23 ديسمبر، 2024 10:37 ص

لماذا احتلت أمريكا العراق ثم سلمته لإيران ؟! 

لماذا احتلت أمريكا العراق ثم سلمته لإيران ؟! 

لم تكن الجملة التي قالها صدام محملا فيها سلوك امريكا باعتباره السبب الرئيسي لضرب القاعدة لابراج امريكا هي السبب الذي دعاها لاحتلال العراق , ولم تكن اسلحة الدمار الشامل المزعومة هي السبب الاخر , و لا حتى  السبب المضحك والمثير للاشمئزازالاخير أي تطبيق الديمقراطية  ذلك ان امريكا دأبت عبر التجويع المنظم والحصار والارهاب الدموي والحروب التي استمرت  منذ ان أمم العراق لبتروله رغم ادعائها الصداقة في بعض الاحيان وقد ظهر ذلك جليا منذ ان كانت تمارس الاحتواء المزدوج بحرب العراق وايران و استمرت باعمالها العدائية  لغاية 2003 عام احتلاله عسكريا مباشرة ومن غير قرار من الامم المتحدة فبدأت امريكا غزوها العسكري للعراق بعد اعداد وتهيئة دامت اكثر من 28 عاما منذ ان أمم نفطه, مارست فيه الحصار الظالم وعملت على خلخلة الوضع الداخلي للعراق  وعزل نظامه الوطني عن شعبه وحاضنه العربي واستنزاف قواته المسلحة بالاضافة لتدميرالقيم التي كان العراقيين يتصفون بها من معتقدات اخلاقية ودينية ووطنية وقومية ساعدتها في ذلك عدوة العرب التاريخية ايران و الخونة والطائفيين عملاء خميني والانظمة التي كانت تعادي العراق بغباء استراتيجي ندمت عليه لاحقا او هذا ماتدعيه !.فلم يؤتى بخميني الا من اجل تدمير العراق ودليلنا في ذلك اصرار ايران الغريب على استمرار عدوانهم في الحرب على العراق ,ثم اضطرت امريكا ان تحتل العراق مباشرة بعد فشل جميع خططها الاخرى.ولعل من بين ابرز ما يميز قرارات احتلال امريكا للعراق ومن جائت بهم هو اصدار قانون اجتثاث البعث  وحل الجيش العراقي بحيث قدمتهما على كافة قراراتها بعد الغزو التدميري ؟ فلماذا يا ترى وما هي الاسباب ؟..السبب الاول تأميم البترول فبالرغم من ان معركة النفط بدأت منذ زمن عبد الكريم قاسم حين اصدر قانونا يحضر فيه ممارسة شركات البترول الاجنبية حق التنقيب عن 99.5% من اراضي العراق سعى العراق بعدها بجدية بعد وصول حزب البعث إلى السلطة إلى الاستمرار في تطوير القدرات الوطنية، كإنشاء شركة الحفر الوطنية وشركة ناقلات للنفط مما منح العراق قدرات النقل الخاصة به التي ساعدته على مقاومة وكسر حصار الشركات لبتروله المؤمم وكان ذلك اشبه بخنجرا مسموما بظهر الدول الامبريالية وخصوصا امريكا  بعدما اصبح البترول عصب الحياة الرئيسي للصناعة العالمية وكان الخوف ان تقلد العراق دول اخرى الامر الذي سيقصم ظهر الدول الامبريالية لا سيما وانها هي من كان يحدد كميات الانتاج والاسعار (ولا تزال).السبب الاخر وقوف العراق ضد التطبيع العربي الصهيوني حين استطاع ان يحتوي السادات ويحاصرتطبيعه مع الكيان الصهيوني الذي لا تزال اثار ذلك ماثلة امام اي جهة عربية تسعى للتطبيع .عمد العراق على تنويع سلة عملاته وتخلى عن الدولار الامريكي داعما لعملته وبدأ يبيع بتروله باليورو فادى ذلك الى ارتفاع  الدين العام الامريكي حتى وصل الان الى ما يقارب 18 ترليون دولار معرضا اقتصاد امريكا لخطر حقيقي. وامريكا تعلم ان أي تشجيع او اتباع اسلوب العراق معناه انهيار تام لامريكا اقتصاديا.