22 نوفمبر، 2024 1:34 م
Search
Close this search box.

لماذا أعدم الرفيق “دولفين ” رميا بالرصاص في شط العرب ؟!

لماذا أعدم الرفيق “دولفين ” رميا بالرصاص في شط العرب ؟!

بدأت عملي صباحا كعادتي على ضجيج ” أم مرتضى “حفظها الله ورعاها وهي تسأل أسئلتها اليومية المعتادة التي لم يجب عليها أحد في مؤسستنا حتى اﻵن وبذات الحدة والنبرة البغدادية ” هااااي وين الصابونة ..بس لو أعرف بثل الشاي منو يذبه بالمغسلة ..المكناسة هنا ، وين راحت .. وصلة المسح شلكم علاقة بيهه ..اللي يطب الحمام غير يذب مي وراه ، أووووف ..ولكم تالي وياكم ..أتقاعد حتى تجربون غيري وتعرفون خيري ؟!!”.
الحقيقة وبرغم إنزعاجي من هذه التساؤلات كونها تلخص أسباب عدم الوصول الى الحقيقة بعد كل ملف تحقيقي يفتح وبأي قضية كانت في العراق إلا أنني أعي تماما بأن صباحات العراقيين التي لاتبدأ بالطاقة السلبية وتذمر الموظفين والعاملين والسائقين والمتبضعين ﻻ حياة فيها ، بخلاف شعوب الدول المنتجة ممن يبدأون يومهم بطاقة إيجابية تدفعهم لمزيد من العطاء والتفاؤل وباﻷخص أن أغاني النعي الصباحية التي حلت محل “فيروز ” كإجراء غناء قراطي مبتكر غير معروفة عندهم وإن وجدت فهي ﻻ تبدأ بـ” أويلي أويلي أويلاه ..يمه ” ، وأحيانا أتصور ، أن “أم مرتضى ” تفتعل تلك اﻷزمات وترمي كرتها في ملعب الموظفين لتبرر – قذارة – المؤسسة المسؤولة عن تنظيفها وكذلك هي غاية كل المتذمرين والسلبيين وهدفهم الصباحي بعد وصلة اﻷغاني واﻷخبار المتشحة بالتشاؤم والسواد والكآبة = صفر إنتاج !!
اليوم وبعد شرب الشاي البارد على خلفية إنتحار الهيتر الكهربائي بدأت بتقرير يؤكد أن هناك حالة إنتحار واحدة تقع كل 12 يوما في محافظة المثنى بعد توثيق 5 حالات إنتحار بين الشباب حصرا منذ مطلع العام الجاري 2018 كان آخرها لفتاة متزوجة (22 سنة ) إنتحرت بشنق نفسها بـشال نسائي بناحية الهلال ( لماذا لايتناول معظم خطباء الجمعة و الباحثون الإجتماعيون هذا الموضوع الكارثي ، لا أدري ؟) وثنيت بإلقاء القبض على تاجر إيراني جديد في منفذ الشيب الحدودي يحاول كنظرائه إغراق العراق بالمخدرات وأبرزها حبوب الكبتي والترياق والكرستال ( لماذا لا يكبح جامح هذا الخطر الداهم على مستقبل العراق وأمنه وأجياله ؟ ..ﻻ أعلم ، ربما ﻷن بعض الكابحين متورطين بملفه ايضا ) ، ﻷثلث بإلقاء القبض على عصابة متخصصة بالإتجار بالبشر كانت تنوي بيع أحدى الفتيات وعمرها 18 عاما في عيد المرأة العالمي بـ 3000 الاف دولار بمنطقة الدورة بجانب الكرخ من بغداد ، ﻷربع بتبادل الاتهامات بين مؤيد ومعارض لقرار هيأة المساءلة والعدالة والذي جاء بالتزامن مع الانتخابات ما يؤشر الى أنه قرار سياسي بإمتياز يقضي بحجز الأموال المنقولة وغير المنقولة لـ٤٢٥٧ شخصا من محافظين وعضو فرع ب‍حزب البعث المنحل وبرتبة عميد في خمسة أجهزة أمنية سابقة اضافة الى أموال صدام حسين وأولاده وأحفاده وأقربائه الى الدرجة الثانية ووكلائهم .. ﻷخمس بإعتقال افريقي وبحوزته كارتون من “أصابع تفجير” في مطار البصرة ، ﻷسدس بإرتفاع نسب الطلاق في عموم العراق خلال 2017 مقارنة بالأعوام الماضية الى 70097 حالة بسبب مواقع التواصل ووسائل الاتصال الحديثة على وفق إحصائية لمجلس القضاء الاعلى، وبرغم أن جميع التقارير كانت مؤرقة إﻻ أن أشد مالفت إنتباهي بينها هو مقطع فيديو يظهر عملية إطلاق الرصاص على دولفين من فصيلة ” قاروري اﻷنف ” وإعدامه وسط شط العرب بدم بارد بعد أن دخلها المسكين خطأ – وربما عمدا من جهة ما – ليلقى مصير طائر الفلامنكو الجميل الذي تحول – الى تشريب أحمر – بعد عودته الى اﻷهوار ظنا منه أن إدراجها