23 ديسمبر، 2024 2:27 م

لماذا أصبح المقربون من المالكي من غير الدعاة ؟

لماذا أصبح المقربون من المالكي من غير الدعاة ؟

تكاد تكون الحلقة المقربة من المالكي رئيس الحكومة العراقية منذ عام 2006 والى ألان من غير أعضاء حزب الدعوة الذي أصبح المالكي أمينا عاما له من خلال المؤتمر الذي عقد في فندق الرشيد في المنطقة الخضراء بحماية القوات ألامريكية
وحتى مع تحقق صفة المجاز في أطلاق تسمية الدعوة كما يرى الدعاة القدماء الذين لازالوا على قيد الحياة من الذين ساهموا في أعداده وتكوينه تكوينا عقائديا لاتشوبه شائبة قبل أن تتسلل اليه عناصر مجبولة على الخمول وفقدان المصداقية الدعوتية مضمونا ومحتوى سوى ألادعاء الذي الذي كان سببا لتخريب الهياكل المبدئية في الحياة على مر التاريخ .
لقد قال لي المالكي في العام 2004 في المؤتمر الذي عقد في جامعة كربلاء في ذكرى أستشهاد المرجع المفكر والمؤسس لحزب الدعوة ألاسلامية السيد محمد باقر الصدر عن أحد المنتسبين للدعوة من الذين لم يكن لم حضورا مؤثرا من الناحية السياسية وألاجتماعية في المجتمع ومن الناحية التنظيمية في حزب الدعوة وهي الصفة العامة لكل من يطلق عليهم اليوم تسمية ” عضو مكتب سياسي ” أو من يطلق عليهم تسمية ” مسؤول مكتب في المحافظات والمدن العراقية ” قال لي عن ذلك الشخص عندما حضر الى المؤتمر وطلب بألحاح من عريف الحفل في وقتها أعطائه كلمة من خارج جدول الكلمات , ولما تقدم لآلقاء كلمة بدت للوهلة ألاولى غريبة على الحاضرين , قام المالكي من مكانه وهمس بأذني قائلا : أذا وجدتموني ميتا على الرصيف وأنا أمشي فمن وراء هذا وسماه بأسمه ؟
والعجيب أن هذا الذي يكاد المالكي يغمى عليه ويموت من سماع ذكره ظل بعد ذلك يتحرك بعنوان مستشار للمالكي ويذهب سنويا للحج بهذا العنوان ثم بعد ذلك في أنتخابات العام 2010 يصبح عضوا في قائمة المالكي ألانتخابية ” دولة القانون ” ويدخل ألانتخابات في مدينته ولم يحقق النصاب ألانتخابي كما أشيع ذلك بين الذين يعملون في ألاشراف على صناديق ألانتخابات , ولكن بعد يومين ظهر أسمه فائزا وهكذا أصبح نائبا في البرلمان ولاندري ماهو الذي تغير عند المالكي ؟ أما الشخص فلايزال على ماهو عليه من السطحية وكثرة ألادعاء ؟
وهذا النموذج المشوه للدعوة ألاسلامية التي قال عنها يوما كل من صدام حسين وطارق عزيز كما أخبرني بذلك عضو قيادة قومية لحزب البعث وهو من تونس أقام في بغداد ” 15″ سنة وذلك في لقاء تلفزيوني جمعني وأياه خارج العراق قبيل سقوط صدام قال لي : أن صدام وطارق عزيز قالا لي : لم نخف ونصاب بالذعر من حزب كما أصابنا به حزب الدعوة ألاسلامية ؟
هذا الحزب صاحب التاريخ الجهادي الذي كان يقول عنه أعدائه ماقاله صدام وطارق عزيز أصبح اليوم محط سخرية المقربين من نوري المالكي من غير الدعاة كما نقل ذلك مركز أنباء شط العرب عن أحد المقربين من المالكي من الذين صعدوا بالكراسي الترجيحية هذا الشخص يقول عن دعاة حزب المالكي بأنهم ” طراطير “؟
كما نقل عن نفس الشخص سخريته وتهجمه على من يسمونه اليوم بالناطق الرسمي لحزب نوري المالكي وقد سجل ذلك عبر الفيديو .
