22 ديسمبر، 2024 5:45 م

لماذا أحب محمدا ﷺ ؟! ( 5)

لماذا أحب محمدا ﷺ ؟! ( 5)

قال تعالى : ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ).

كنا منشغلين بضجيج الكاتب والصحفي الصهيوني ” ايدي كوهين ” بشأن زيارة مسؤولين عراقيين الى اسرائيل على حد زعمه ، وهرولة العديد من الفنانين والإعلاميين العرب للتطبيع مع الكيان الصهيوني – المسخ – وآخرهم وليس أخيرهم ، الدلوعة الكويتية – حليمة بولند – وضجيج التصريحات والتصريحات المضادة بين النافين والمثبتين،بين المؤيدين والمعارضين حيال ذلك كله في زمن التيه العربي ،إضافة الى إقامة الحفلات الغنائية في المدينة المنورة وﻷول مرة في التأريخ وتنظيم حفلات مماثلة وغير مسبوقة في “مدائن صالح ” الملعونة بنص القرآن الكريم ، حين باغتنا خبر صاعق مفاده” القبض على عصابة متخصصة بخطف الشباب عن طريق إستدراجهم بواسطة فتيات جميلات ومساومة ذويهم بالمال مقابل إطلاق سراحهم ، في إحدى كافيهات المنصور غربي العاصمة بغداد” لتضاف الحادثة الصادمة الى سلسلة طويلة من الحوادث الإجرامية المماثلة ليس أولها عصابة “ابو موس” الجنسية ، مرورا بإنتشار دور البغاء السرية والعلنية ، الملاهي الليلية ، إنتشار عصابات الجريمة المنظمة والإتجار بالبشر وأغلب ضحاياها من الفتيات واﻷطفال ، إستشراء ظاهرة ما يسمى بمراكز المساج الصيني في العراق ومعظمها واجهات للدعارة لها حسابات معروفة على مواقع التواصل ، يُشكل غياب الحياء والخوف من الجليل ، اضافة الى استسهال والتساهل مع الجنس المبتذل وسرقة جيوب الغافلين وخطف الشباب المستدرج ركائزها الثلاث ، مصداقا لقوله ﷺ لثلة من أصحابه : “بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا” ، إذ قرن النبي اﻷكرم ﷺ بما أوتي من جوامع الكلم بين اﻵفات الثلاث بحديث نبوي شريف واحد لما بينهما من علاقة وثيقة يتوالد أحدها من اﻷخر .
إنتشار ظاهرة الإبتزاز الالكتروني وباﻷخص للنساء المغرر بهن والذي فكك أسرا بأسرها وخلص الى إنتحار أو إغتيال العشرات منهن بعد نشر صور فاضحة لهن إستدعى تنظيم الندوات التوعوية الواحدة تلو اﻷخرى محليا للتحذير من مغبة الظاهرة الطارئة على مجتمعنا المحافظ الى وقت قريب جدا والقاء القبض على عصابات متخصصة بهذا النوع من الابتزاز في بغداد والبصرة ، ناهيك عن إرتفاع معدلات الطلاق في أرجاء المعمورة عموما ، والوطن العربي على وجه الخصوص بشكل لافت ، بالتزامن مع زيادة نسب الخيانات الزوجية بصورة مخيفة جدا وصلت الى 300٪ بحسب بعض الاحصاءات عالميا ، والتي أرجعها متخصصون وباحثون اجتماعيون الى إنتشار المواقع الإباحية وسهولة الوصول اليها بكبسة زر، أو بشق كلمة تكتب على محركات البحث ﻻ أكثر للاطلاع على أبشع ما أنتجه العقل البشري من إنحطاط ﻻمثيل له عبر العصور ، علاوة على المسلسلات المدبلجة التي تقدم غثاء جنسيا وفكريا رخيصا قل نظيره على مدار الساعة في عشرات المحطات الفضائية وكذلك اغاني الفيديو كليب التي باتت تعتمد على الفاضح من الإغراء أكثر من إعتمادها اللحن والكلمات والغناء، كما أسهم إنتشار وسائل الإتصال الحديثة في تسهيل مهمة الباحثين عن المتع الحسية والبصرية من دون عناء يذكر ، وانتشار ما بات يعرف بزواج “اﻷنيميشن” في اليابان و” جماع الدمى الجنسية ” والسادية ، الماسيوشية ، البيدوفيليا ( الولع الجنسي