قرار كان الشعب العراقي من سنين وعلى مختلف أطيافه و اتجاهاته ينتظره ويتأمل من كل حكومة جديدة أن تفعله فيجدها صورة لا تختلف عن سابقاتها ألا وهو توفير الكهرباء كحق من حقوق الشعب على الوطن وحكومته ..
كورونا جاءت لتؤخر و تؤجل بعض الإجراءات التي قرر ترامب و جيشه ان يفعلها بالعراق والتي تخدم في اتجاهين الأول هو تطويع السلطة في ايران ( كهدف ستراتيجي لسياستها في المنطقة ) لتكتفي بما توافق لها أمريكا من استأثر. والثاني وهو الهدف الرئيسي كما قلنا سابقا تقليم أظافر ايران في العراق من خلال إنهاء قوة أو إضعاف الميليشيات التابعة لإيران والتي توالي ايران على حساب الوطن وشعبه ..ان هذا الهدف المزدوج سيكسر ظهر ايران فرغم أنها تنهب نصف ثروات العراق إلا أنها صرفت أموال طائلة على هذا الجيش الذي يمشي بأمرتها والذي يقوض حركة وسيطرة الحكومة العراقية وطبعا كان أول تقليم هو خطف رأسين ستراتيجيين هما سليماني و المهندس وإرسالهما بعيدا عن الحياة .. على العموم ترامب بحاجة لفلاش كبير يزيد من شعبيته للانتخابات القادمة لا سيما وان أخطائه كثرت خصوصا في حل مشكلة الكورونا هذه .
لماذا أعتقد وأقول أن أمريكا لا تريد أن تنهي ايران أو تدمر كل منشاتها العسكرية والتي تهدد بها دول المنطقة وبالذات الخليج العربي .. أقول لننظر الى الحالة العراقية أولا كي نفهم هذه الصورة فأمريكا قبل احتلالها للعراق جمعت كل مشعوذ و متبطل وشحاذ وكل من كان او قد ادعى انه معارض لنظام البعث في العراق واجتمعت بهم كذا مرة و دعمتهم ماديا وأقامت لهم معسكرات في أوربا و شمال العراق وكدست كميات من هؤلاء في الكويت وايران وتركيا ثم جيشت جيوش العالم في السعودية و من ثم زحفت تحتل العراق فهل يوجد شيء مشابه لكل هذه التدابير ضد ايران .. ؟!!
أمريكا لم تقوم إلا بتهديد ايران و ذيولها بالعراق من خلال تسريبها لاجتماعات عقيمة مع مجاهدي خلق ومع حزب البعث ورغم أنها اجتماعات غير جدية و لا تسعى لها في قرارة نفسها لانها لا تريد العودة لبعث ما أن يقوى فانه سيطالب امريكا بدفع كل اضرار الحرب ,لكنها تعرف ان البعث رغم ما تعرض له من تقتيل وسجن لاعضاءه فهو بمثابة مقتل لا يحتمل التشكيك به لكل ذيول الفرس لذلك هي تهدد به وبعودته للسلطة رغم انها لن تعمل وتسعى لذلك ونقترح _لاننا كلنا نعمل من أجل تحرير العراق واعادة كرامته وتنظيفه – لمن يتفاوض مباشرة معها ان يضع هذا الرأي أمام عينيه بصورة جدية أكثر و لا ننخدع عاطفيا .
اذن المهلة التي فرضها ترامب – وهي شهر واحد اعتبره اخر تحذير لايجاد بدائل التزود بالكهرباء بدلا من الاعتماد على ايران و حدد وهدد مليشيات معينة اتهمها بانها هي التي تعطل صناعة إنتاج الكهرباء في العراق ( وهو صحيح ومعروف للكثيرين ) عن عمد من أجل ان يبقى يشتريها من ايران , وأن تهديده هذا له ثلاثة أهداف : الاول, اعطاء التبرير لأي ضربة له على هذه الاحزاب و الميليشيات وأن الضربة القادمة لن تكون سياحية كما جرت بالشهر الماضي وانما ضربات فاعلة و مدمرة قد لا تترك لهم أي قوة تهدد بها احد أو تعطيها دافعا لاخراج الامريكان و الهدف الثاني فان ذلك يعني حرمان ايران من مليارات كانت تجبيها من العراق مقابل تزويده بكمية محددة من ميغا واتات الكهرباء مما سيزيد محنتها المالية خصوصا بهذا الوقت الذي تعاني به من جراء تفشي وباء كورونا بين شعبها أما الهدف الثالث وهو الاهم في كل هذه المعمعة فهو قطع لسان كل هذه الاحزاب والميليشيات الشيعية التي تعترض على تنصيب ( الزر في ) رئيسا لوزراء العراق فهي ستدفع بتنصيبه خلال هذه الايام ليقوم بتأليف وزارته . وهذه هي الحكاية.