ولمعرفة ألاسباب الحقيقية وراء أبتعاد نوري المالكي عن أعضاء حزبه في دائرة مكتب القائد العام ومكتب رئيس الوزراء وتقريبه لآشخاص لم يكن المالكي يوما يعرفهم ليثق بهم ولكن المفارقة أنه كان يعرف التاريخ السيئ لبعضهم وهم الذين أصبحوا اليوم يجلبون له وجع الرأس وفشل ألادارة وخزي العقود الصارخة بالفساد والفضيحة التي لاتغطى ؟
فبعض أعضاء حزب المالكي وجد له ملف بعد السقوط يشير الى أن الشخص المذكور كان متواطئا مع الجهاز ألامني لصدام حسين , وقام أحد أعضاء حزب المالكي الحاليين  بالتشهير بهذا الشخص والعجيب أن ألاثنين ألان هم في قائمة دولة القانون وفي مجلس النواب والمالكي يعرف ذلك ؟
وبعضهم طرد من منطقته لمفارقة أجتماعية أرتكبها فترك منطقته ولاذ بمقر حزب المالكي في مطار المثنى ؟
وبعضهم كان في قم لايعرف غير مجالس الغيبة والنميمة والكسل وبعد السقوط ترك مدينته وظل سنتين يبحث عن وظيفة في الوقف الشيعي ثم دخل قائمة المالكي وأصبح عضوا في مجلس النواب .
وبعضهم كانت الشبهات تحيط علاقته قبل السقوط وبعد السقوط تقرب من المالكي ليكون مستشارا ولما لم ينجز شيئا أكتفى بحصوله على عضوية مجلس النواب وظل خاملا .
 وبعضهم لم يكن رقما دعويا  ولا سياسيا  وعندما دخل في قائمة نوري المالكي لمجالس المحافظات وأصبح محافظا كتبت عنه الصحف تقاريرا فاضحة عن تلاعبه بالمال العام وعن سلوكه الخاص عبر حواشيه وما سببه لآهالي المنطقة التي يسكن فيها من أذى ولو كانت بحق أحد غيره ممن يحترم الرأي العام لآستقال ولو كان نوري المالكي يجيد ألادارة لطلب من المؤسسات الدستورية سحب الثقة منه ولآوعز له حسب علاقاته الحزبية أن يستقيل ؟ ولقد قال لي أحد مسؤولي المكاتب القيادية في حزب المالكي أن هذا الشخص متكبر ؟
وقال لي قيادي أخر في حزب المالكي عن أحد ألاشخاص الذين عهدت اليه شؤون محافظة من المحافظات وأصبح موضع سخرية الناس وحتى كثير من الحزبيين قال لي أن هذا الشخص محدود ؟
وأحدهم كان عضوا في ألاتحاد الوطني لطلبة العراق وهو تنظيم بعثي الى عام 1990 وعندما هرب الى أيران أصبح اليوم عضوا في المكتب السياسي لحزب نوري المالكي ؟
ومنهم من ورط نوري المالكي بفضيحة شركة فاطمة التي أدعى عليها ألف مواطن عراقي مقيم في أمريكا وسببوا حرجا للسيد نوري المالكي في زيارته ألاولى والثانية الى أمريكا ؟
ومنهم من كاد يوقع مكتب رئيس الوزراء بمشكلة كبيرة مع مسؤولي ألاحتلال ألامريكي مما أضطر السيد نوري المالكي الى تغيير مدير مكتبه دون مصارحة الرأي العام العراقي عن ذلك ؟
ومنهم من تسبب بمشاكل دبلوماسية مع بعض دول الجوار, بما لايخدم حسن الجوار العراقي .
