اليوم في مجتمعنا الكثير من الناس يقضون أوقات فراغهم في هوايات ممتعة ومفيدة,مثلا رجل يهتم بالطيور يجمعها بمختلف أنواعها وتتولد لديه بمرور الزمن خبره بطبائعها ومواسم هجرتها من مكان لأخر ,وهناك أشخاص هوايتهم جمع الحمام الأبيض والملون يدربونها ويستنبطون منها ألوانا جديدة,والبعض الأخر يهتم بتنسيق الحدائق وتجميلها ,وبعض تلك الحدائق الخاصة أصبحت تحف فنيه رائعة لما انشأ فيها من جداول مياه ونافرات وأماكن جلوس مريحة,بحيث ينسى المرء نفسه حينما يجلس فيها,وهناك من يهتم بجمع الطوابع ,والبعض الأخر يجمع السجاد النادر ,ويوما التقى شخص ببائع متجول في الريف يضع قطعة سجاد قديمه على ظهر حماره.فعرض عليه ذلك الشخص شرائها فوافق البائع وطلب منه مبلغا قليلا ,وكانت تلك السجادة تحفه نادرة لأنها كانت من نوع إيراني انقرض منذ زمن بعيد.وهناك من يشترون الكتب القديمة فتراهم كل يوم جمعه يذهبون إلى شارع المتنبي في بغداد يبحثون عن كتب قديمة صدرت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي غير أبهين بالانفتاح الثقافي والكتب الصادرة حديثا وبثورة المعلومات والانترنيت,ولرؤساء الدول والملوك والأمراء أيضا هوايات خاصة تختلف عن هوايات الآخرين,مثل سباق الخيول النادرة,وسباق الجمال,وتربية الصقور,ولم يكتفوا بذلك فقط بل اوجدوا لها قنوات فضائيه تنقل إخبارها إلى كافة إنحاء المعمورة.فالهواية كما يقول علماء النفس تطيل العمر وتريح الأعصاب وتجعل الحياة أكثر متعه وتوسع دائرة معارفك وأصدقائك ,وفي بعض الأحيان تتحول إلى عمل منتج وتفتح الكثير من الأبواب المغلقة.فهي تبدأ في أية سن وقد تحمل معها إكسير الحياة, عليك إن تختار منها ما تشاء وما يناسبك ويروقك وتأكد بأنها علاج شافي ضد تقدم السن والشيخوخة ,إذا كانت لا تضر بالآخرين .ولكن الكثير منا ليست لهم هوايات مفيدة ,فهم يقضون أوقات فراغهم في النوم أو الجلوس في المقاهي والكازينوهات,والبعض منهم هوايتهم المفضلة تناول النارجيلة, ولعب الدومينا,وتدخين السكاير,والرجوع متأخرا إلى البيت, وكان الروائي الفرنسي– فيكتور هيجو- في سن الثمانين عندما نظم أروع القصائد التي تنبئ عن هواياته المتعددة في كتابة الشعر والروايات الرائعة- كالبؤساء واحدب نوتردام- ,كذاك الفيلسوف الألماني – غوته- بقى إلى أخر العمر ينتج بدائع الفن والأدب …. والهواية تولد منذ الصغر عندما يبدأ الأطفال بجمع العلب الفارغة والصور الملونة لكبار الرياضيين والممثلين ,كذلك تبدأ الهواية في إي وقت من أوقات العمر خصوصا عند
الأشخاص الذين أحيلوا على التقاعد,أو قرروا الانقطاع عن العمل,هذه الهوايات اجمع علماء النفس والاجتماع على خطرها وأهميتها ,وأكدوا إن الإنسان صاحب الهواية يعيش أكثر من الإنسان الذي يصرف وقت فراغه دون عمل منتج أو حركه ,ولكي يطول عمرك فكر في هواية تشغلك وتقلب حياتك بهجة وسرورا وعملا ونشاطا.والحل الذي لا مفر منه هو إن تبدأ فورا في تنشيط جسمك , ليس المطلوب منك إن تصبح طرازانا ! وإنما تمارس مثلا هواية الرياضة يوميا , بدلا مما يمارسه البعض من هواية ذبح وقتل الناس المبرمج على أساس الدين والطائفة التي انتشرت في بعض مجتمعاتنا العربية والإسلامية مؤخراً …. ويا لها من هواية مقيتة.