23 ديسمبر، 2024 5:23 ص

لماذا أحب محمدا ﷺ ؟!(25)

لماذا أحب محمدا ﷺ ؟!(25)

الحجامة والتبرع بالدم بعصر كورونا وقبله وبعده شفاء للناس من الأمراض الجسدية والنفسية!
مع ظهور وباء كورونا المستجد (كوفيد – 19) وإثارته الرعب وقتله أو إصابته الملايين في أرجاء المعمورة لافرق في ذلك بين شعوب الدول الصناعية المتقدمة ولا شعوب الدول المتخلفة مرغما 4.4 مليار شخص للجلوس في منازلهم خوفا من العدوى وحائلا بين 500 مليون إنسان ومصادر رزقهم ما ينذر بعواقب وخيمة ،أدلى خبراء الصحة والتغذية والطب الشعبي والطب التكميلي بدلوهم للوقاية من هذا الوباء المقيت، فأطلق بعضهم وصفات علاجية تقليدية إتسمت بالعلمية والموضوعية ،فيما أطلق بعضهم الآخر وصفات وافقت الحقائق العلمية في جانب الا أنها جانبت الصواب في جوانب أخرى، بينما شرق آخرون وغربوا بلا أدنى دليل علمي ولا طبي وكانت وصفاتهم تلك أقرب الى الدجل والشعوذة وضرب الرمل منها الى العلم والطب على خطى الدجال الأشهر”ابو علي الشيباني “، وما طرح بمجمله كان يدور في فلك تقوية المناعة الجسدية كونها العنصر الفعال في مواجهة الأوبئة والأمراض ولزيادة مقاومة الجسم تجاهها ولعل من أبرز ما تم التركيز عليه في هذا الجانب هي الحجامة والتبرع بالدم “الفصد”وفي ذلك تؤكد إختصاص الطب البديل ،عائشة بوحمود،بأن “الحجامة علاج مساعد يحمي من الإصابة بكورونا وتنصح به عند انتشار الأمراض المعدية عموما شريطة أن تجرى الحجامة قبل الإصابة بالوباء أو بعد الشفاء منه ولاتنصح بها عند الاصابة لضعف المناعة الشخصية في هذه الحالة !
بدوره قال رئيس الجمعية البحرينية للحجامة،عادل إبراهيم سعد ، في تصريح لصحيفة البلاد البحرينية ،بأن ” هنالك اقبالاً شديداً على الحجامة في الفترة الأخيرة وأكثرها لمعالجة الصداع، والديسك، وتقلصات العضلات، والأعصاب، والعقم، ومشاكل البروستات عند الرجال ” ، الى ذلك اكد المختص بالعلاج بالطب التكميلي والمعالج بالحجامة الدكتور هيمن النحال في تصريح لصحيفة الاتحاد الاماراتية ،أن “الحجامة العادية، في أوقات غير الإصابة بالالتهاب الحاد ترفع من مناعة الجسم ومن نسبة كريات الدم الحمر وتساعد على رفع مناعة الجسم بصفة عامة، الا اننا نحذر من إجرائها اثناء الاصابة بكورونا اذ قد تُحدث آثارا عكسية خطيرة ليأتي كلامه موافقا لما صرحت به الاختصاصية بوحمود .
وكان السباح الاميركي مايكل فيليبس ،الحاصل على عشرات الأوسمة الأولمبية يعتمد على الحجامة بشكل كبيرلحصدها ،كذلك لاعب الجمبازالاولمبي أليكس نادور،والسباحة الأمريكية نتالي كوغلين والسباح البيلاروسي بافيل سانكوفيتش، فكلهم يمارسون الحجامة وقد برز إعتماد الرياضيين للحجامة في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو البرازيلية عام 2016 بشكل لافت حيث ظهرت آثار- الحجامة – بادية للعيان على مناطق مختلفة من أجسادهم وقد أجمع الابطال الاولمبيون على ،ان “الحجامة تعمل على تخفيف الإجهاد والآلام، وتساعدهم في التعافي من الجهود العضلية التي يبذلونها خلال التدريب والمنافسات وهي بنظرهم أفضل من حمامات الساونا والثلج والمساج !” .
نجم ريال مدريد الإسباني وهدافه من أصول جزائرية ،كريم بنزيمة، نشر أواخر العام الماضي 2019 صورة شخصية له على حسابه في انستغرام مشفوعة بصورة وهو يحتجم على يد المعالج المعروف جيفري سمادجا،ختمها بتعليق جامع مانع “لقد تعافيت” اذ ان من فوائد الحجامة عملها على مضاعفة إفراز أوكسيد النيتريك في الجسم ، وتحفيز الجهاز المناعي، وتخليص الدم من السموم المتراكمة ،ومعالجتها الفعالة للقلق والاضطراب النفسي”.
صحيح أن منظمة الصحة العالمية لم تقر أيا من العلاجات واللقاحات لمواجهة كورونا حتى الان ،الا انها أكدت على دور المناعة والنظافة الشخصية والحجر الصحي والتباعد الجسدي في الحد من المرض وسعة انتشاره ، وبما اننا تطرقنا الى النظافة في السنة النبوية المطهرة إضافة الى الحجر الصحي الوارد فيها في حلقات سابقة من هذه السلسلة المباركة ،فسنتطرق هذه المرة الى الحجامة والتبرع بالدم ،كما قال رسول الله صلى الله ﷺ : “الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم، وكيَّة نار، وأنهى أمتي عن الكي” ،وفي فضلها قال رسولنا الكريم ﷺ :” إن كان في شيء مما تداوون به خير ففي الحجامة”، وقوله ﷺ :”خير ما تداويتم به الحجامة ، والقسط البحري ، ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز” ،وقوله ﷺ”خير ما تداويتم به الحجامة”
فالحجامة سنة قولية وفعلية أمرنا بها نبينا الاكرم ﷺورغـّّب فيها حتى صارت سنة وعلاجا وفي فضلها وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، وقد أثارت النتائج العلاجية المذهلة للحجامة إهتمام الكثير من العلماء والمراكز الصحية العالمية ،وللوقوف على فوائد الحجامة وأنواعها أعيد هاهنا لقاءا مهما كنت قد أجريته سابقا مع مديرة مركز الرحمة للحجامة النسائية التخصصية السيدة هدى جلاد :

