23 ديسمبر، 2024 4:20 م

لماذااات

لماذااات

تابَعنا وإطّلعنا مؤخرا على الكثير الكثيرِ من الأحداث , ومن بينِ ما قرأنا وقارنّا واندهشنا , انّ هنالك عدد من الحوادث والأحداث المستحدثة الغير مسبوقة بأحاديث التعليق والتفكيك , والتي تستحقّ عددا من ” اللماذات ” , انما لا ادري ايّاً من هذهنَّ ” اللماذات ” اَولى من غيرها في اسبقية التناول من ” لماذاتٍ ” اخريات , ولذلك سنلتقط منها الأقرب الى العراق الذي يعجُّ ويضجُّ بمئةِ ماذا ولماذا وما هذا …
اللماذا الأولى في هذا الشأن , هي أنّ مجلس الأمن تبنّى وتولّى والتزمَ صمتاً مُدوّياً مفتعلاً حين دخلَت قوات البشمركة الكردية محافظة كركوك ومنشآت وحقول النفط فيها وبسرعةٍ كادت ان تصل الى سرعة الصوت , في ذات اللحظات التي خرجت مدينة الموصل عن سيطرة الحكومة , على ايدي الفصائل المسلحة وداعش , وإذ لمْ يُلفت ذلك نظر واشنطن وباريس ولندن   > الأعضاء الدائميين في مجلس الأمن   <  , فأنّ روسيا والصين قد شاركتا في عزفِ سمفونية الصمت تجاه الأحتلال الكردي لكركوك ونفطها , وهما ” روسيا والصين ” يُعتبر     ان حليفتان او قريبتان لأيران اوّلاً , و حكومة المالكي ضمنيّاً , وكلاهما من المفترض ان   يكونا بالضد من من السياسة التوسعية الكردية , كلّ ذلك جرى بينما انّ مجلس الأمن هذا قد اصدر قبل ايامٍ قلائل بياناً طالبَ فيه الحوثيين بالخروج من مدينة ” عمران ” اليمنية التي احتلّوها مؤخرا , والحوثيّون هم مواطنون يمنيون معارضون من نفس القومية العربية , ويتحدثون   ذات اللهجة , وهم من فصيلة الدم الوطني اليمني , وهذا هو مجلس الأمن و    مواقفه , يصمت حين يُرادُ له ان ينطق , والعكسُ بالعكسِ , .! فهل هذه ” اللماذا ” من       صنف   ال THE VAGUENESS DUPLICITY- الأزدواجية الضبابية .!
 ثاني ” اللماذاتِ ” المجسّمه هي : ففي بلدٍ ممزّقٍ بالمخالبِ والأنياب كالعراق , وتنهشه الميليشيات والأرهاب , وصارت التفجيرات والحرائق نهجاً حياتيّا لمجتمعه , ولا بوسع ايّة حكومةٍ جاء افرادها او اعضاؤها لهذا البلد – بعد الإحتلال – أن توقِف منهجيّة القتل ” بالجملةِ وليس بالمفرد ” , وهو بلدٌ شاءت الأقدار والأفكااار بحرمانه من مستلزماته الحياتيه , فعلى ماذا يتنافسون ويتشبثون ليفرضوا انفسهم على زعامته وقيادته .!! , وأيّ فخرٍ لترؤس التمزيق والأغتيالات , فَمَنْ هم آلاتُ الشطرنج : هل الشعب ؟ أم قياداته ؟ او كليهما ..!
والى ذلك , فَلَمٍ يصادفنا , ولمْ يصدِمنا خبرٌ او بيانٌ او اعلانٌ عن موقفٍ يحملُ إسمَ جمهورية العراق تجاه العدوان البربري الذي تشنّه اسرائيل على اشقّائنا الفلسطنيين في غزّه , وكانّهم ليسوا بعرب او كأننا لسنا بعربٍ , ثمّ انّ معظم الدول العربية قد قدّمت مساعداتٍ مالية للأشقّاء الفلسطينيين في غزّه , فهل الصراع على السلطة قد تسبّب بحالةِ نسيانٍ او تناسٍ لأنتماءاتنا العربيه , او انّ ذلك هو ممّا مطلوبٌ ربّما .!
 ثالثا : نشهد اليوم , ومنذ اسابيعٍٍ ما يكاد يشابه حلبة صراع مخفٍ على السلطة , ولا يظهر ممّا هو مخفٍ منه إلاّ ما يُطلق عليه جزافا بالديمقراطية او اللعبة السياسية وما يُرادفها ب : – العمليةِ السياسية – , وسواءً كانَ مَنْ كان ” من هؤلاء ” ليمتطي السلطة , فهنالك قولٌ مأثورٌ ومٌوَثّق لدولة نوري المالكي , وهو القول الوحيد , وفحواهُ الحرفيّه < أنّ الإرهاب يُمارَسْ بأسلحة الدولة , وبسيارات الدولة , وبهويات الدولة > , وبغية تفكيكِ هذا النصّ فلا بدّ أن نسأل ما معروفةٌ إجابته مسبقا :- مَنْ هي الدولة ؟ والأجابةُ التلقائيةُ الوحيدة  هي : الأحزاب النافذة التي تتقاسم نفوذها في السلطة , ثمّ : ودونما إتّهامٍ لجهةٍ مُعيّنة او لحزبٍ محدد ,  فستبقى المفخخات وكواتم الصوت ومشتقاتهما تطاردنا اينما وحيثما كنّا , ومع احتمالات التوسع في استخداماتها نوعيا وكميا , وكذلك الأمر بالنسبة للكهرباء التي اضحت من الطلاسم السياسية , فكلما ازدادت التخصيصات المالية المليارية لمعالجتها , كلّما ازداد انقطاعها , وهنالك شبه اجماع لدى المواطنين بأن لو بقِيَ وضع الكهرباء كما كانت عليه قبل الغزو الأمريكي لكانت افضل مما عليه الآن .. إذن فلا من دواعٍ لفضولنا السياسي والإعلامي لمحاولة التعرّف المسبق على مَن سيمتطون السلطة في البلد , فلنتدبّر حالنا قبل ان نغدو شهداء العملية السياسية ..!