-1-
نبارك لكلّ النواب المحترمين الذين فازوا في الانتخابات العامة التي جرت في 30 نيسان الماضي ، ثقة الشعب بهم ، ونزّف لهم التهنئة الحارة ، داعين لهم بان يكونوا على مستوى المهام المنوطة بهم في خدمة الشعب والوطن .
قلنا :
نُبارك للنُواب ، وهم ممثلوا الشعب من الرجال والنساء :
فعضو (مجلس النواب) من النساء ، هي نائب أيّضاً ، وليست بنائبة ..!!
-2-
لقد جاء في العدد (71) من جريدة حبزبوز الصادر في آذار 1933 مايلي :
” سادتي الكرام
ستحتلون في الغد كراسيكم الوثيرة الخطيرة في المجلس النيابي ، ولاشك أنكم تعرفون أكثر مني ومن غيري الواجبات المترتبة عليكم ..!!
ان الجريدة المشهورة بفكاهتها أرادت التذكير بالواجبات الملقاة على عواتق النواب وبأسلوب يمزج الجّد بالهزل فقالت :
” أولاً : النوم ممنوع …
ثانياً : رفع الأيدي بسرعة ممنوع …
ثالثاً : السكوت مضّر بالصحة ،
والذي لايجد في نفسه الكفاءة والكلام عليه أنّ يذهب الى ابن ملا جواد ليكتب له دعه (اي دعاءً) من هذا النوع :
ياحنّان
يامنّان
يامُطلق اللسان
ومهدي كل انسان ، للدفاع عن الأوطان ، اغرس في قلوبهم الايمان ، بحق سيد الأكوان ..!! “
-3-
لقد فات حبزبوز ان يُذّكر بأشياء اخرى منها :
الغياب الكثير عن حضور الجلسات ممنوع .
المطالبة بالسيارات المصفحّة لكل عضو من الأعضاء ممنوعة .
تأخير اقرار القوانين المهمة ممنوع بما في ذلك
تعطيل إقرار الموازنة العامة للدولة …
التصويت لصالح الكتلة لا لصالح الشعب والوطن ممنوع .
التصويت لصالح الامتيازات والمكاسب على حساب الشعب والوطن ممنوع. الايفادات الى الخارج دون ضرورة ممنوعة .
التصريحات الكثيرة نيابة عن السلطة التنفيذية ممنوعة أيضاً فهناك ناطق رسمي او مستشار اعلامي للحكومة يقوم بالمهمة .
اهمال تقديم البيانات عن الذمة المالية ممنوع .
السعي المحموم للحصول على المشاريع لشركاتكم الخاصة ممنوع .
التوسط لمقاولين ورجال أعمال وشركات معنيّة مقابل عمولات كبيرة ممنوع..
الاحتجاب عن اللقاء بالمواطنين ممنوع .
غلق الهواتف الخاصة بوجه عموم المواطنين ممنوع .
التهاتر والتراشق بين الزملاء النواب ممنوع ..!!
وتطول القائمة اذا أردنا استيفاء كلّ مايجب التذكير به .
-4-
ان (حبزبوز) – نوري ثابت – وبطريقته الفكاهية الخاصة اعتبر (السكوت مضراً بالصحة ) ..!!
وعند هذه النقطة لابُدَّ من الوقوف قليلاً :
ان هناك عدداً لايستهان به من النواب السابقين ، دخلوا الى المجلس وخرجوا دون ان يسمعهم أحد ..!!
والوطن الحبيب – كما هو معلوم – يمّر بأزمات خانقة ، واحتقانات شديدة ،
فما هو سر سكوتهم الطويل ؟
انْ كان العجز فهذه فضيحة ..!!
وإنْ كان التهاون في الشأن الوطني العام فهذه مصيبة ..!!
والمصيبة الأعظم تكمن في اختيار (الأخرس) لمقامات يكون (البيان) فيها من أبرز المهمات ..!!
-5-
ان أكثر من (9000) مرشح تنافسوا على (328) مقعداً ، وهذه ظاهرة سلبية قد لانجد نظيراً لها في كثير من الدول .
ان من الطبيعي ان يكون التنافس على المقعد النيابي الواحد من قبل مجموعة لاتزيد عن أصابع اليد ، أما أنْ تصل الأرقام الى ما وصلتْ إليه فهذا يفتح باباً لكثير من الاحتمالات والافتراضات التي تجعل التصدي (للنيابة) مساوقاً للبروز الاجتماعي، وللحصول على جزء من الكعكة الدسمة التي يحظى بها أصحاب الألقاب في العراق الجديد ..!!
ومثل هؤلاء لايهمهم الاّ اقتطاف الثمار، حتى اذا تمّ ذلك في ظلّ السكون المطلق والصمت المُطْبق …
ومن هنا :
جاءت أهمية التثقيف على اختيار المرشح المتسم بالكفاءة والنزاهة والوطنية والمهنية والماضي المجيد والقدرة على النهوض بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه .
ان بعض مَنْ يُحسن فنّ (السكوت)، يُحسن أحيانا فنّ الإغراء ، بالأوراق الخضراء والحمراء ..!!
وهنا تكمن البليّة .