19 ديسمبر، 2024 5:11 ص

لماذا اراد صدام الغاء كلمة عامل؟

لماذا اراد صدام الغاء كلمة عامل؟

احتفل العراقيون بيوم العمال العالمي وشارك عمال العراق عمال العالم بذكرى ذالك اليوم الذي انطلقت شرارته في شيكاغو عام (1886)وضل هذا اليوم الخالد بعد إن أصبح تقليد سنوي تحتفل به هذه الشريحة ويتوحد عمال العالم بذالك اليوم الأغر … احتفل العراقيون ورفعوا لافتاتهم الحمراء التي تتزين بالفأس والمنجل وناشدت تلك الطبقة الحكومة بتحسين وضعهم المزري وإيجاد فرص العمل لهم وإنقاذ الشباب العاطل من البطالة التي بدأت تنخر بجسد العراق وترمي بالشباب والطاقات الشبابية الى ايدي العصابات والخبثاء وأصبح العراقي العاطل صيدا سهلا بسبب العوز والفاقة
وقلة ذات اليد الاحتفال او المظاهرة بدأت في ساحة الفردوس وانتهت في نفس الساحة وحضرتها القيادات العمالية واليسارية التي ألقت بكلماتها على مسامع ذالك الجمع …لماذا ساحة الفردوس هل هي الساحة الوحيدة في بغداد ؟؟؟ بغداد تلك المدينة الكبيرة التي تضم العشرات من الساحات الكبيرة والجميلة والتي لها من العمر سنوات طويلة وتلك الساحات كانت لا تعدو في ذالك الوقت وقت الطغاة عبارة عن ساحات لتنظيم مرور السيارات عند التقاطعات وكذالك هي ملتقى للشباب البغدادي والطلبة والطالبات الجامعيين يوم كانت بغداد مدينة الجامعات العراقية والعربية … اليوم
وبعد 9-4—2003 أختفت أسماء تلك الساحات الرائعة لتطمسها وتخفيها ساحة واحدة هي ساحة الفردوس .. تلك الساحة الذي لم يعرفها البغداديون ولم تكن مشهورة ولا حتى الانتباه لها عند المرور بالقرب منها أخذت هذه الساحة شهرتها عندما اختارها احد ضباط المار ينز الأمريكيين ليسقط تمثال كان شاخصا في وسطها للطاغية(صدام)اختارها ذالك الضابط ليس لأ، تمثال صدام هو الوحيد الشاخص في تلك الساحة في بغداد بل ان الساحات والحدائق ممتلئة بتماثيل صدام ووجوهه وحركاته وبكل الأوضاع (جالسا واقفا حاملا بندقية فقط رأسه يمتطي جوادا مرتديا زيه العسكري في تمثال ويرتدي
زيه العربي في تمثال آخر)لكن بما ان الساحة كانت قريبة من مقر ذالك الضابط الذي أخذت وحدته مستقرا لها في فندقي المرديان والشيراتون وكذالك وجود الوسائل الإعلامية في الفندقيين لذالك ومنذ سقوط ذالك التمثال أخذت شهرتها على مستوى العراق والعالم وأصبح العراقيون ومنذ ذالك الوقت يتخذون منها ساحة تجمعهم ومظاهراتهم وأعتصاماتهم ومناشداتهم .. هذا العام قدم الى ساحة الفردوس آلاف العمال والشغيلة والمثقفين ليشاركوا في أحياء هذا اليوم وبحضور بعض الشخصيات العراقية السياسية وعبر أكثر المتظاهرين عن فرحتهم واستذكار تاريخهم النضالي,, وحدت هذه
الساحة التي تعتبر أكثر ساحات العراق حضا في العهد الجديد وحدت ساحة الفردوس العراقيين في اليوم الاول من شهر أيار فلم تحضر طائفة وتتخلف أخرى ولم يحضر مكون ويغيب أخر كل الاطياف العمالية حضرت ومن كافة ارجاء العراقيين وطرحت في هذا المحفل وعلى ساحة الفردوس معاناة الايدي العاملة العراقية وعيشهم في أدنى مستويات العيش بسبب قلة المدخول الشهري وعدم تشريع القوانين المناسبة التي تضمن العيش للعامل وعائلته في ضل الوضع الجديد الاف من المشاكل طرحت فكل من حضر في ذالك اليوم لديه مشكلة … هذه التحركات السلمية هي حالة صحية تعبر عن الحضور الجديد
للمنظمات الشعبية وبما ان المنظمة العمالية هي أقدم المنظمات في العالم لذا فهي تكون السباقة دائما في قيادة الجموع العراقية وليست العمالية فقط …الجميل في هذا العام ان الكثير من الزملاء والرفاق والاصدقاء اللذين كانوا يتعذر عليهم الوصول الى تلك الساحة وفي مثل هذه الايام النضالية حضر هذا العام وبسبب تحسن الأوضاع الامنية فكان العناق حاضرا والفرح واضح على وجوه المحتفليين وكلمات الشوق والحب والسؤال عن الاحوال لاتغيب عن السن تلك الشريحة المظلومة في العراق … اراد النظام السابق وفي سابقة عجيبة وغريبة ولعلمه ان هذه الطبقة التي تمثل
الشريحة العظيمة في العراق اراد إلغائها عندما شرع قانون يلغي اسم كلمة العامل من العراق واعتبر كل العاملين في مؤسسات ودوائر الدولة العراقية موظفين وبحجج بدوية متخلفة ساقها للشعب ولزبانيته الذين وقفوا فرحين يصفقون ويمجدون له باتخاذه هذه الخطوة الجهنمية عندما كان تسويقه ان العامل كاسم عامل أذا اراد ان يتقدم الى أمرأة للزواج منها فهي وأهلها سوف يرفضون ذالك المتقدم العامل لأنه عامل لكن عندما تكون تسميته موظفا فسوف توافق الفتاة والعائلة من الزواج به..هذا القصور في الرؤيا والتفكير والتخبط في صناعة الاسماء والتوصيفات للمواطن ليس
غريبا فالرجل كان يفكر بمعزل عن الواقع العالمي الذي يفتخر بعماله …انهم عمال طالما بنو اوطانهم بغض النظر عن التسميات اما الموافقة بالزواج من تلك او رفضها فهذا اسفاف من قبل القائد الضرورة التي كان له تمثال هنا في ساحة الفردوس وأختفى … طوبى للحاضرين في يوم العمال العالمي ..وطوبى للجموع العراقية المناضلة والبانية للعراق ومجد العراق .. وطوبى لعمال العراق الذين جاءوا وهم يتعكزون على باكوراتهم او الذين كانوا متكئين على اكتاف العمال الشباب.

أحدث المقالات

أحدث المقالات