسلامية وانما هو تنفيذ للمخطط المعد سلفا لاضعاف الاتحاد السوفيتي ومكافحة المد الشيوعي المهدد للغرب وامريكا والذي وصل الى المحيط الاقليمي للولايات المتحدة والغرب الاوربي .وبدا الايرانيون الجدد المتمثلون برجال الدين بتنفيذ ما اراد الغرب منهم في فتح الجهاد في افغانستان ضد النفوذ السوفيتي والعمل على اطلاق الدعم المادي والمالي للتنظيمات الجهادية وزعزة الاستقرار في دول الاتحاد السوفيتي المجاورة لايران من خلال دعم التيارات الاسلامية في تلك الدول .ولم يقتصر الدعم الايراني على فئة معينة او فرقة محددة وانما كان الدعم يشمل كافة التيارات الاسلامية الشيعية والسنية.وكان للغرب ما اراد بعد مرور عشر سنوات من قيام الثورة في ايران توجت بتقهقر وانسحاب السوفيت من افغانستان وبروز تشكيلات الجهاديين كقوة اسلامية رادكالية تنتهج مبدا الجهاد ضد خصومها وكان لتنظيم القاعدة الحضوة الكبرى من دعم الغرب .

بعد قيام الحرب الايرانية العراقية عام 1980 وذلك لاسباب تتعلق بطبيعة مذهبية الثورة وخطورتها على دول المحيط السنية كان لابد للغرب ان يحتوي هذا الصراع ويطيل امده بهدف ابقاء توازن القوى والحفاظ على تماسك الثورة الاسلامية في ايران لاستخدامها كورقة رابحة فيما بعد ضد تنامي وتمرد قوى الاسلام الجهادي في افغانستان ضد مصالح الغرب .

لقد بدا الاتحاد السوفيتي يضعف بشكل غير متوقع حتى من اكثر المتفائلين في الغرب ونجح الفكر الاستراتيجي الغربي في دحر السوفيت ايدلوجيا وانهاكهم اقتصاديا في حروب عبثية ودعم هائل غير محسوب للتيارات الاشتراكية الشيوعية في العالم دون اي حساسبات اقتصادية رصينة .فكان لابد من انهاء الحرب العراقية الايرانية ودعم دول الاتحاد السوفيتي للتفكك من الاتحاد المنهار فكان لايران والدول الاسلامية الحليفة للغرب وامريكا ان تتسابق لكسب ودعم الاتجاهات السياسية في تلك الدول والعمل على انشاء تحالفات جديدة معها استغلالا للوضع الضعيف للاتحاد السوفيتي واستثمار الفوز الغربي .

بدا المد الاسلامي بشقيه الشيعي والسني بالتنامي بدعم واضح وصريح من قبل امريكا والغرب وبدات معها مرحلة ما بعد الاتحاد السوفيتي تحوي في طياتها مشاكل غير محسوبة للغرب تظهر على المسرح السياسي من خلال تعطل المنظومة الجهادية التكفيرية المتمثلة بالقاعدة واحالتها للتقاعد وهذا مالم يقبله اعضاء تلك المنظومة لذلك فلقد انقلب السحر على الساحر كما يقولون وبدات تلك التنظيمات تهدد الحكومات العربية وتحاول اسقاطها بغية تسيد المشهد السياسي بها وكنتيجة لخوف الغرب من توجهاتها الرادكالية بدات معركة غير محسوبة بين الغرب وتلك التنظيمات لذلك كان لابد من مكافحتها بدأ الخيار الايراني المضاد عقائديا لها هو احد الخيارت المثلى ومرة اخرى بدأت ايران كلاعب كبير في المنطقة كذلك بدأت مرحلة التهيؤ لارضاء تلك التيارت من خلال تهيئة الجو السياسي والاجتماعي لاحتضان ما هو معتدل منها لاستلام السلطة في دول المنطقة العربية والشرق اوسطية فكان تيار الاخوان المسلمين يبدوا احد اهم الخيارت في صنع الهدنة معها وبالفعل بدأت عمليات تلك الفصائل الجهادية تتقلص وتضمحل ضد الغرب وبدأت اللعبة الغربية تأتي اكلها .

وبدأت قوى الاسلام السياسي بكافة مستوياتها الاستراتيجة بالتمحور حول طرفين رئيسين هما ايران الشيعية وتنظيم الاخوان المسلمين العالمي السني بدعم مباشر من قبل تركيا وبدات مرحلة الاسلام السياسي تاخذ دورها الجديد في قيادة المنطقة تدريجيا وكان خيار الغرب وامريكا هو الاسلام السياسي ولكن السوأل المهم هل يستمر هذا الخيار الغربي كخيار اول , وهل تقبل شعوب المنطقة ان تبقى تحت سيطرة تلك التيارات التي ارضت الغرب وصادرت الحريات لشعوبها واخرت تقدمها وقوضت اركان الدولة المدنية الحديثة الجواب سيكون حاسما في الساحة المصرية والايرانية .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب