23 ديسمبر، 2024 8:18 ص

لماذا استهدف التتار صحف بغداد… عاصمة الثقافة العربية ؟

لماذا استهدف التتار صحف بغداد… عاصمة الثقافة العربية ؟

ما لذي يعنيه قيام مجاميع مدججة بالسكاكين والهراوات بمهاجمة أربع صحف عراقية  خاصة يوم أمس الاثنين تمثل توجهات فكريه وسياسية مختلفة في وضح النهار وطعن العديد من العاملين فيها وإتلاف وسرقه ما أتيح لهم من محتوياتها بينما بغداد لاتزال في حله عرسها بكونها عاصمة الثقافة العربية؟؟؟ أيدلل ذلك على ان بعض التيارات ومنظريها وعرابيها لم تعد قادرة على تحمل أجواء الديمقراطية وحرية التعبير التي كانت أهم مكسب حصل عليه العراقيون بعد سقوط النظام السابق الذي غالبا ما اتهم بتكميم الأفواه وقمع الأصوات المعارضة وبتر الألسن لإخراس الشعب ومنعه عن الاحتجاج والتعبير عن أرائه وأفكاره ؟؟
 هذه الحرية لم تكن هبه من السماء بل هي ثمره كفاح فكري وسياسي طويل ائتمنت عليه السلطة الجديدة في العراق وقدم من اجله مئات الإعلاميين العراقيين أرواحهم بعد عام 2003 لتصبح الوديعة اكبر والمسئولية والحرية حاصلة على الاستحقاق المهني والأخلاقي في المرحلة الجديدة التي لا يمكن لها وفي أي نظام  اخر على الأرض ان تدعي الديمقراطية دون حرية الإعلام والدفاع عنه وحماية حياه الصحفيين والكتاب وفقا لما نص عليه الدستور.
أهي رسالة زعل من الجهات التي ترعى بالخفاء سرطان الطائفية ونهب العراق وإعادته الى عصور البويهيين والسلاجقة وسلاطين القهر والخرافة والتي انزعجت من الدور الرائد وتصدي اغلب هذه الصحف وغيرها لمحاولات صب زيت الأحقاد على هياكل الطائفية وعجلها التوراتي الغربي لإحراق الوطن وتقسيمه بساطور والسعي نحو حل منطقي  يحقق المطالب المشروعة للمتظاهرين ويصحح المسيرة السياسية ويزيح ورقه التوت عن الذين تحركهم أموال النفط وقرقوزات دول الجوار ؟؟؟
 نحن على قناعة ان هؤلاء المجرمين لازال في قوائمهم الدموية أسماء وفضائيات وكتاب مرشحون هم وأسرهم للاغتيال والتصفية وإلقاء اللوم على تنظيم القاعدة والبعثيين وأعداء التجربة الديمقراطية !!!!
 أهي رسالة الغرض منها نفض يد بغداد عن رياديه الثقافة العربية وتذكير الناس بما فعله التتار لحظه سقوط قلب العروبة وحاضنه الفكر والفلسفة والإبداع العقلي العربي على مر العصور والإيحاء لمن قدم إلى بغداد من المفكرين والأدباء والفنانين العرب ان من يعيش هنا على ضفاف دجله ليس إخوان الصفا ولا محل لدار الحكمه او بقايا رفوفه وتلامذته وأساتذته   وقد ازيل من خارطة التاريخ شارع المكتبات  والسهروردي وابا نواس  وعلي الوردي  ولمستنصريه  والفرابي والجاحظ والمتنبي ولجواهري وطه باقر وجواد سليم والسياب والبياتي ونازك الملائكه …. فبغداد اليوم وفق ما يسعى هؤلاء  هي نسخة اخرى من طورا بورا وعمائم طالبان وحفلات الإعدام في ملاعب قندهار وحرق الكتب في محاكم الالهة وإعادتها الى الشعبة الخامسة واقبيه الامن العامه والزيتوني ومسدس علي حسن المجيد.
 أيكون ما حدث بالأمس من عدوان على اهم رموز الديمقراطية قرقعة سياط واستخدام الهراوات والخناجر لطعن مبدعين وأناس يمارسون العيش من اشرف مهنة محاوله تمهد لتقييد حرية الإعلام العراقي وتخويف الكتاب وجعلهم يفرضون رقيبا ذاتيا على أنفسهم قبل التفكير بالكتابة ؟؟ انها ثقافة التدجين ثانيه وأخلاقيه الراعي والقطيع في إسطبلات الفكر الواحد المقدس والإلهي او ألصنمي التي تطل براسها مجددا على واقعنا العراقي لإعادته لا الى حقبه مقص ألرقابه التي كان من اول ضحاياها عام 1968 نقيب الصحفيين العراقيين عبد العزيز بركات الذي  تم تذويب جسده في حامض الكبريتيك بعد سنوات من التعذيب والإذلال على يد ناظم كزار …..
 أنها رسالة تلوح بقطع الأصابع النزقة والرافضة وخنق العقول التي تفضح الانحراف وسرقه المال العام وخفافيش الإرهاب والساعين لبناء دكتاتوريه ألطائفه والحزب الواحد ومسئوليه نقابه الصحفيين اليوم قبل أي جهة كانت إيقاف جميع الصحف العراقية او إصدارها غدا بيضاء  بإطار اسود عليها عبارة واحده ( لا للإرهاب الفكري  وخنق حرية التعبير )  وخروج الصحفيين وكل مثقفي العراق وكتابه بمظاهره حاشده  في بغداد وجميع المحافظات العراقية للتصدي لهؤلاء الظلاميين الإرهابيين أعداء الحرية وبناء وطن حر وفكر إبداعي بلا قيود يسعى للحفاظ على كرامة الانسان وتقويم المسيرة وفضح الانحراف.

بوخارست