* ما هي الحجامة؟
– مديرة المركز: الحجم لغة هو الشفط والسحب ويقال حجم الصبي ثدي أمه اذا التقمه، والحجامة سنة من سنن المرسلين التي حافظوا عليها ،أما اصطلاحا فالحجامة هي تخليص الجسم من الأخلاط الضارة ولا أقول الفاسدة والأخلاط هي دم محمل بكريات الدم الحمراء المهدمة التي تجاوز عمرها التقريبي 120 يوماً وعند خروج البلازما وهي المادة الصفراء يستدل منها على نهاية الحجامة ليشعر بعدها المريض بالخفة والراحة النفسية، وتتم الحجامة بأجهزة خاصة عبارة عن جهاز يدوي ضاغط ومجموعة من الكؤوس الصغيرة تعمل على شفط الجلد الى الاعلى ليتم تشريطه بعد ذلك بشفرات خاصة معقمة لإخراج الأخلاط في حالة الحجامة الرطبة، بينما نكتفي بالشفط في الحجامة الجافة والمنزلقة والتي سنتناولها لاحقا.

* ما هي الأحاديث الشريفة التي وردت في فضل الحجامة؟
– مديرة المركز: ان الأحاديث النبوية الشريفة في فضل الحجامة وفضل التداوي بها كثيرة فقد ورد على لسان النبي ﷺ: ” إنْ كانَ في شيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أوْ لَذْعَةٍ بنارٍ تُوافِقُ الدَّاءَ، وما أُحِبُّ أنْ أكْتَوِيَ “، وقوله ﷺ” خمس من سنن المرسلين ، الحياء والحلم والحجامة والسواك والتعطر” ، فالحجامة سنة مارسها الانبياء جميعا، ولما بعث النبي ﷺ أمر بالحجامة وأقرّها وأمر بها، بل وتداوى بهذا النوع من العلاج فإحتجم لألم في ساقه، واحتجم من السم الذي وضعته له اليهودية.

