لابد من توجيه التحية الى السيد ابراهيم الجعفري , وقد يتساءل القارئ لماذا هذه التحية ؟ في الواقع ان السيد الجعفري كان يعاني بصمت وبحرقة في قلبه من السنوات الثمان العجاف الذي عاشه العراق وكان الجعفري يعتبر نفسه مسؤولا عن هذا التداعي الذي حصل واصبح العراق مفككا داخليا ومنبوذا خارجيا , فالجعفري قيادي في حزب الدعوة وله تاريخ يفتخر فيه خاصة عندما كان في لندن ايام المعارضة , الا انه شعر بوخز الضمير وعذاب النفس مستورا في داخله , وعندما كنت التقيه كنت اشعر بذلك ولو انه لن يصفح عنه , فهو السبب المباشر في مجيئ المالكي رئيسا للوزراء فعندما تمرد الكرد عليه عندما كان رئيسا للوزراء واصروا على عزله بعد زيارته لتركيا في ايام كان الكرد في عداء شديد مع تركيا وبدات تقصفم في مناطقهم اصروا على استبداله فما كان منه الا ان يوافق بشرط ان يحل محله رفيق دربه نوري المالكي فوافق الجميع على ذلك وهم لايعرفون ولا حتى الجعفري الوجه الحقيقي للمالكي سوى انه من حزب الدعوة وعضو برلماني , وبعد ان تولى المالكي رئاسة الوزراء وبفترة قصيرة غدر بالجعفري وبدأ المالكي يسارع الزمن في كيفية خلق دكتاتورية يفرض نفسه على الجميع ويستهتر برفاقه في الحزب ويجعلهم امعة ودميات بين يديه , واول عمل قام به هو منع الجعفري من الوصول الى مكتب رئيس الوزراء وهو المتفضل عليه في جعله رئيسا للوزراء , ففي البداية كان المالكي لايداوم في مكتبه كرئيس للوزراء الا بعد مجيئ الجعفري وكان يقعده على كرسي الرئاسة ويستمع اليه وكأنه تلميذ بين يدي الجعفري واالشاهد على ذلك كل من كان في المكتب انذاك , وفي يوم من الايام جاء الجعفري بسيارته كالعادة ليدخل لمبنى رئيس الوزراء منعه الحراس وقالوا له عليك ان تترك السيارة خارجا وتترجل الى مكتب دولة الرئيس ماشيا , وعندها ادرك الجعفري الرسالة وعاد ادراجه الى بيته , نادما على ترشيحه للمالكي واصراره على توليه رئاسة الوزراء وادرك بان الايام التالية سيشهد العراق سنوات مظلمة فمن يغدر برفيقه وصاحب الفضل عليه لا يكترث للاخرين واعتبر الجعفري نفسه مسؤولا على ذلك . وعاش الجعفري بهذه الحرقة معتذرا في داخله من الله عزوجل ومن الشعب العراقي ومن العراق كله بما جناه من ترشيح شخص لايرى الا مصلحته الشخصية وتقريبه للاميين والجهلة وابعاده للكفاءات الوطنية واقصائه لشركاء الوطن وقيامه بالتفجيرات لتصفية معارضيه وهو محسوب على الدعوة مما جعل الناس يكفرون بالدعوة وتاريخها ويترحمون على من قتلهم وابادهم .
اليوم الجعفري يتنفس الصعداء ويقول ربي اني ابرء ذمتي امامك وامام الناس جميعا فبعد ثمان سنوات استطعت ان اصحح الخطأ الذي وقعت فيه علما باني لست بعالم الغيب فيما كان في نفس المالكي عندما رشحته بديلا عني , اللهم اقبل عملي هذا فقد ازحت هذا الكابوس وطغمته الفاسدة من على عراق امير المؤمنين واهل البيت الطاهرين والاولياء الصالحين وازحته من على صدر العراقيين فاقبلني يارب وتب علي والحمد لله الذي ابقاني حيا حتى استطيع ان ازيل الغم الذي شاركت في صنعه قبل ثمان سنوات وكاني ارى الجعفري ينام ويصحى على هواء نقي يحمد الله ويشكره على انه كان سببا في رفع الصخرة الجاثمة على صدر العراق وشعبه , ويحمد الله ليلا ونهارا فهنيئا لابي احمد الجعفري على هذا الانجاز الذي لاينساه العراقيون له.