ومنهم من تسبب بأثارة المشاكل مع ألاخوة ألاكراد بما لايخدم الوحدة الوطنية
ومنهم من كان يسب الشعب العراقي ويؤلب ألاخرين على ألانتقام منه ؟
ومنهم من يقول له أبناؤه المقيمون في أوربا : أنت عراقي أما نحن فمالنا والعراق ؟
وألان أصبحت الصورة واضحة : فحزب المالكي منهم من يموت المالكي من ذكر أسمه , ومنهم من أصبح منبوذا من قبل منطقته , ومنهم من لاذ الصمت بعد أن حصل على منصب برلماني , ومنهم من أنشغل بأهتماماته الخاصة ونسي شؤون الناس , ومنهم من راح يبني القصور الفخمة , ومنهم من تلاحقه عين ألازدراء ومنهم من لايمتلك تاريخا مشرفا , ومنهم من لايمتلك حضورا مقنعا , ومنهم من جلب اللعنة للمالكي وحزبه من خلال الفساد المالي الذي طغى على كل شيئ
لهذه ألاسباب ولغيرها راح المالكي الداخل توا لرئاسة الحكومة دون خبرة سابقة ودون مقدمات تؤهله لذلك ومايقال عن وجوده في دورة من دورات مجلس النواب الذي عصفت به المحاصصة فأذهبت بريق دستورية الحضور والمشاركة ولازالت سمة الضعف والتشرذم الى اليوم هي مما يغلب على البرلمان العراقي .
والمالكي الذي وجد نفسه في طريق شائك ملغوم بمكر ألاحتلال ومحاط بشراهة المتنافسين من مراهقي السلطة والسياسة , ومعه مجموعة من حزبه هو يعرف قبل غيره أنهم ممن لاينتصر بهم في حق ولايدافع بهم ضد باطل ؟
فألتجأ الى من يقف معه فكان خياره على مستوى القاعدة التي تقول ” أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ” لذلك جاءت صفقاته مخيبة للآمال للذين هم من حوله قبل غيرهم لسوء ما وقع به من ألاختيار المضلل وغير المقنع على كل المستويات فمثل ماكان الذين معه من أفراد حزبه ممن يزهد فيهم السامع قبل المشاهد , كان فريق عمله بعد أن أصبح رئيسا للحكومة ولاسيما في دورته الثانية مما يصدق عليهم قول الشاعر :-
بليت بأعور فأزداد همي … فكيف أذا بليت بأعورين ؟
ومثلما ظلت لعنة وزارة التجارة وفسادها تلاحق الوزير الهارب وتسبب للمالكي صداعا مستمرا أصبحت قضية البطاقة التموينية وسوء أدارتها وفساد عقود السلاح مع روسيا وربما أوكرانيا والتشيك وفضيحة الشركات الوهمية عبر التاجر اللبناني ووسيطه المقرب من المالكي هي موضع ألاقتراب من التفجير الذي لايبقي ولايذر من ملفات الفساد والمفسدين بما فيهم الذي يقول أنه نبه المالكي على فساد عقود السلاح قبل أربعين يوما وهو ممن ينطبق عليه القول على نفسها جنت براقش ؟ على طريقة يكاد المريب يقول خذوني ؟
هل المالكي وصل الى مرحلة ألافلاس من حزبه ومن الملتفين حوله وهم ممن كانوا يمقتون حزب الدعوة ألاسلامية , فهل تحولوا الى حمامة سلام عندما أصبح حزب نوري المالكي يغدق عليهم المال وألالقاب وألامتيازات وهذا شأن لايأمنه العقلاء
وهل ستكون ألانتخابات القادمة أخر محاولة أستنهاض للآحتشاد الطائفي الذي يعول كثيرا على المغفلين والمنافقين والجهلاء وبذلك تنتفي هوية الوطن ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]