بالاطفال ) ،النكروفيليا ( جماع اﻷموات ) ، الزوفيليا ( جماع الحيوانات ) ، المثلية بشقيها ، زنا المحارم ، الجنس الإلكتروني – المتخيل – عبر غرف الدردشة، وكلها تؤشر الى حجم العقد النفسية واﻷمراض الاجتماعية والكوارث اﻷخلاقية التي تفشت في مجتمعاتنا على غير سبق مثال عن طريق الشبكة العنكبوتية بعيدا عن أعين الرقباء ومقص الرقيب ، ما أسفر عن حدوث 448 مليون حالة جديدة من أنواع العدوى المنقولة جنسياً وبالاخص (الزهري ، السيلان ، العدوى الناجمة عن المتدثّرة وداء المُشعّرات) للاعمار بين 15-49 عاماً في جميع أنحاء العالم ، علما أن هذا العدد لا يشمل حالات فايروس الأيدز ، بحسب منظمة الصحة العالمية بتقريرها المنشور في صحيفة وقائع التابعة لها رقم 110 ، وكل ذلك مصداقا لقول رسول الله ﷺ في الحديث الحسن : (لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا ، إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا) .
ظاهرة أخرى برزت حديثا بشكل لافت أﻻ وهي ظاهرة – اﻷطفال مجهولي النسب – فبحسب وزارة التضامن الوطني والأسرة الجزائري على سبيل المثال هناك أكثر من 4 آلاف طفل يولدون خارج النطاق الشرعي سنوياً ، بمايعرف بظاهرة ” الامهات العازبات ” ممن يلجأ المئات منهن الى التخلص من اطفالهن إما برميهم قرب مكبات النفايات أو عند أبواب المساجد والكنائس أو أمام مراكز الشرطة ، فيما تلجأ البقية الباقية منهن إما الى قتل اﻷطفال للتخلص من الفضيحة واما الى الإجهاض غير اﻵمن بعيدا عن اﻷنظار ،في المغرب هناك 1400 عملية إجهاض سري تجري يوميا ماجعل المغرب تحتل المرتبة اﻷولى عربيا والثامنة عالميا بالإجهاض تليها تونس ،اميركا تسجل مليون حالة اجهاض سنويا ، اما عن حالات الاجهاض عالميا وبحسب منظمة الصحة العالمية فتبلغ 25 مليون حالة سنويا،في الصبن لوحدها تم تسجيل 330 مليون عملية إجهاض بين عامي 1971 و2010، نتيجة تحديد النسل وما يسمى بتنظيم اﻷسرة وسياسة الطفل الواحد ، وفي هذا قال الصادق المصدوق ﷺ الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى : ” لا تزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا، فإذا فشا فيهم ولد الزنا , فيوشك أن يعمهم الله بعقاب ” ، وقال ﷺ في حديث ثان ” ما ظهر الربا والزنا في قوم إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله – عز وجل – ” ، وقال ﷺفي حديث ثالث حين سئل عن أي الذنب عند الله أكبر ؟ : ” أن تجعل لله نداً وهو خلقك ، وأن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك ، وأن تزاني بحليلة جارك” .
ولو إطلعت على حمى الجنس لهالتك النتائج واﻷرقام فعدد المواقع الجنسية على اﻷنترنت تبلغ 22 مليون موقع ، إيرادات شركة (…) الاباحية لوحدها تبلغ 500 مليون دولار سنويا ، يزور صفحاتها نحو 450 مليون شخص شهرياً ، صناعة الإباحية تدر على صناعها مايقرب من 97 مليار دولار سنويا ، 3 مليارات دولار منها فقط لدعارة الاطفال ، نسبة المشاهدة لموقع اباحي واحد بلغت 4,599 مليارات ساعة ، الاحصاءات الاخيرة تكشف عن أكثر من 28 ألف متصفح للمواقع الاباحية كل ثانية ، وتكشف أيضا ان الولايات المتحدة تنتج فيلما خلاعيا جديدا كل 39 دقيقة!!
وحل ذلك كله إنما يبدأ بغض البصر عن المحرمات أولا : (قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ).