نجاح العراق باستغلال اموال البترول الاضافية بانشاء صناعة عسكرية جعلته يعتمد على نفسه اكثر بدل استيراد الاسلحة فخسر الغرب سوقا رائجة بسبب اصرار ايران على ادامة حربها ضد العراق .ولم يكتفي العراق بتطوير الصناعة العسكرية بل استعمل امواله من اجل نهضة حضارية اقتصادية مخيفة للغرب بحيث اصبح من قلائل الدول التي يدرس ابنائها ويتعالجون مجانا .(ان البعث انفرد من بين كافة القوى العراقية وطنية وغير وطنية بانه الوحيد الذي يضم في صفوفه كل العراقيين بكل مكوناتهم الاثنية والدينية والمناطقية ففيه الكردي والعربي والتركماني وفيه المسيحي والمسلم – الشيعي والسني – والصابئي واليزيدي وهؤلاء يشكلون داخل البعث بستان العراق الزاهر ونجومه المضيئة ومصدر قوته التي لاتقهر ،)واختم بان حصار امريكا للعراق واضعاف جيشه لم يمنعه من احراج جيشها وتكبيده خسائر فادحة بعد ان حاصرهم الجيش العراقي في عملية التفاف تاريخية تدرس الان في امريكا نفسها في واحدة من اكبر معركة دبابات عرفها العالم بعد الحرب العالمية الثانية كما ان احتلالها للعراق لم يسعفها  بان يكون نزهة تقوم به مجندات امريكيا بالبكيني بل وقف باسلحته البدائية في اكثر من مدينة واوغل قتلا في الجيش الامريكي في أم قصر والناصرية وكربلاء والاعظمية ومطار بغداد اضطر فيها الجيش الامريكي على استعمال اسلحة دمار شامل كي يستعيد المطار بعد ان تم قتل واسر كل جنوده حوله.ان جيشا عقائديا متسلحا بمباديء البعث والنخوة العربية لن يقبل الرضوح ولا الخنوع للمحتل وسيقف ضد مخططاته التخريبية لا بد وان يعمل على حله وهذا ما جاء به المحتل مترادفا مع قانون اجتثاث البعث ورغم تعطيل اكثر من مليوني عراقي عن العمل ومحاربتهم في ارزاقهم الا ان قوات هذا الجيش المنحل العقائدي استطاعت ان تؤسس وحدات قتالية شرسة صغيرة سريعة التحرك حصدت الاف من الامريكان قتلى والاف غيرهم من الجرحى الى ان وصل الجيش الامريكي على حافة الانهيار فازداد عدد المنتحرين وازداد عدد الهاربين منه وكبرت مقبرة الياتهم فما كان من  خبثاء امريكا الا ان سلموا العراق على طبق من ذهب الى ايران بعد ان اشرفوا على تدريبب ميليشيات القتل والجريمة لتمارس عمليات ابادة جماعية وعلى الهوية مهمتها اقتناص كل العلماء وقادة الجيش والبعث في محاولة لجر بعضهم للعمل معهم او القضاء على الباقين .ان كسر شوكة العراق كانت الطريق لتحطيم بقية الاقطار العربية فلم تكن ايران ولا عملائها تجرؤ على التغلغل بالوطن العربي وتزرع خلاياها الخبيثة فتهدد الاستقرار الوطني الا بعد مساعدة امريكا بالاجتثاث وحل الجيش الامر الذي اصبح واضحا لا يقبل الشك في كيفية رد المحتلين والطامعين من خلال دعم واسناد من اذاق المحتلين والخونة طعم الهزيمة المرة وبخلافه فهذا لعب في الوقت الضائع.المادة العلمية والاقتباس( الأستاذ عزة الدوري – الأستاذ صلاح المختار )