لاتخلو نشرة أخبار أو تقرير صحفي أو تحليل سياسي في قناة او إذاعة أو صحيفة عربية أو عراقية، من غمز ولمز للمواقف سيئة الصيت والأعمال العدوانية للسياسات الإيرانية، تجاه العراق والعروبة والإسلام.. وهو ما يعج به الإعلام الغربي على اختلاف وسائله ومرجعياته اتباعاً لإعلامنا الذكيّ.. ونتساءل مؤدلَجين وأبرياء من الأدلجة، ألهذه الدرجة تتلاعب إيران بمصير عوالمنا وتنتهكنا؟ ثم نتساءل: ألهذه الدرجة يرتفع مؤشر سطوة إيران وهيمنتها؟ ثم بعد كل ذلك نتساءل عن أنفسنا: في أية مهلكة من الضعف والانهيار وقعنا، ونحن نربو على العشرين دولة عربية أبية صامدة، وعدد يعلمه الله من الدول الإسلامية الغيورة على الله ومؤسساته، وأكثر من هذا العدد وذاك من دول العالم الحرة الديمقراطية المنهارة تحت صفعات الشر الإيرانية!!
فمنذ أن سقطت إمبراطورية بهلوي الحرة، التي وقفت ضد المخططات الإمبريالية في الشرق الأوسط، وكانت جداراً عتيداً أمام التوسع الإسرائيلي.. لم تهدأ لأحرار العرب جارحة.. فأخرجوا الدفاتر القديمة والجديدة .. بل الدفاتر المستقبلية التي لم تكتب بعد.. لإثارة الوعي والفكر تجاه العدو المتغطرس، وتنبيه العرب المساكين لما تحوكه لهم إيران في الخفاء المعلن.. فنظام الملالي كان أول دولة إسلامية اعترفت بإسرائيل.. بل سلموا لليهود مفاتيح القدس.. في الوقت الذي كانت دول الخليج تقاوم الصهاينة في جنوب لبنان وفي نهر الأردن وهضبة الجولان فضلاً عن سيناء.. ولهذا نجد العلاقات الدبلوماسية الحميمة العلنية بين كيان إسرائيل وإيران في شهر عسل دائم.. كما نجد علم النجمة الخماسية يشق سماء طهران عنوة.. ليعلن للعالم ان الإيرانيين عصريين يقبلون بالواقع كما هو .. ولا يفكرون بأحلام العرب التي تقفز لتحرير الأرض المغتصبة! وهم خلاف كل الدول العربية والإسلامية ألغوا مصطلحات التحرير والمقاومة والممانعة من قواميسهم اللغوية، واستبدلوا بها مصطلحات أكثر عصرية، وأقرب لروح الديمقراطية بدءً بالتطبيع وانتهاءً بالاتفاقيات العلنية التي لا تعرف الخجل!!
وآه يا إيران!! إيران التي أسهمت بشكل مباشر في إلغاء القطبية… ليسير العالم كله تحت رايات الديمقراطيات العربية المظفرة الخفّاقة… التي لا تحركها آلة الإعلام ولا يعتورها الباطل من بين يديها و لا من خلفها. وإيران التي هاجمت الروس من جنوبهم، فألغت سنوات اللاتوازن من الحرب الباردة جداً… والتي أثمرت للعالم في السنوات الأخيرة فصار للعالم حاكم عادل واحد بدل التشتت والتشرذم الذي ولّى إلى غير رجعة.
ومن إيران دخل الأمريكان، ومن قواعد عسكرية في طهران، صالت وجالت الطائرات الأممية الأمريكية، لتسحق الشعب العراقي الظالم.. وتجتاح أرضه الغاشمة.. وإيران تغذي إرهاب القاعدة، وتمنحه شرعية دينية، وإيران تفسح سماءها للغربان، وتفتح حدودها للديدان لتخترق الجسد العربي، فالذبح شريعته إيرانية، والتكفير فتاواه إيرانية، والمفخخات صناعتها إيرانية… لذا صارت مستشفياتنا وشوارعنا وأسواقنا وأماكننا المقدسة.. ساحة تدريب صالحة لتجريب صناعات الإرهاب، ومنتجات الجهالة السوداء.. ظلاميون هم الإيرانيون بكل معنى الكلمة.. لذا كنا وما نزال نخشى من احتمالية تقدم الخطوات النووية الإيرانية الشريرة لتصنيع القنبلة المدمرة!! مع التنويه إلى أن الترسانة الإسرائيلية لاتهمنا كثيراً، فإسرائيل مغلولة اليد بفضل الذراع الخليجية الباطشة التي تكبل تحركات إسرائيل.. وترسانة إسرائيل كما هو معلوم ذخيرة سلمية أوجدها الصهاينة لخدمة العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
وآآآآه يا إيران.. تفسدين عقول الشبيبة العربية والإسلامية بكل مسفٍ من الفن، لذا تحسنين اختيار الدراما العابثة من قصص العاهرات والخونة وتبثينها عبر مئات القنوات الفضائية التي تدخل بيوت العفاف والطهارة، لتلوث قلوب الصغار وتغسل عقول الكبار، بكل سئ من القول والفعل، وتبتدع أنساق البدع الاجتماعية بين عوائلنا وتفشيها.. فلم تكتف بالدراما المكسيكية والبرازيلية .. لأنهم من دين غير ديننا، فارتأت أن تُسرّب الدراما التركية على الأقل هي دراما إسلامية.. يمكنها أن تستحصل شيئاً من قبولنا.. فالأتراك أيدهم الله أحرص خلق الله على مواريثهم القديمة التي نحن جزء مهم منها.
وآآه يا إيران!! وآآه يا عرب.. إيران تجتاحنا، إيران تبتلعنا.. وإنسانية الغرب تنظر بعين الرأفة وتستدرّ دموع التماسيح!! نار المجوسية تشبّ في مساجدنا، لتحرق مصاحفنا المقدسة!! وتلطخنا بالعار!! وإيران تمدّ أصابعها الآثمة في عيون سلاطيننا الأولياء، وتخدش عروش خلفاءنا الأتقياء جداً!! لتصبح العباد يوما ما ضائعين في البلاد بلا سلاطين، تائهين بلا أمراء !!