موطني شعار لطالما تغنينا به .
لكن متى يطبق على ارض الواقع عند البعض وليس الكل فالوطن ليس ارض نعيش على ترابه فحسب وانما هي روابط تاريخية تجمعنا مع بعض وانساب وصلة رحم ومجموعة من العوامل المشتركة التي تجعلنا ابناء هذا الوطن الذي يلملم الجميع تحت خيمته وهو ارتباط الماضي بالحاضر ليرسم لنا المستقبل الذي نحلم به ان يكون جميلاً بعد عناء طويل من حروب ومأسي و ويلات لم تجلب لنا سوى الدمار والقتل والتشريد فحب الوطن متأصل في اعماقنا وجذوره تضرب في اعماق الارض .
نعم انه تلك الام التي تحتضن اطفالها رغم الالم ورغم ما تعانيه من مخاطر محدقة بها .
وهنا استحضر قصة المعلم وذلك التلميذ الذي ضرب لنا مثلاً في حب الوطن رغم صغر سنه ونعومة اضفاره فراح يفصح عن مكنونات فؤاده ويفيض حباً وغزلاً بوطنه ويئن قلبه بوجع وطنه بطور ريفي حزين .
حينما طلب منه المعلم اعراب جملة ” عشق العراقي ارض العراق ” فاعربها التلميذ اعرابً تدمع له العين .
وقف التلميذ وقال !…
عشق / فعل صادق مبني على امل يحدوه ايمان واثق بالعودة الحتمية .
العراقي / فاعل عاجز عن ان يخطو خطوة في تحقيق الامل وصمته اعنف ردة فعل يمكنه ان يبديها .
ارض / مفعول به مغصوب وعلامة غصبه انهار الدم واشلاء الضحايا وارتال القتلى .
العراق / مضافة الى ارض مجرورة بما ذكرت من اعراب ارض سابقاً .
معذرة حقاً استاذي فسؤالك حرك اشجاني والهب مني وجداني .
معذرة حقاً استاذي فسؤالك نار تبعث احزاني وتهز كياني وتحطم صمتي مع رغبتي في حفظ لساني
عفواً استاذي ففؤادي نطق قبل لساني .
نعم معذرةً يا ايتها الوطن الام فقد هجرك بعض ابناءك وخذلك اخرون لكن هناك من اولادك من ضحى بأغلى ما يملك من اجلك وهناك من ارتوى عطشك بدمائه الزكية الطاهرة فيموت هو وتعيشين انت.
فأنت الام التي لم ولن ننساها ورغم عدم اختياري لك لكني اجد نفسي ملك لك ولا ارتاح الا بين احضانك ولا ابكي الا على صدرك وارجو الله ان اموت على ترابك.