22 نوفمبر، 2024 8:11 م
Search
Close this search box.

لماذا الابتسامة صدقة

لماذا الابتسامة صدقة

” تبسمك في وجه أخيك صدقة “، هذا ما قاله النبي الأعظم ” صلى الله عليه وأله وسلم ” وهذا ما تكشف عنه الأبحاث الجديدة . فقد قام علماء بدراسة تأثير الابتسامة على الآخرين ، فوجدوا أنها تحمل معلومات قويه تستطيع التأثر على العقل الباطن للإنسان ! رسولنا صلى الله عليه وأله وسلم هو أعظم الناس قدرا، وأعلاهم شرفا، وأشرحهم صدرا، وكان يملك قلوب أصحابه.ـ بوجهه البسَّام، وابتسامته المشرقة، وكلماته الطيبة، وقد قال الله تعالى عن حاله مع أصحابه: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ }(آل عمران من الآية: 159)، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم الْبِشْرِ، سهل الخُلُق، لَيِّنَ الجانب .

وقد قيل : ” البَشَاشَة مصيدة المودَّة، و البِرُّ شيء هيِّن، وجه طليق، وكلام ليِّن ” أخو البِشْرِ محبوبٌ على حُسْنِ بِشْرِهِ ولن يعدم البغضاءَ منْ كان عابسا الابتسامة في الوجوه أسرع طريق إلى القلوب ، وأقرب باب إلى النفوس، وهي من الخصال المتفق على استحسانها وامتداح صاحبها، وقد فطر الله الخَلْقَ على محبة صاحب الوجه المشرق البسَّام، وكان نبينا صلى الله عليه وأله وسلم أكثر الناس تبسُّمًا، وطلاقة وجهٍ في لقاء من يلقاه، وكانت البسمة إحدى صفاته التي تحلّى بها، حتى صارت عنواناً له وعلامةً عليه، وكان لا يُفَرِّق في حُسْن لقائه وبشاشته بين الغنيّ والفقير، والأسود والأبيض، حتى الأطفال كان يبتسم في وجوههم ويُحسِن لقاءهم، يعرف ذلك كل من صاحبه وخالطه، كما قال عبد الله بن الحارث رضي الله عنه: ما رأيت أحدا أكثر تبسّما من رسول الله.

والبعض تراه عابساً دائماً، يظن أن التبسم فيه إنزال من مكانته، ونقص من هيبته أمام الآخرين، فهؤلاء واهمون ينفرون أكثر مما هم يقربون، لأن التبسم في وجه أخيك مع كونه مفتاحاً للقلوب، وتأليفاً للنفوس فهو سنة نبوية.