وﻻشك ان النتيجة المأساوية لذلكم الطوفان الجنسي المقزز أن منظمة الصحة العالمية بتقريرها الذي نشر، في 30 تشرين الثاني 2017، بمناسبة يوم الإيدز العالمي كشف ،ان ” عدد المصابين بالايدز يبلغ زهاء 37 مليون شخص في العالم ” بينهم وبحسب المعلن من الاحصاءات المحلية بشأن المسجلين رسميا في العراق بمرض نقص المناعة البشري 241 مصابا ، منهم 38 مصاباً في كردستان ، ولقد شهد العام 2015 لوحده تسجيل 1.2 مليون إصابة جديدة بالفايروس ووفاة 1.1 مليون انسان في نفس العام من جراء الإصابة بعلل ناجمة عن فايروس العوز المناعي .
ونتيجة لتلك الحمى الغرائزية غير المنضبطة ما نشره تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) حيت لفت الى، أن هناك 15 مليون فتاة على الأقل تتراوح أعمارهن بين 15 – 19 عاما قد تم إجبارهن على ممارسة أعمال جنسية ضد إرادتهن في جميع أنحاء العالم مستندة الى بيانات جمعت بين عامي 2005- 2016 من 50 بلدا!!
وصلى الله على محمد القائل للحد من كل ذلك السيل الجارف : ” من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة “، بمعنى صون الفرج واللسان عن الحرام .
لوثة الجنس الحرام تلك دفعت بابا الفاتيكان فرانسيس عام 2017 الى الافصاح عن متابعة الفاتيكان لنحو 2000 قضية تحرش جنسي بالأطفال بعد فضيحة مدوية للتحرش بـ 1000 طفل من قبل رهبان بولاية بنسلفانيا لوحدها ، اقال البابا على اثرها اثنين من كبار مستشاريه الاول الأسقف الأسترالي جورج بيل، والثاني الاسقف الشيلي فرنسيسكو ، واضطر البابا كذلك الى الإعتراف ، بأن ” فضائح الانتهاكات الجنسية الممارسة ضد الأطفال قد أضعفت الكنيسة الكاثوليكية” اما في المانيا فقد نشرت مجلة “دير شبيغل”قضايا اعتداءات جنسية مارسها 1670 رجل دين كاثوليكي بلغ عدد ضحاياها 3677 طفلا ، بدوره كشف (معهد جون جاي) عن تعرض 10 آلاف و667 طفلاً للتحرش الجنسي على يد 4 آلاف راهب كاثوليكي، بينما اعلنت السلطات الأيرلندية عام 2017 العثور على بقايا رفات رضع واطفال تتراوح اعمارهم بين 35 أسبوعا وثلاث سنوات داخل خزان للصرف الصحي في منزل سابق تديره راهبات، يعتقد انه يضم ما يقرب من 800 رفات ﻷطفال تم التخلص منهم لنساء عازبات !!
منظمة الصحة العالمية ولتجنب كل ذلك فضلا عن الامراض الجنسية نصحت بالاتي : إن أنجع طريقة لتجنّب اكتساب أحد أنواع العدوى المنقولة جنسياً أو تجنّب نقلها هي الاقتصار على ممارسة ذلك الاتصال ضمن علاقة طويلة الأجل مع قرين لا يحمل أيّ نوع من أنواع العدوى ويكون فيها الطرفان مخلصين لبعضهما البعض فيما يخص العلاقات الجنسية ” بمعنى انها تريد ان تقول – الزواج – هو الحل ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل : ” يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ”، وقوله صلى الله عليه وسلم ” إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ “، وقوله صلى الله عليه وسلم ” تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم” ولتشجيع الزواج وتيسيره وللتخفيف عن كاهل الشباب قال صلى الله عليه وسلم ” ” إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها “.
ولله در القائل :
(محمّدٌ) قُلْتُ فاخْضرّت رُبى لُغتي ..وسالَ نَهْرُ فُراتٌ في بواديها
فكيفَ يجْدِبُ حَرْفٌ أنْتَ مُلهِمُهُ ..وكيفَ تظمأ روحٌ أنتَ ساقيها
اودعناكم اغاتي