7 أبريل، 2024 11:04 ص
Search
Close this search box.

لماذا ارادوها فوضى خلاقة في العراق ؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الفوضى الخلاقة اطلقه المؤرخ الامريكي تاير ماهان ، وقد تبعه مايكل ليدين فأسماها «الفوضى البناءة» والظاهر ان هذا المصطلح هو افضل ما انتجه العقل الاستراتيجي الامريكي في التعامل مع القضايا الخاصة بالعالم الثالث…. والمصطلح يعني احداث متعمد لفوضى من العنف والخوف واراقة الدماء وتدمير لكل ماهو قائم بقصد الوصول الى موقف او واقع سياسي يرنوا اليه الطرف الذي احدث الفوضى ثم اعادة البناء وفق المخطط الذي يخدم مصالح من احدث الفوضى … وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس استخدمت هذا المصطلح عام 2003 اثناء الحرب على العراق .
 لقد كانت تجربتهم بعد افغانستان هي العراق وبعد ان اختاروا العراق بلد للفوضى لابد من اختيار النظام السياسي فيه فلقد شجعوا اسلاميوا السلطة لكون هؤلاء لا يملكون مشروعا سياسيا وتحركهم العواطف في منهجهم العملي وبهم تثار النزعلات الطائفية وهم افضل وسيلة لتمزيق وحدة العراق فداعش تحقق مطلبهم بافراغ المنطقة الغربية وجعلها سنية 100% وقد ارادوا ان تكون منطقة وسط وجنوب العراق هي الاخرى شيعية بالمطلق وحركوا بعض عملاءهم لهذا الغرض ولكن المرجعية الدينة واثرها على المجتمع افشل هذه المؤامرة واليوم تلاحظون دعم امريكا لما يسمى علي حاتم سليمان لا لكونه سياسي او له ثقل عشائري بل لانه يخدم مشروعهم في الفوضى الخلاقة بتبنيه الطائفية المقيته وتطلعاته الى تقسيم العراق وعزل السنة في المثلث الغربي … اليوم بعد تجربة الفوضى الخلاقة في العراق نجد انفسنا اليوم امام ازمات دينية على اساس طائفي وسياسية باختلاف الكتل فيما بينها على المناصب والمكاسب واقتصادية بان اصبحت الخزينة فارغة والبلد مهدد بالافلاس اذا ما استمرت اسعار النفط بالانخفاض ولا داعي ان اذكركم واوجع رؤوسكم بما جرى ويجري على مدى عقد من الزمن , فدماء العراقيين مستباحة والفقر والمرض اصبح سمة لهم والفساد يلازم حكوماتهم المتعاقبة .
اما ماذا تريد امريكا من هذه الفوضى العارمة ؟ انها تريد شرقا اوسطيا جديدا بتقسيم المنطقة العربية على اساس مصلحة ولديتها اسرائيل وهذا هدفها الذي سوف لا تتنازل عنه مهما كانت الظروف وهو ما يمثل الشق الثاني من المصطلح ( الخلاقة ) ومن هنا ندرك ان المصطلح يعني انه فوضى للعراق وخلاق لامريكا فهل نعي هذه الحقيقة ام نبقى نحلم بالديمقراطية المزيفة التي اشاعتها امريكا للتغطية على هدفها الحقيقي الذي بيناه ؟!
الم احد منا فكر لماذا دماءنا على مدى 10 سنوات تنزف يوميا في ظل صمت مبهم ؟ ان هذه الدماء تخدم  الفوضى الخلاقة التي طبقت تجربتها العملية امريكا في العراق ولم ولن احد يجريء ان يفكر من ايقافها طالما امريكا تريدها .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب