23 ديسمبر، 2024 5:47 م

لماذا أولاد الإمام الحسين معصومون وأولاد الإمام الحسن غير معصومين ؟

لماذا أولاد الإمام الحسين معصومون وأولاد الإمام الحسن غير معصومين ؟

قبل الولوج بهذا التحليل التاريخي والعقائدي كما قال أحد المعلقين على مقالتي السابقة معتبراً إن الفواز لا يفقه بالتحليل الشائك والكلام كله سواء الصادر من الكاتب أو بعض الردود لا يدخل في خانة التحليل العقائدي أو التاريخي بل إن كلامنا هو مجرد استنباط لترتيب مفردات الكلام حتى نصل مع العقول التي بالإمكان أن نعلمها العبور إلى بر الامان المنطقي وبنفس الوقت نكتشف أن من يطلق العنان لأنامله التي تسطر مفردات السب والشتم ما هو إلا دليل على ضياع الحجة والدوران في حلقة الفراغ اللا أخلاقي وصعوبة الخروج من هذه الحلقة لينتهي به الامر إلى تسطير مفردات خارجة عن الادب في موقع كتابات بعدها  يتحفنا بالألفاظ النابية التي هي من ديدن التربية البيتية الرديئة ودليل على ضعف التماسك الاخلاقي في بعض البيوت العراقية وللأسف الشديد وبنفس الوقت هنالك من الردود التي تنتقد الفواز معتبرة أن هذا الحديث بدون سند وهنا نريد أن نقول لمن يبحث عن سند أو قول لاحد العلماء أو رجال الدين الكبار ، قولنا لا يحتاج إلى البحث في ثنايا الكتب لأني لا أعترف بالكثير من الكتب لأنها لا تكتب المعقول ، كيف تكتب المعقول وهي من تطبل لهذه الخرافة وغيرها من الخرافات التي لا يقبلها عقل مجنون ، وكيف أعترف بالخرافة وسكة العقل والقول المنطقي واضحة وكيف أوافق أن أكون من المؤيدين لفكرة هي بالأساس خارج المنطق والمعقول ، أنا حاولت بمقالاتي السابقة أن أستفسر هل هذه الحوادث يقبلها العقل وذكرت بعض النقاط التي تجعلنا لا نقبلها كمعلومة قبلية لأنها بالأساس فكرة غريبة وهي أشبه بخرافة تجذرت في عقول الكثير من المثقفين عن طريق الاباء والاجداد ( توارثناها ) فكيف بالشخص الجاهل لا يتمسك بها ويدافع عنها بشراسة .

أما مقالتنا لهذه اليوم فهي تبحث عن جواب منطقي دون الرجوع للكتاب الفلاني لأننا لو تمسكنا بالكتب فإننا سوف نفقد بوصلة العقل وبما أن الكتب كلها أو أغلبها فيها من المبالغة بالوصف فإنها لا تصلح أن تكون دستورا موازيا لكتاب الله  حتى نؤمن بها مجبرين  ، أما القرآن الكريم فهو خارج الوصف لان الله هو الحافظ لكتابه وكل كتاب غير كتاب الله يجوز فيه السؤال والاستفسار والتأمل بصدق القول وربما الشك ، الشك يصل بنا إلى بر الامان ومن حق العقل أن يشك والعقل بدون شك هو عقل مقيد ، العقل المقيد هو عقل لا إنساني ونحن ننتمي للإنسانية التي فضلها الله على باقي الكائنات الحية ومنحها هبة العقل فليكن هذا العقل عقلا راشدا وإلا ما فائدة هذه الهبة الربانية .

مقالتي لهذا اليوم عن معصومية  بعض الائمة الاطهار (ع) ولا أريد تسليط الضوء في هذه المقالة على مفردة معصوم لأني ضد فكرة العصمة لغير الله ولي مقالة قريبة عن مفردة المعصومية لنوضح للقراء الكرم بطلان هذه الصفة عن غير الله وإلا دخلنا في الشرك مع علمنا أن من يصف أي بشر بـ ( المعصوم ) سواء كان نبي أو رسول أو إمام هو تجاوز على الذات الالهية وهذا يعني إننا أشركنا علنا ، لكن السؤال واضح لماذا أولاد وأحفاد الإمام الحسين (ع) معصومين وأولاد وأحفاد الإمام الحسن وهو الأبن البكر للخليفة الرابع والامام غير معصومين ؟ هل هنالك أفضلية للإمام الحسين على أخيه الكبير الإمام الحسن ؟ هل المعصومية حصرا بأولاد وأحفاد الحسين ولماذا ؟ من الذي أجاز ان تكون المعصومية بأولاد الإمام الحسن فحسب ؟ هل هنالك نص قرآني أو حديث شريف يستثني أولاد الإمام الحسن من المعصومية وعددهم خمسة عشر ولدا ولماذا هذا الاستثناء إن وجد ؟ لماذا نفرق بين أولاد الحسين وأولاد الحسن بالمكانة ؟ ألم يكن الحسن والحسين من صلب واحد ومن رحم امرأة واحدة وهي كريمة سيد الخلق وخاتم الانبياء ( ص) ؟ كيف نرفع قيمة أولاد الأبن الصغير للإمام علي ونقلل من قيمة أولاد الأبن الأكبر ؟ هل كان أولاد وأحفاد الحسن لا يستحقون هذه المعصومية ولماذا ؟ هل أولاد وأحفاد الحسين أعلى شأناً من أبناء عمومتهم ولماذا ؟ هل الفكرة كلها مرتبطة بزواج الإمام الحسين بحفيدة كسرى شهربانو أو شاه زنان ؟ لو كانت حفيدة كسرى زوجة الحسن بدلا من زواجها من الإمام الحسين هل نشهد الفكرة بالمعكوس أي هل سيصبح أولاد الحسن معصومين وأولاد الحسين غير معصومين ؟ أليس الفضل للخليفة الثاني في زواج الإمام الحسين من حفيدة كسرى وحصول أولاده وأحفاده على المعصومية ؟ هل لان بعض أولاد الإمام الحسن اسمائهم عمر وأبو بكر وبهذا لا يستحقون أن يدخلوا تحت خيمة المعصومية ؟ هل الزواج من بنات كسرى فيه تفضيل رباني بحيث يصبح أحفادها معصومين وغيرهم بلا معصومية ؟ هل نتزوج من الفارسيات حتى نحمي جلودنا من نار جهنم ؟ أفتونا مأجورين يرحمكم الله ويجعلكم في جنات عدن بجوار المعصومين .