23 ديسمبر، 2024 7:11 ص

للورق الأخضر سحر، يفوق الخيال

للورق الأخضر سحر، يفوق الخيال

لون يبعث على الأمل، السعادة، يجعل الحياة اجمل، نعم انه اللون الأخضر الذي يعشقه الجميع، ويتغنى به دائماً الشعراء، الكتاب، الفنانين، الفقراء، الأغنياء وحتى السراق والمرتشين، لكن كلاً يعشق هذا اللون حسب ما يراه هو بهذا اللون
الشعراء يرى فيه جمال الطبيعة فيتغزل بها ويفتحون افاق واسعة ليطلقوا العنان لأفكارهم، الفنان يجد الأنطلاق والحياة والمستقبل السعيد بهذا اللون، الفقير يجد في هذا اللون المتنفس الوحيد لأحلامه، التي يدرك انها لا تتحقق، وهكذا باقي الفئات المختلفة من المجتمع
انه لون تستطيع ان تقول عنه اي كلام جميل، فهو يستحق
لكن ما قصدنا اللون الأخضر كلون بحد ذاته، انما قصدنا كلمة متداولة بين طبقات محددة من الشعب، اخذت تفعل افعالها في الدولة ومقدراتها.
هذه الطبقات محدودة جداً، لكن تأثيرها يكاد ينعكس سلباً على اغلب الشعب، وأيجاباً على من يتداولون بها، على المستوى المادي على أقل تقدير

اللون الذي يفتح أكبر زنزانه، لمجرد مروره أمام عين السجان، بوجوده تجتاز الگمارك أكبر الشحنات الفاسدة، وكأنها نسمة هواء، حيثما كان تسخر له كل الأمكانيات، حامله يتمتع بحصانة لا تمتلكها أكبر شخصية معتبرة، لها ثقلها الإجتماعي والإعتباري، به اصبح العبيد أسياد، وصار الجهال قادة مجتمع.

ان حضر في القضاء افسده، وأن دخل في البيوت بدون أستحقاق هدمها، جميع الفاسدين يهرولون خلفه، فيجعلون منه سيداً، وهم عبيده، حيثما مال مالوا معه، وحيثما يأمرهم، يأتمرون لأمره، يتركون الأهل والعشير في سبيل صحبته، ويبعيون دينهم من أجل الحصول عليه
إن كان للشيطان سلاح، يحق ان يفخر به، هو هذا السلاح
الذي ركع تحت قدميه الرجال الرجال، وخسروا جهادهم وتاريخهم ، الكثير ممن كانوا يحسبون على الأبطال، وضاعت صلوات وعبادات الكثير من الذين كانوا يدعون الدين والورع

انه الدولار الأخضر، الذي هدم كل شيء جميل في بلدي، وحوله من لون اخضر جميل، الى لون رمادي، وكل حلم جميل لأطفالنا الى شكوك وتخوين لمستقبل مجهول
بالدولار الأخضر ذهبت بسمتنا، وسفك دمنا، وتحطمت جميع أحلامنا

ولكن السؤال هنا
هل نترك عبيد الدولار يتسلطون على مقدراتنا، فتزداد جيوبهم انتفاخاً، ونزداد جوعا وحرمان؟
المنطق يقول لا، يجب ان نمسك بزمام الأمور بأيدينا، ونمكن من يسخر الدولار لخدمة الشعب لقيادة البلد

وهنا يطرح سؤال اخر
كيف نمكن هولاء المخلصين، لأدارة شؤون البلد؟
نستطيع تمكينهم من خلال انتخاب القيادات الحكيمة في الأنتخابات البرلمانية القادمة، ليستطيعوا الأتيان بالمخلصين لقيادة البلد