23 ديسمبر، 2024 6:59 ص

لماذا….؟ ومن المستفيد؟

لماذا….؟ ومن المستفيد؟

بلغ الجيش العراقي عظيم قوته من حيث العدد والعدة نهاية السبعينيات وبداية الثمانينات من القرن الماضي .ولكنه بعد أن زُجَ بحروب عبثية أُرهق, ونُزِعَتْ هيبته, واُهدِرَت كرامته ,حينما تحول الأهتمام للحرس الجمهوري ,ومُيِّز على الجيش. فأصبح الجيش مترهلاً بالعدد ضعيفاً بالعدة . فعند أول المعارك في 1991 هرب ضباطه وجنوده. وذهبوا لبيوتهم لعدم إيمانهم بالقضية ,وعدم ثقتهم بالقيادة, لأعتقادهم بأن هذه الحرب ,وما سبقها من حروب, لم تكن لصالح الشعب .بل هي تورط وإنسياق من قائد مغرمٌ بالعظمة همه مجده الشخصي مدفوعاً بحقد طائفي .غذته دول جوارٍ. تنفذ أجندة خارجية دولية ,هدفها تفتيت قوة العرب والمسلمين وسحق جيوشها, بعد أن تزرع بينها العداوة والبغضاء. وتورطها بحروب .فتأكل نارها حطبها. والضحية الشعوب ,وهكذا طُحِنَ ومُزِّقَ جيشا العراق وإيران. وإستنزفت ثروتا البلدين وأُخِّرت التنمية. وتعطلت عجلة الأقتصاد والعلوم والمعرفة .كل هذا ما كان يحصل لو إن القيادات كانت بمستوى المسؤولية ولم تقع في فخ الأسقاط والولوج في حرب لم يجنيا منها سوى الدمار والهلكة.وكان من الممكن التفاهم بالحوار السلمي.

يتكرر اليوم المشهد في العراق بعد التغيير في 2003 حيث لم يتعظْ الساسة مما جرى فخُدِعوا ومضوا بالطريق المرسوم لهم. الطريق المُلَغِّم بالطائفية والعنصرية. فتورطوا بعملية سياسية متعثرة شائكة غير واضحة المعالم. بُنيت على المحاصصة, وما سُمِّيَ بالموازنة بين المكونات .مصطلح ظاهره جميل. وباطنه قاتل ممزق. يدفع في كل جزء منه وفي كل مفصل الى مشاكل ونزاع, وربما الى قتال .فكتبوا دستوراً في بعض أجزائه رقيٌّ وجمالٌّ. وتراه من أجود دساتير العالم. ولكن في أجزاء أخرى تراه مُبْهماً متعدد التفسيرات مثيراً للفتن.فكان ماكان وضاع العراق. والأمل ضعيف بعودته الى ماكان عليه.ولا أريد أن أطيل فواقع جيشنا معروف, بعد أحداث الموصل وتكريت والأنبار وكركوك. وكيف إن قوات البيشمركة والبرزاني يمنعون أي قوة عراقية, سواء كانت جيشاً أو شرطة أو حشد شعبي من دخول كركوك العراقية المتعددة القوميات والأديان. والحكومة المركزية صامته.وأصبحت كردستان هي المركز وكل العراق خاضع لها.إنه لونٌ إستعماريٌّ جديد.والكرود مَنْ يتحكم بكل الشأن العراقي بتعالٍ وغطرسة وإذلال.

هناك ترابط واضح بين ما جرى في ساحات الأعتصام في الأنبار وعدم الأستجابة للمطالب, المحقة بعضها, وبين ما جرى في تكريت وسبايكر والموصل وديالى والأنبار اليوم, والأصرار على عدم المصالحة الحقيقية بالركون للقانون والقضاء بشأن المساءلة والعدالة .هذا الترابط يصب في مخطط تدمير بلداننا وتحطيم جيوشها, بزجها بحروب داخلية وإقليمية .أما آن الأوان لساستنا أن يتنبهوا له؟ أم إنهم جزء منه؟؟؟؟؟إنَّ مَنْ خطط لتدمير وحل الجيش العراقي يعلم كم هو الوقت المطلوب لبناء جيش جديد. ومن يبنيه؟ وكيف؟ وما أسلحته ومن يدربه؟.لذا تمَّ إنهاء جيشنا لتخلوا الساحة لتفيذ المخطط.

وعندما نستعرض ما يجري في سوريا وإستنزاف جيشها العربي وتورطه بحرب أهلية طالت أكثر من 4 سنين حرقت الأخضر واليابس ودمرت سوريا الجميلة .والسبب تعنت القيادات

السورية الحكومية منها والمعارضة وتمنعها من إجراء حوار متحضر إنساني. ليقرر الشعب السوري الشقيق مصيره.والمتتبع يرى ألا أمل بعودة سوريا الى ماكانت عليه.إلا بقدرة قادر.

وأما ليبيا فلقد بدأ البهلوان القذافي بتمزييق جيشه وحوله الى تنظيمات تابعة له تهتف بإسمه لا غير .وكل همه نزواته وصرعاته المجنونة التي يبتكرها عقله المتخلف.

وجاء الدور على مصر الشقيقة لضرب جيشها من داخل مصر بيد عصابات الأخوان المسلمين صنيعة وزارة المستعمرات البريطانية.فمَنْ وراء الأرهابيين في سيناء؟ ومن يهاجم قوات الأمن المصرية ويقتل الأبرياء؟ .مَنْ الذي يريد أن يشغل جيش مصر العربية ويضعفه؟ ولكن دهاء وحكمة ووطنية القيادات العسكرية المصرية فوتت الفرصة على هؤلاء وتنبهت لما هو مخطط فأحبطته .فلم تعد الأمور خافية.

جيشُ اليمن لم يعد له وجود فعلي ولم يبقَ له إلا إسمه؟ فالسلطة للقبائل وكأننا في زمن الجاهلية.

جيوش مُزِّقت وحُلِت جيوشٌ أخرى. ولم تمسْ جيوش لأنها في الضفة الأخرى.فلم تمس جيوش السعودية وقطر والأمارات والبحرين والكويت.وجيوش أخرى أُهملتْ لأنها لا يُحسب لها حساب لأنها بعيدة كل البعد عن القضية ولا تشكل خطراً على إسرائيل وقوى الأستكبار العالمي.

فمن يا ترى يسعى ويخطط ويمول ويدفع لتمزيق هذه الجيوش الوطنية ولمصلحة من؟؟

لماذا نُقلت الحرب من أفغانستان الى العراق وسوريا ومصر والشرق الأوسط؟ومن سهل لداعش السيطرة على حقول النفط في سوريا والعراق وليبيا؟وكيف إستولت داعش على أسلحة ضخمة للجيش العراقي في الموصل؟فإمتلكت المال والسلاح.

إنها قوى الأستكبار العالمي وصنيعتها إسرائيل.

لقد قال إبن غوريون للأسرائيليين : لن تنفعنا القنبلة الذرية لأن غبارها سيعود علينا. ولكن بجوارنا ثلاث دول عربية تمتلك جيوش يحسب لها حساب هي مصروسوريا والعراق , وسننجوا عندما نسحق ونفتت جيوشها.

ولكن مِنْ اليد العربية التي تساهم وتنفذ ؟لقد بدأ الجمهور يشخصهم؟ فأقول لهم الحذر الحذر من غضبة الشعب.