التبسم في الوجوه عمل بسيط ويسير، غير مكلف ولا مجهد، ولكن له الأثر الكبير في نشر الألفة والمحبة بين الناس، وهو في سنة النبي صلى الله عليه وأله وسلم ـ من المعروف الذي يؤدي إلى مرضاة الله عز وجل ـ، فعن جابر بن عبد الله : كلُّ معروف صدقة، وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْق ، أي بوجه ضاحك مستبشر، وذلك لما فيه من إيناس الأخ المؤمن، ودفع الإيحاش عنه، وجبر خاطره، وبذلك يحصل التَّأليف المطلوب بين المؤمنين . وقال أيضًا: ” أي: متهلِّلٌ بالبِشْر والابتسام، لأنَّ الظَّاهر عنوان الباطن، فلُقْيَاه بذلك يشعر لمحبَّتك له، وفرحك بلُقْيَاه، والمطلوب من المؤمنين التوادُّ والتحابُّ ” . ومما ثبت أيضا في استحباب البشاشة وطلاقة الوجه عند اللقاء قوله – صلى الله عليه وأله وسلم-: ( إِنَّكُمْ لا تَسَعون النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْط الْوَجْه، وَحُسْنُ الْخُلُق. وعن جابر بن سليم الْهُجَيْمِىُّ – رضي الله عنه – قال: قلت: ( يا رسول الله إِنَّا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَة، فَعَلِّمْنَا شَيْئاً يَنْفَعُنَا الله ـ تبارك وتعالى ـ بِه، قال: لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوف شَيْئاً وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إناء الْمُسْتَسْقِي، وَلَوْ أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاك ووجْهُك إليه مُنْبَسِط… أي: منطلق بالسرور والانشراح، قال حبيب بن ثابت: ” من حسن خلق الرجل أن يحدث صاحبه وهو مقبل عليه بوجهه “. والابتسامة إحدى وسائل غرس الألفة والمحبة بين الناس، وهي سنة نبوية ووسيلة دعوية، ومفتاح للقلوب، وكنز تنفق منه مع أهلك وإخوانك وجيرانك وكل من تقابله وتدعوه، وصدقة لا تكلفك ديناراً ولا درهماً، وقد وجدوا إن لكل إنسان ابتسامته الخاصة التي لا يشاركه فيها احد وكل ابتسامة تحمل تأثيرات مختلفة أيضا ـ وعندما قاموا بتصوير هذه الابتسامات وعرضها بشكل بطيء وجدوا حركات محدده للوجه ترافق الابتسامة ، وان الإنسان نفسه قد يكون له أكثر من نوع منها ، وذلك حسب الحالة النفسية وحسب الحديث الذي يتكلم به الأشخاص الذين أمامه .

ومن النتائج المهمة لمثل الأبحاث إن العلماء يتحدثون عن عطاء يمكن إن تقدمه للآخرين من خلال الابتسامة ، فهي تفوق العطاء المادي لعده أسباب : 1- يمكنك من خلال الابتسامة إن تدخل السرور لقلب الآخرين ، وهذا نوع من أنواع العطاء بل قد يكون أهمها ، لان الدراسات بينت إن حاجه الإنسان للسرور والفرح ربما تكون أهم من حاجته أحيانا للطعام والشراب ، وان السرور يعالج كثيراً من الأمراض على رأسها اضطرابات القلب.

2- من خلال الابتسامة يمكنك إن توصل المعلومة بسهوله للآخرين ، لان الكلمات المحملة بابتسامة لها تأثير اكبر على الدماغ إذ بينت أجهزه المسح بالرنين المغناطيسي الوظيفي إن تأثير العبارة يختلف كثيراً إذا كانت محمله بابتسامة … مع إن العبارة هي ذاتها كما إن المناطق التي تثيرها في الدماغ تختلف بحسب نوع الابتسامة التي ترافق هذه المعلومة او العبارة .

-3 بابتسامة لطيفة يمكنك إن تبعد جو التوتر الذي يخيم على موقف ما ، وهذا ما لا يستطيع غيرها فعله .

4- الابتسامة والشفاء: لاحظ كثير من الأطباء تأثر الابتسامة في الشفاء ، فبدأ بعض الباحثين بالتصريح إن ابتسامه الطبيب تعتبر جزءاً من العلاج ! فعندما تقدم ابتسامه لصديقك أو زوجتك أو جارك إنما تقدم له وصفه مجانية للشفاء من دون أن تشعر !..

للابتسامة أذن سحر لا يفهمه غير مدمنيها !!.. فكثيراً ما تغير القلوب بل والنفوس أيضاً.. فتحول بعض الكارهين لمحبين.. هي تجعل كل من يراك مبتسماً.. بل وإن لم تبتسم أحياناً ابتسموا هم بمجرد أن يروك.. لذا ابتسموا رجاءً من اجل هذه الأسباب وغيرها فان الابتسامة هي نوع من أنواع العطاء والصدقة والكرم. والآن هل علمتم لماذا قال نبي الرحمة “صلى الله عليه وأله وسلم: “تبسمك في وجه أخيك صدقه ” … و ” أول المرؤة طلاقة الوجه”

أحدث المقالات