18 ديسمبر، 2024 10:51 م

لماذا أحب محمدا ﷺ ؟! (17)

لماذا أحب محمدا ﷺ ؟! (17)

قال تعالى :”إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ”.
داووا مرضاكم بالصدقة..أهزموا كورونا بالتراحم!
مؤكد أن أضرار وباء كورونا المستجد لن تقتصرعلى الجوانب الصحية فحسب بل إن أضراره الاقتصادية تكاد تكون أكبر بكثير،فبعد الخسائر الجسيمة التي ألحقها”كوفيد – 19″بالمؤسسات السياحية والثقافية والتعليمية والرياضية والمصانع وشركات الطيران وصناعة النفط والغاز بات يهدد الكادحين والأجراء اليوميين في قوتهم وأرزاقهم بقوة،فبحسب منظمة العمل الدولية،فإن كورونا -أفندي- سيؤدي إلى فقدان 25 مليون إنسان لوظائفهم،إضافة الى تخفيض ساعات العمل وأعداد العمال ومعدلات الأجور والتضييق الكلي على أصحاب المهن الحرة بسبب الحجر الصحي وحظر التجوال وإنصراف المتبضعين عموما عن شراء الكماليات والتركيز على الضروريات وإشهار مئات الشركات الصغرى والوسطى إفلاسها وتسريح منتسبيها الأمر الذي سيفرز لنا قوافل جديدة من العاطلين فضلا عن الفقراء والمساكين ما يتطلب تدخلا حكوميا فوريا لدعم الاقتصاد المحلي وزيادة المساعدات الإجتماعية وإلغاء أو تخفيض أو تأجيل إستحصال الضرائب والديون أو على الأقل إلغاء فوائدها الربوية والإكتفاء بإستحصال أصل الديون من دون فوائدها المجحفة لمن تورطوا بالسلف والقروض الربوية المحرمة،علاوة على دعم القطاع الخاص وتحفيز الاقتصاد وبغير ذلك فإن البطالة ستصل الى مستويات لا تحمد عقباها مع ما يكتنفها من مشاكل أمنية وإجتماعية لا تحصى تتمثل بالسرقة،الانتحار،الطلاق،الاختلاس،قطع الطريق،النشل،الغش الصناعي، معاقرة الخمور،إدمان المخدرات،الاكتئاب، تزوير العملة، التهريب ونحو ذلك من موبقات نحن في غنى عن الوقوع في شراكها كليا ،والأهم من ذلك هو تشجيع التكافل الاجتماعي بكل أشكاله وصوره وإخراج الزكاة ودفع الصدقات ومنح القروض الحسنة لحين ميسرة،وإطلاق البرامج الانسانية نحو”السلال الغذائية ،المطابخ الشعبية المجانية، توزيع الملابس، الصيدليات والعيادات الخيرية وما شابه ” ومن المشاريع التي لفتت إنتباهي في ذلك والتي أطلقت في كركوك الحبيبة “مشروع سلة الحجر الطبي الغذائية “المخصصة لعوائل الأيتام والأرامل والمطلقات والمعوزين،ومن المشاريع الرائعة كذلك مشروع بناء مستشفيين كرفانيين بسعة 100 سرير مخصصين للعزل الصحي في كل من الانبار وبغداد بتبرعات أبناء المنطقة الغربية وما ذلك بغريب عنهم فهم أهل الشيمة والمضايف والغيرة والكرم ،ومن المشاريع المهمة تحويل كامل نفقات “مجالس العزاء”التي درج العراقيون على إقامتها للتعزية في موتاهم عرفا للمجالات الخيرية كما حدث في البصرة الفيحاء وبعض المحافظات الجنوبية كل ذلك للخروج من “المحنة”وتحويلها الى “منحة “والله يضاعف لمن يشاء وما نقص مال من صدقة ،ولاعجب أن ذكرت الزكاة مقرونة بالصلاة في القرآن الكريم في 28 موضعا، فيما جاءت الزكاة والصدقة في السنة النبوية المطهرة بصيغ مختلفة لتناسب كل زمان ومكان عشرات المرات وكان سلفنا الصالح يعرض الزكاة والصدقة في كتب الفقه عقب الصلاة مباشرة لما لهما من فضائل جليلة منها أنها تزكي أخلاق المسلم وفي ذلك قال تعالى:”خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها” ومنها أنها تسد حاجة الفقراء والمساكين وتسد رمقهم وتغنيهم عن الاستدانة وذل السؤال، وتبعدهم عن الكسب الحرام،ناهيك عن كون الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمس بعد الشهادتين والصلاة المفروضة،ومن أشهر الأحاديث النبوية في فضل الصدقة الجارية قوله ﷺ: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثٍ :صدقة جارية،أو علم ينتفع به،أو ولد صالح يدعو له “،وحديث السبعة الذين يظلّهم الله في ظلّهِ يوم لا ظلّ إلا ظلّه وبينهم “ورجل تصدق بصدقه فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه” وقوله ﷺ”يا أيها الناس: أفشوا السلام،وأطعموا الطعام،وصِلُوا الأرحام،وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”،وقوله ﷺ: “أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا،وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما “،وقول النَّبِيُّ ﷺ:” السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ،أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ”، وقوله ﷺ” قال الله : أَنْفِق يا ابن آدم أُنْفِق عليك ” وقوله ﷺ” داووا مرضاكم بالصدقة “.
