22 نوفمبر، 2024 1:39 م
Search
Close this search box.

لماذا الاردن تكره الشيعة

لماذا الاردن تكره الشيعة

لم تكن حادثة حرق صور رموز شيعية بارزة في مدينة المفرق الاردنية وقبلها المشي على الصور من قبل بعض الجمهور الاردني وليدة لحظتها أو أنها حالة فردية تعكس ثقافة أفراد قلة لا قيمة لهم في المجتمع الاردني كما سوقها وزير الخارجية الاردني لوزير خارجيتنا مشددين أن مثل هذا السلوك لن يؤثر على العلاقة بين البلدين الشقيقين وهنا يطرح السؤال هل حقاً كانت هذه التصرفات حالات فردية ونادرة في المجتمع الاردني تجاه الشيعة ؟ طبعاً الدلائل كثيرة تدحض هذه الفرضية منها ما لمسه العراقيين الشيعة في فترة التسعينات عندما  بدأت الهجرة المؤقتة للعمل في الاردن من قبل فقراء العراق ومعدميهم أيام الحصار وهؤلاء صادف أن يكونوا حصراً من الشيعة ولم يكن منهم سنياً قط لان السنة كانوا يتمتعون بالوظائف العالية والمراكز العليا في البلد بالإضافة الى سيطرتهم على قطاع التجارة فقد اصبحت أغلب منافذ التجارة بأيديهم خاصة بعد أن أعدم صدام أغلب التجار الشيعة بلا ذنب في حادثة معروفة ، وكان هؤلاء اي الشيعة يعملون أُجراء في المزارع والمصانع الاردنية التي ازدهرت في وقت الحصار لتحول العراق الى اكبر سوق للبضاعة الاردنية مكافئة لها لموقفها من حرب الخليج الثانية ، فكان الكثير من هؤلاء الشباب يشكون من سوء معاملة الاردنيين لهم وأكلهم  لحقوقهم ، قص لي أحد الاصدقاء الذي كان يعمل في مزرعة لزراعة الثوم لاحد الاردنيين عدة أشهر وبعد ان اراد صديقي هذا العودة للعراق وطالب الاردني بأجره قال له الاردني (أجرك على الله ) أي لا أجر لك .. وصادف أن صديقي هذا كان مصارعاً ورغم أعاقته في حرب أيران الا أنه كان لعدة أشهر لا يأكل الا الخبز والثوم والمصادفة الاخرى أنه لم يكن هناك أحد في المزرعة سواه والاردني صاحب المزرعة الذي رفض اعطائه اجره وتستطيعون تخيل ماذا حدث للإردني وقتها ، وكانوا يسمعون العراقيين الشتائم الطائفية بشكل مقزز ووقتها عاش العراقيين أذل أيامهم ولكن بعد الهجرة الثانية للعراقيين التي أعقبت سقوط الطاغية وهجرة البعثيين للأردن ومن ثم هجرة العراقيين بعد أحداث تهديم قبر الامامين العسكريين (ع) قفزت أسعار العقارات في الاردن لأرقام فلكية عالمية وكان أكبر المشترين هم من العراقيين ولكنننا لم نسمع أي أحداث من النوع الطائفي مع هؤلاء ! باستثناء اذا كنت من سيئ الحظ ووجدوا في جوازك تأشيرة الدخول الى أيران فستكون نهايتك على أيديهم ، وللأردنيين الفضل الاول في تحويل بوصلة التفجيرات والمفخخات والانتحاريين من صوب الامريكان المحتلين للعراق الى جهة الروافض أبناء المتعة حسب وصفهم فبدأت على يد الاردني الزرقاوي أول هذا الانحراف وتحولت أعمال المقاومة للأمريكان الى التفجيرات في الاسواق الشيعية والمساجد والمدارس  وعاش الامريكان بأمان بفضلها! فكانت شجرة خبيثة زرعت وأثمرت ثماراً سامة راح ضحيتها الاف المدنيين العزل من العراقيين الشيعة على يد هذا المؤسس للإرهاب الطائفي المقيت و لا ننسى أحتضان الاردن لبنت صدام الراعية الرسمية للإرهاب البعثي الطائفي الذي تزاوج مع القاعدة في نكاح غير شرعي ليولد لهم أقبح مولود عرفه التاريخ وهو داعش ، الغريب في الموضوع كله أنه لا يوجد شيعة في الاردن أطلاقاً فلا توجد مشاحنات طائفية أو صدامات أو احتكاك بين الطائفتين فما المبرر لكل هذا الحقد الاسود البغيض الممتلأ رغبة في القتل والذبح وشرب دماء الشيعة بكل برودة وتشفي ؟ ! والشطر  الثاني من السؤال هو كيف يبقى البذخ العراقي والبذل للاردن بوتيرةتصاعدية دون حتى التهديد بوقف هذا البذل بلا مقابل فالنفط العراقي شبه المجاني مازال يجري اليهم بلا توقف والبضائع الاردنية مازالت تسرح وتمرح بلا كمرك أو ضرائب وسيكون الانبوب القادم لنقل النفط العراقي لمصر عبر الاردن ورقة بيدهم علينا  فعل للاردن فضل علينا أو دين برقابنا لا نعلمه ؟ كم سألت سياسيين عراقيين ولم أجد أجابة عن السؤالين المارقين رغم أنهما يكشفان حقيقة المؤامرة الكبرى التي تدير خيوط المنطقة .

 

أحدث المقالات