* علمنا ان الحجامة أنواع عدة وليست نوعاً واحداً فهل بالإمكان اطلاعنا عليها؟
– مديرة المركز: الحجامة نوع من انواع الطب البديل وهي على ثلاثة أنواع، النوع الأول “الحجامة الرطبة” وتتضمن عمل خدوش بسيطة لإستخراج الدم وهي الحجامة التي مارسها المسلمون وتكون عقب الحجامة الجافة وفي المكان نفسه بعد نزع الكأس التي ساعدت في شفط الجلد.
أما النوع الثاني فهي الحجامة الجافة وتسمى بـ” كؤوس الهواء” وهي حجامة تستخدم لسحب التراكمات والإفرازات والدم الفاسد من غير تشريط.
أما النوع الثالث فهي “الحجامة المنزلقة “وهي شبيهة بالحجامة الجافة ولكنها تكون متحركة بعد دهن موضع الجلد بزيت الزيتون أو زيت الحبة السوداء ويتم شفط الهواء مع تحريك الكأس حول موضع الألم بطريقة المساج أو التدليك.

* ما هي المواضع التي كان الرسول ﷺ يحتجم فيها؟
– مديرة المركز: كان الرسول ﷺيحتجم في الاخدعين والكاهل، والاخدعان عرقان في جانب العنق، أما الكاهل ففي مقدمة الظهر وأعلاه، ومن خلال التجارب العملية للاحتجام في هذين الموضعين تبين انها تنفع أمراض الرأس واجزائه كالوجه والاذنين والعينين والاسنان والانف، أما الحجامة على الكاهل فانها تنفع في وجع المنكبين والحلق.

* وماذا عن الفوائد الصحية المرجوة من الحجامة؟
– مديرة المركز: توصل فريق طبي مكون من 15 طبيبا من جامعة دمشق بعد اجراء المئات من الفحوصات الطبية والمخبرية قبل وبعد الحجامة الى ان الفوائد الصحية المرجوة منها كثيرة جداً خلاصتها:
تسليك الشرايين والاوردة الدموية الدقيقة والكبيرة ، كما تعمل الحجامة على إمتصاص الاخلاط والسموم الضارة في الجسم، وتساعد على إمتصاص الأحماض الامينية الزائدة في الجسم ، وتعمل على تسليك العقد اللمفاوية وتنظيم الهرمونات وتنشيط الغدد وبخاصة الغدة النخامية وللحجامة دور كبير بتقوية المناعة في الجسم وزيادة نسبة الكورتيزون الطبيعي وتقليل نسبة البولينا .

* هل للحجامة محاذير يجب على المريض التحرز منها واجتنابها؟
– مديرة المركز: من أراد الحجامة فعليه أن يعرف محاذيرها أولا حتى لا تتفاقم الحالة المرضية لديه وهناك بعض المحاذير التي يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار، منها أن لا تتم الحجامة الا بعد التهيئة النفسية للمريض، وأن لا تتم بعد الاكل مباشرة وانما بعد ساعتين على الاقل من تناول الطعام، وفي حالة دوالي الساقين تكون الحجامة بجوار الدوالي وبحذر شديد، كما ان الحجامة لا يمكن اجراؤها الا بعد تحليل يطلب من المريض لمعرفة نسبة السكر وسيولة الدم وما سواها من الامراض التي يتم الكشف عنها خلال التحليلات المرضية، كما لا يجوز استخدام الشفرة أو المشرط إلا لمريض واحد ولمرة واحدة فقط وذلك لتجنب الاصابة بالامراض التي تنتقل عن طريق الدم كالايدز والتهاب الكبد الفايروسي ونحوهما ، ولا تجرى الحجامة للمتبرعين بالدم الا بعد مرور يومين أو ثلاثة، ولا ينصح بها لمن أجرى عملية الغسل الكلوي.

* يتساءل الكثير من القراء عن الآلية التي تتم في ضوئها عملية الحجامة؟
– مديرة المركز: هناك نظريات عديدة تحاول تفسير الالية التي تعمل بموجبها الحجامة ومنها المؤتمر الذي عقد في لندن برعاية الدكتور أحمد يونس ، خبير الحجامة عربي الاصل ،بريطاني الجنسية من دون الوصول الى نتيجة نهائية وبالامكان استعراض جانب من هذه النظريات ومنها نظرية الانعكاس اللاإرادي العصبي، ونظرية الاندروفيرون، ونظرية التوازن وانتظام وظائف الاعضاء ، فضلا عن نظرية تصحيح مسارات القوى الكهرومغناطيسية وغيرها.