على ﻻئحة اليونسكو سيؤمن له الحماية الدولية الكافية من – قزانات الطبخ – المحلية وتعهد الجهات المعنية بفتح تحقيق بالحادث سينتهي وفي حال إرتفاع حدة الاستنكارات الدولية للمنظمات المعنية بحقوق الحيوان على حساب الإنسان وعدم إلقاء القبض على الصيادين المتورطين بقتل الدولفين الحزين ،وتدخل هذه الجهة أو تلك في القضية لحسمها سلبا أو ايجابا ، الى أن ” الدولفين هو جاسوس يعمل لحساب احدى الدول وهو يحمل كاميرات مراقبة وأجهزة تنصت بالقياس على دولفين اسرائيل الجاسوس ، الذي ظهر على سواحل قطاع غزة قبل مدة وهو يحمل اضافة الى الكاميرات جهازا قادرا على إطلاق أسهم بشكل يسمح بتصفية عناصر المقاومة الفلسطينية بحسب ” صحيفة هآرتس” الاسرائيلية ، أنا هنا أسوق توقعاتي وﻻ أجزم بما سينتهي اليه التحقيق في حال إجرائه واقعا وعدم – التغليس عليه – مع أنني أرجحه بالتزامن مع ورود أنباء من مصادر لم تعرف عن نفسها أفادت بأن مابين 250 – 300 جنديا اسرائيليا دخلوا الى العراق بجنسيات أميركية وكندية واستقروا في إحدى المعسكرات شمالي بغداد للعمل على إسترجاع الممتلكات اليهودية تمهيدا لتهويد العاصمة ، بحسب المصدر ، بل وتابع الخبير الأمني والمحلل السياسي حافظ آل بشارة،ايضا بأن “واشنطن بدأت بالتحرك نحو نشر وجود اسرائيلي – صهيوني بقوة في بغداد وبمقار واضحة للعيان ، لدعم منظمات مجتمع مدني وإقامة مؤسسات بإسماء وهمية لتحقيق أهداف مشبوهة ونشر الالحاد بين الشباب ” على حد زعمه ، وﻻيخفى على متابع بأن الصراع بين التيار المدني والديني في العراق وصل الى كسر العظم مع قرب موعد الانتخابات النيابية في الـ 12 من آيار المقبل ، وباتت كل جهة تكيل الإتهامات الى اﻷخرى – وإثنينهم بأموال الشعب طيارة – وﻻ أستبعد أن يكون تصريح بشارة مندرج ضمن التسقيط السياسي ومحاولة دمغ التيار المدني بالتبعية الى اسرائيل وبقية الكليشة لإسقاطه شعبويا !
ظهور الرفيق ” دولفين ” وإعدامه وسط شط العرب فجأة وبطريقة دراماتيكية يراد منه أمران ، اﻷول إلهاء العراقيين عن كارثة التسقيط الانتخابي المحتدمة بين الكتل واﻷحزاب السياسية وبلا رحمة وفرض الضرائب والجبايات الكبيرة ضمن موازنة 2018 ما سيثقل كاهل المواطنين وإلغاء التعيينات وإيقاف التعاقدات وغياب الدعم الكافي للخدمات ..والثاني هو لفت الإنتباه الى الوجود الاميركي الذي تطالب جهات عدة بخروجه من العراق حاليا وبقوة وذلك من خلال حادثة غامضة الملابسات من شأنها أن تثير العديد من التساؤلات والتحليلات وفي مقدمتها كيفية دخول مخلوق بحري يعيش في المياه المالحة الى شط العرب ستنتهي ﻻمحالة وبالتوقيت مع الترويج لوجود جنود اسرائيليين شمالي العاصمة بعلم أميركا ومساعدتها ، الى الربط بين الخبرين لتنتهي بأن – الدولفين – هو سلاح بايولوجي سبق لإسرائيل استخدامه في غزة أسوة بأسماك القرش التي نشرتها على السواحل المصرية للقضاء على سياحتها ، و الكلاب حاملة الكاميرات السرية على حدود الضفة الغربية وغيرها ليحتدم النقاش مجددا وينجح بصرف اﻷنظار بعيدا عن مصادرة اﻷملاك والعقارات وقدوم الشركات الاجنبية والخصخصة والبطالة والمخدرات والإنتحار والطلاق وتراجع المستوى المعيشي للمواطنين بشكل لافت لايبشر بخير بما يذكرنا بأيام الحصار الجائر ، اضافة الى قروض البنك الدولي وبقية الدول التي أغرق في مستنقعاتها العراق وبفوائد هائلة ﻻتؤشر الى مستقبل واعد مأمول طال إنتظاره من دون جدوى !
أم مرتضى وووبعد كل هذا الإرهاق النفسي والتشنج العضلي والتشتت الذهني : ” أحمد الحاج وووووين ..الجلافة ؟! ” حقا ” عرب وين ، طنبورة والدولفين وين ؟ ” . اودعناكم اغاتي

أحدث المقالات