الواقع يقول إننا نشهد بين الفترة والأخرى ما يسمى المعركة الأنتخابية , سوء الأدراك وعدم الشعور بالمسؤولية والهروب من الحقائق دون استيعاب مفاهيم الديمقراطية وإن السباق الأنتخابي سباق سلمي لوصول الأنزه والاكفأ , معركة ليست كبقية المعارك التي تجعل المواطن حطب لها ويصلب على ابواب وعود المسؤولين , بل هل تسابق نبيل لغايات نبيل بوسائل مشروعة , لتحقيق تطلعات وأمال الجماهير , معركة لم يتردد الساسة من استخدام مختلف الأسلحة منها التسقيط والتشويه والغش والخداع والتزوير وشراء الذمم واستخدام المال العام , وهذه المعركة استخدمت فيها كل اساليب المراوغة والأستعداد عن التخلي عن كل المفاهيم والقيم , بعد موجة الغضب الشعبي وكشف حقائق الوعود الكاذبة لوزارة الكهرباء ونائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني , رئيس الوزراء أصبح من الصعب عليه الدفاع عن نائبه وحليفه القوي وهذه المرة وجه الأتهام له بالخداع وتظليل الحقائق وظهرت فضيحة المولدات التي تعمل على الغاز في حين يحتاج العراق الى شراء الغاز وبتكاليف مضاعفة , وقبل ذلك تم استيراد المولدات الروسية التي تعمل بمادة البلازما المفقودة حتى في روسيا وتم دفن تلك الحقائق وبعدها شراء مولدات أكلتها الأتربة ومهملة منذ ما يقارب 5 سنوات في صحراء في منطقة الزبير , حسين الشهرستاني لم يتأخر كثيراً وحاول تبرير ذلك وقال بأنه اعترض على المولدات التي تعمل بالغاز ولكن مجلس الوزراء وافق عليها نتيجة إلتزامات وزارة الكهرباء , ياترى اذا كان يعلم لم يعد المواطنيين بتصدير الفائض من الكهرباء ؟ ثم أين كان رئيس الوزراء كي يقول أني خدعت خلال 8 سنوات ؟ ولماذا هذه المرة رئيس الوزراء يستهدف الشهرستاني , هل لشعوره أن ورقته سقطت ولا يمكن الدفاع عنه ؟ ثم لماذا لا ينتقد نائبه لشؤون الطاقة صالح المطلك ؟ وكان يتهمه بالبعث ثم يعيده ثم يتهمه وهكذا ؟ ولكنه أصبح حليفه الوحيد الذي تراجعت شعبيته بعد التقارب , ولا يحتاج للتشويه بعد تراجعه في الانتخابات المحلية , ليكون شريك ضعيف من السهولة السيطرة عليه , و شعوره ان ورقة الاجتثاث لا يستطيع اللعب بها لكونها خرجت من يده بأرادة البرلمان , واقرار قانون المحكمة الاتحادية جعل من الصعب السيطرة عليها وتوجيه قراراتها ؟ وتنامي الأرادة في البرلمان بعد أقرار قوانين المحافظات بعيد عن موافقة دولة القانون , وبقاء المطلك بقاء شكلي لسد الفراغ بعد قطع جسور الثقة مع الاطراف السياسية من القائمة العراقية , ليت رئيس الوزراء ونائبيه بهذا الحماس للدفاع عن المواطن مثلما يدافعون عن مناصبهم , ثم هل إن رئيس الوزراء يحاول ان يلقي اللائمة على الأخرين وكأن الصلاحيات موزعة ولا علاقة له بما يحدث , وهل اسلوب الأطاحة بالمقربين لفت لأنظار الشارع للكهرباء يغطي على فضيحة الفضائح في ابو غريب وكأن رئيس الوزراء يلعب بأوراقه الاخيرة التي لم تبقي له من صديق , وهل ان المعركة الانتخابية بدأت مبكرة ولكن هذه المرة بأسلحة مختلفة يدفع في كل الأحوال ثمنها المواطن , المالكي بدأ يشعر إنه فقد شعبيته في محافظات الوسط والجنوب وإن الاوراق تكشفت وما يحدث من تظاهرات على سوء الكهرباء والخدمات في البصرة والناصرية والسماوة ربما يمتد لمحافظات أخرى , وهذا خير مصادق للغضب الشعبي الذي أخذ يؤثر على قرارات البرلمان والتراشق أصبح علنياً للهروب وتبرير الفشل .