* هل للحجامة أوقات معينة يفضل ان تجرى خلالها؟
– مديرة المركز: أفضل ساعات اليوم لإجراء الحجامة هي ساعات النهار الاولى وورد في الاثر ما يفيد بالحث على تحري الايام 17، 19، 21 من الأشهر القمرية لعمل الحجامة وتكره في الأوقات ما بعد الاكل كما اسلفنا وكان الامام احمد بن حنبل رحمه الله يحتجم في أي وقت يهيج عليه الدم من دون التقيد بزمن محدد.

* ما هو الفرق بين الحجامة والفصد والوخز بالابر؟
– مديرة المركز: الحجامة تشريط ونزول للدم والأخلاط وتعالج الكثير من الأمراض، أما الفصد فهو قطع الوريد لخروج الدم وتقليل نسبته كما في حالة التبرع بالدم، في حين ان الوخز بالابر هو عملية ثقب الجلد لتحسين اداء الجهاز العصبي ولا يتضمن التشريط.

* من خلال عملك الطويل في الحجامة وبمقتضى دراستك عنها في بريطانيا وتحضيرك لبحث ستقدمينه الى الجامعة الاسلامية في ماليزيا بشانها ، ما هي أبرز الحالات التي قرأت عنها أو التي كنت بتماس مباشر معها؟
– مديرة المركز: من الحالات التي اطلعت عليها، هي حالة المريض الذي كان يجد صعوبات في السمع ولمدة 14 سنة مستخدما جهاز خلف الاذن ولكن حالته تحسنت كثيراً بعد مواظبته على جلسات الحجامة بصورة دورية ما جعله يستغني عن هذا الجهاز نهائيا بفضل الله تعالى، أما الحالة الثانية فهي حالة المريض الذي عانى من ضيق التنفس ولفترة طويلة من حياته استمرت سبع سنين الاان حالته تحسنت بعد خضوعه لجلسات متكررة من الحجامة، والحالة الثالثة كانت لمريض يعاني من (الديسك) عجز الطب عن معالجته فقام بعض الحجامين بعلاجه وتحسنت حالته كثيراً بعد أن عانى من اعراض الديسك خمس سنوات متتالية، والأمثلة كثيرة لمرضى السكر والبواسير وضغط الدم والصدفية والام الظهر وطنين الأذن والشقيقة وعرق النسا والروماتيزم ممن تم علاجهم بالحجامة ولدي سجل موثق بالصور والاسماء عن كل حالة .

* كيف تقيمون أداء مراكز الحجامة عموما ، وما هي أبرز احتياجاتكم لتطويرها؟
– مديرة المركز: هناك بعض النواقص في المركز لا بد من توفرها خدمة للمرضى منها تخصيص جناح خاص للرجال ، فمركزنا كما تعلمون متخصص بحجامة النساء فقط، كما اننا بأمس الحاجة الى مختبر للتحليلات المرضية مع كادر متخصص لتشخيص الحالة بدقة ولتجنيب المريض عناء البحث عن مختبر للتحليلات لتشخيص حالته قبل اجراء الحجامة، ونتمنى على الجهات المسؤولة اضافة الى الخيرين الاسهام بافتتاح مراكز أخرى في عموم محافظاتنا الحبيبة لإحياء هذه السنة النبوية المباركة التي أهملت طويلا علاوة على اقامة الدورات والندوات التثقيفية والتعليمية لتسليط الاضواء وتثقيف المجتمع بها وبفوائدها الفسيولوجية والسايكولوجية” مضيفة ، ان “الحجامة لا ينحصر اجراؤها بعمر معين فلقد اجريت الحجامة لفتى في العاشرة من عمره وكذلك لإمرأة في السبعين وقد لاقت نجاحا ، ولا بأس من اجراء الحجامة لهم إلا ان المحتجمين من كبارالسن يجب ان يكونوا في صحة جيدة نسبة لأعمارهم “.

