العقل الانساني له مسارات متباينة بين الناس قد لا تلتقي مع بعضها فيحدث الاختلاف و قد تجتمع عقول معينة على فكرة معينة فتتبناها وتكافح من أجل تطبيقها , بَيد أن نفس هذه المجموعة المتجانسة تجد هناك من يمتلك وجهات نظر مختلفة في تفسير المفاهيم أو حل المشكلات حتى يصل الى المدخلات التي يعطي تفسيرها الشكل المعين , ولهذا فنجد أن الحلول تبعا لذلك مختلفة .. كل ذلك يحدث بسبب ان التفكير يختلف من شخص لاخر وبما أن التفكير يعتبر أعلى نشاط للعقل فالعقول تتباين نتيجة مستوياتها العلمية وطرق بحثها و التمكين من فهم الأمر أو المشكلة على حقيقتها وعليه نجد أن القليل هم من ينجح في البحوث العلمية والدراسية لو غرفنا مجموعة من البشر متشابهة بالظروف , فينشط هنا من يكون تفكيره سليما لانه يتطلب مجهود كبير للادراك وحصر المشكلة ببودقة واحدة شفافة والنظر عليها من جميع زواياها التي تؤهل المفكر على جمع مفردات المشكلة ونتائجها .ليس بالضرورة أن تكون هذه الشخصية مصيبة في قرارها دائما لكن الاكيد أنها حددت المدخلات التي تبسط وتوضح المشكلة التي بتفكيرها و وفق الادراك والخبرة التي تمتلكها تحدد حلول هذه او تلك المشكلة لذلك ان وجد القاريء غرابة في طرحي ونصيحتي هذه فذلك نابعا من اختلاف الادراك والتفكير من مرحلة الى اخرى وفهم النتائج كل حسب انطلاقاته الفكرية والبحثية .وليس بالضرورة أن أكون مطبلا لتلك الفئة أو الاخرى ولا خروجا عن مفهوم اتجاهي السياسي أو انحرافا عن عقيدتي الوطنية القومية .
لذلك أنا أرى أن الدعوة للتظاهر والتجمع والالتقاء في ساحات التظاهر خطوة غير مناسبة في الوقت الحاضر وسلبياتها أكبر من ايجابياتها, قد ينتقد كلامي من أدمن على الخروج أو من يحب الفوضوية أو حتى من يتقاطع تفكيره للامور عن تفكيري لكني أكاد أكون مقتنعا أن من يريد الخروج لسبب عاطفي سيفكر في كلامي ويعقله اذا وزنه ومع احترامي لتفكير الاخرين أطرح هنا ما أريد قوله بعيدا عن المزايدات ومديح النفس أو ماذا كان وجودي وتأثيري بكل الاحداث الماضية .
أسأل رغم أنه قد يبدوا كلامي قاسيا او جارحا :ماذا حققت الانتفاضة العراقية ضد الطغمة الفاسدة ؟ بمختصر مفيد انها استطاعت أن تزيح عادل زوية وحكومته وبرلمانه وهذا انجاز جبار فلماذا لا نحافظ على هذا الانجاز ودائما نخسر في لعبة اسقاط المرشحين التي بالنتيجة تُبقي الامور كما هي فعادل وحكومته وبرلمانه لا يزالون يمارسون فسادهم !! اذن نحن بفوضوية الرفض نساعد على بقاء الامور كما هي ونساعد الفاسدين في البقاء وهذا ما تفضله الامبريالية الفارسية فرغم انها وافقت على الكاظمي الا انها تفضل بقاء زوية!, أسباب أخرى مهمة وأهمها هي حرصنا الشديد على ابناء شعبنا من انتقال عدوى كورونا اليهم نتيجة تواجدهم المكثف الخطير.. وعلى الكبار وذوي الكلام المسموع افهام الشباب لانهم ينطلقون من مبدأ و فهم عاطفي قد يكون من يحركهم الان هم الفاسدون انفسهم من أجل اسقاط الكاظمي وابقاء الحكم كما هو !! وهذا وارد جدا,, اضافة لكورونا فان الاجهزة القمعية السفاحة ستعمد على قتل اعداد من الشباب من اجل ترويعها واظهار ان الامر صادر من جهة الكاظمي او مؤيديه لاجل ان يزداد الشباب اصرارا على التظاهر .
سبب اخر يجعل أمر الخروج بتظاهرة ذو نتائج سلبية على مستقبل العراق هولو فشلت التظاهرة في تحشيد العدد الملائم وهذا ما نرجوه (كما قلنا حفاظا على المتظاهرين) مما سيولد احباطا نفسيا و لا مبالاة تاخذ سنين ضائعة أخرى ..لذلك أرجوا أن يستمع لي ذوو العقل والقرار بالغاء هذه التظاهرة فهذا ليس وقتها ..ونتائجها السلبية أكثر من ايجابياتها. لنكتفي ببيان ندين تلاعب السلطة الفاسدة ونضغط على حكومة الكاظمي القادمة من أجل تقديم الفاسدين للعدالة فهذه الخطوة أكبر من خطوة اسقاط الحكومة. ابقوا بسلميتكم وانقسموا الى مجاميع لا ترتبط الواحدة بالاخرى الا بخيط و لننتظر تشكيلة الكاظمي ستة شهور لنرى ماذا ستفعل عندها ان لم ينفع التظاهر السلمي فيكونوا قد اعطوكم الضوء الاخضر لاستعمال بدائل أخرى ..ادرسوها من الان وحشدوا اتباعكم ولننتظر اما تحقيق الاصلاحات وما نادى به المتظاهرين أو اتخاذ حل اخر. الامورالاقليمية في طريقها للتغير و ستضطر أمريكا والغرب بتغيير موقفها من ايران والايام القادمة دليلا وحافزا لفهم المتغيرات التي بلا شك ستكون لمصلحة القطر وتشكيلاته ولنتابع مالذي سيحدث بين ايران وامريكا ولنكن متفرجين هذه المرة فان اصطدمت ايران مع أمريكا فسنشهد انقسامها وزوال دولة الفرس وان رضخت فان اتباعها سيتحجم نشاطهم وتأثيرهم بالعراق ولا أحسن من ذلك الا نشوء حكم وطني جديد يأخذ العراق لبر الامان ..تابعوا هذا المسلسل الرمضاني !