والحق يقال أن النص الشريف الأخير بزمن الكورونا في غاية الروعة وأذيع سرا بأنني لم أفهم معنى هذا النص كما اليوم ودرجته درجة – الحسن – جاء في سياق حديث أطول من الأحاديث المرسلة،وأنا على إطلاع عليه منذ حقبة التسعينات – أيام الحصار الاميركي الغاشم – ولي مع آثاره المذهلة ذكريات لعل واحدة منها أن أحدهم علق كامل النص في ورقة A3 على جدار جامع مرجان الاثري الكبير وسط بغداد والنتيجة وبعد مرور أربعة أشهر تقريبا تم بناء مسجد آخر صغيرعلى بعد 600متر منه وكتب بانيه نص الحديث الذي قرأه في الجامع الأول وتأثر به كثيرا وربما كان دافعا له لبنائه ،على جدار المسجد الداخلي الثاني ووضعه في إطار كبير محفور في الجدار تيمنا به ،وصرت اليوم أتلمس في الحديث عمليا وروحيا كيف أن صدقتك لعلاج وعزل مصاب للوقاية من هذا الوباء هو في نهاية المطاف سيصب حتما في علاجك ووقايتك انت شخصيا وجميع أفراد أسرتك بل وكل أبناء منطقتك ومدينتك من كوفيد – 19 وأشباهه ونظائره من الجائحات الوبائية المعدية،لأن كل مريض بكورونا ينقل العدوى الى خمسة أشخاص على الأقل وبالتالي فإن مداواة عموم أو بعض المصابين بالوباء هو وقاية لأنفسكم وأهليكم ومدنكم وبلادكم في نهاية الأمر وكل ذلك بفعل الصدقة وعظيم أثرها ماديا ومعنويا .
كامل النص :”حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع “وكما قلت سلفا بأنه من المراسيل بإستثناء”داووا مرضاكم بالصدقة “فإنها بدرجة الحسن،ومعنى النص بالإجماع والإجمال صحيح وموافق للكتاب والسنة المطهرة ومن مقاصد الشريعة الغراء لحفظ الضرورات الخمس ” الدين ،النفس،العقل ،العرض ،المال”،ومعناه كما ورد في كتب الاقدمين،أن “صدقتك على المريض إضافة الى مد يد العون له طبيا وماديا فإنها تجسد معاني التكافل والتواصل والتراحم ودعاء كل منكما للآخر بظهر الغيب،زيادة على أنه تفعيل لسنة عيادة المرضى وهذه بحد ذاتها صدقة،علاوة على إدخال السرورعلى قلب المريض وأهله ،الشد من أزره وأزرهم ،تقوية عزيمته وعزائمهم ،رفع همته وهممهم ، وهذا بحد ذاته علاج له كما في عرف اليوم الطبي لكونه يزيد من مناعته وزيادة المناعة علاج كما تعلمون لجل الاوبئة والامراض !
اليوم الكرة الارضية تشهد نهاية الرأسمالية ولعل واحدة من فوائد كورونا انه سيعيد العمل الخيري والانساني في العالم كله الى الواجهة وسيحييه على غير سبق مثال وانا أتابع عن كثب انهيار الرأسمالية وبدء عصر الخيريات والانسانيات على مستوى العالم ، اوربا واميركا تشهدان حاليا انهيارا اقتصاديا غير مسبوق سيدفع البشرية الى إعتماد العمل الخيري والاغاثي التكافلي غير المؤدلج لإنقاذ البشرية بداية ،ثم ما يلبث أن – يؤدلج – تدريجيا والغلبة ستكون للاكثر عطاءا وللأغزر إغاثة وللأوفر انسانية وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .
ولاشك أن وباء كورونا هذا قد وضع الجميع على المحك في محاولة لتصحيح الافكار وتغيير المسار وبناء عليه أقترح على كل من يشرع ببناء مسجد مستقبلا أن يشيد الى يمينه مدرسة وعن يساره مستوصف صحي على أن يسلم الجامع للأوقاف، المدرسة للتربية،المستوصف للصحة وبهذه الخطوة الجديدة – القديمة سننهي الجدل القائم بشأن بناء عدد من المساجد في ناحية أو قضاء وليس فيهما مدرسة ولا مستشفى ولا مستوصف واحد،وشعارنا في ذلك كله”نبني المساجد لطب القلوب والمدارس لطب العقول والمستوصفات لطب الأبدان “وأجر كل واحد منها لايعلم به الا الله تعالى .
– وأقترح على أصحاب المولدات الأهلية التنازل عن تكاليف التجهيز بالطاقة للشهر الجاري أو تخفيض ثمن الأمبير الواحد الى الحد الأدنى – 5000الاف دينار- نتيجة للظروف الطارئة التي تمر بها البلاد وفقدان الكثير من المواطنين مصادر رزقهم بسبب الحظر والحجر.
-كما أقترح على أصحاب أفران الخبز والصمون تخصيص بعض إنتاجهم لتوزيعه بين المحتاجين والمعسرين بالمجان .
– وأقترح على أصحاب المذاخر والصيدليات تخصيص جانب من أدويتهم وبالأخص تلك المخصصة لأصحاب الأمراض المزمنة فضلا عن توزيع المعقمات والكمامات والقفازات مجانا بين المتعففين والعاطلين والنازحين .
– وأقترح على أصحاب الأملاك إما تخفيض الإيجارات أو التنازل عنها لهذا الشهر والذي بعده وهنيئا لك يافاعل الخير .
#ياأصحاب_المولدات_خفضوا_ثمن_الأمبيرات
#ياأصحاب_الصيدليات_خفضوا_أسعار_أدويتكم
#ياأصحاب_العقارات_خفضوا_إيجاركم
#ياتجار_لا _تحتكروا
#حولوا_تكاليف_مجالس_العزاء_للفقراء
اودعناكم اغاتي