أما بالنسبة للتبرع بالدم وهو أحد اشكال الفصد – إخراج الدم من العروق – الوارد في السنة النبوية المطهرة ضمن – شرطة المحجم – وهو غير الحجامة تماما وفيها قال ابن القيم الجوزية ” ان الحجامة تنقي سطح البدن اكثر من الفصد ، والفصد لأعماق البدن افضل ” وكثير من الناس يخلطون بينهما خطأ ، فبحسب إدارة الغذاء والدواء والصليب الأحمر الأمريكيتين ،فإن ” التبرع بالدم ونتيجة للنقص الكبير في مخزونه داخل مصارف الدم على خلفية حظر التجوال والحجر الصحي الاجباري المفروض بسبب كورونا فإنه – أي التبرع – يفيد المريض من جهة والمتبرع من جهة أخرى على سواء ،ذاك أن الدم سينقذ حياة مريض هو بأمس الحاجة اليه اذا ما وافق صنف دم المتبرع صنف دمه ، وثانيا لآن المتبرع سيضمن زيادة كريات الدم البيض لديه لدعم جهازه المناعي ، ولأن التبرع بالدم يسهم بشكل ملحوظ في زيادة إنتاج كريات الدم الحمر والبيض فضلا على الصفائح الدموية لديه بفعل زيادة نشاط نخاع العظم ،علاوة على ان التبرع بالدم يساعد علي تقليل نسبة الحديد في الدم والاخير سبب مهم في امراض القلب والشرايين ولا يفوتنا هنا التذكير بما بات يسمى حاليا بـ “سائل الذهب” وهي البلازما المستخرجة من دماء الناجين والمتعافين من وباء كورونا بعد إصابتهم به لعلاج المرضى الذين لم يشفوا من آثار الوياء بعد ، في خطوة هي الاهم حاليا سبق استخدامها من قبل منظمة الصحة العالمية عام 2014 لعلاج ضحايا وباء الإيبولا، وانفلونزا الخنازير !
حقا أن هذا الدين الرباني العظيم وهذا النبي الكريم ﷺ لم يترك شاردة ولا واردة تهم العباد والبلاد الا وتناولها فما كان منها حسن ومفيد في الامم التي سبقت الاسلام فقد أبقى عليه وباركه ،وما كان ضارا وشريرا فقد عمل على إلغائه وإنهائه وتحريمه، مصداقا لقوله ﷺ: “إنما أنا رحمة مهداة ” ، وقوله ﷺ: “إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق” ،فتراه قد حرم الخمر والقمار وأكل لحم الخنزير وعبادة الاوثان ووأد البنات وبقية الموبقات والتقاليد البالية وكانت عرفا حسنا في الامم السالفة ،فيما أبقى على الحجامة والفصد ومحاسن الاخلاق لعظيم فائدتها، أقول ذلك للرد على من لايفتأ يردد كالببغاء بأن الحجامة والفصد كانا ضمن أساليب الطب التقليدي في الامم السالفة، ولله در البرفيسور جوزيف إدوارد إستس ، وهو قس سابق حامل لشهادة الدكتوراه في اللاهوت وقد أسلم وغير اسمه الى يوسف ، ليسلم على يديه المئات في اوربا واميركا يوم قال ” عندما اسلمت أحببت المسيح اكثر لأنني تعلمت ان اقول بعد اسلامي – عيسى عليه السلام – وأي شخص يطلب الهداية من الله فسيهديه ، لقد اسلمت زوجتي وابي ورأيت العديد من القساوسة وهم يسلمون ” ، ولله در القس السابق آرثر ميلا سنتوس الذي أسلم عام 1983 وغير اسمه الى خالد يوم قال : ” عندما قرأت القرآن أول مرة ، شعرت بصراع عنيف في أعماقي ، فثمة صوت يناديني ويحثني على اعتناق هذا الدين ، الذي يجعل علاقة الإنسان بربه علاقة مباشرة ، لا تحتاج إلى وساطات القسس ،ولا تباع فيها صكوك الغفران ” ، ولله در الدكتورة انغريد ماتسون ،أستاذة الأديان بكلية هارت فورد الاميركية ،الرئيسة السابقة لجمعية مسلمي شمال اميركا ، التي اعتنقت الاسلام بعد انهاء دراستها الجامعية وقالت “لقد التقيت اناسا لم يبنوا تماثيل أو لوحات حسِّية لإلههم، وعندما سألتهم أجابوا عن حذر الإسلام الشديد من الوثنية، ومن عبادة الأشخاص، وبأنَّ التعرف على الله أمر يسير جدًّا عن طريق التأمل في مخلوقاته” ولله در القائل:

ولدت بمولدك الفضائل كلها..فإنهارت الفحشا وزال المنكر
وتصدعت للظلم أكبر قلعة..قد كان كسرى تحتها يتبختر
أودعناكم اغاتي