17 نوفمبر، 2024 11:28 م
Search
Close this search box.

للمشغوفين بذويهم فقط للمشغوفين بذويهم فقط

للمشغوفين بذويهم فقط للمشغوفين بذويهم فقط

-1-
تتزايد أعداد العاطلين عن العمل باطرّاد …،

وهذا الكمَّ الهائل – من العاطلين من ذوي الشهادات الجامعية وغيرهم – يُنذر بمخاطر كبرى تتهدد البلاد بالكوارث …،

فقد يقع بعضهم فريسة يصطادها الارهاب، وأعداء الله والانسانية، مستغلين حاجته للمال …

-2-

والغريب ان بعض كبار السلطويين لايصحون من السبات ..!!

فهم لايكترثون بكل المؤشرات السلبية، وانخفاض منسوب الأداء السليم، في عموم الدوائر والاجهزة الرسمية، بسبب حرصهم الشديد على تعيين الأبناء والأصهار والأقرباء والأصحاب متغاضين عن المواصفات المهنية المطلوبة لمن يُعهد اليه بتلك المراكز ..!!

-3-

كبش الفداء في كل هذه الممارسات المحمومة هو الوطن والمواطن ،

وليكن هناك ما يكون ..!!

-4-

إنّ اولاد المسؤولين مكفيّون ، بعيدون عن كل ألوان الفاقة والحرمان ، بخلاف غيرهم ممن يصطلون بنيران الفقر والحاجة … هذا فضلاً عن توفر المؤهلات المطلوبة للنجاح فيهم …

وهذه المفارقة محزنة الى حد بعيد ، ذلك أنها تُسهم في تصعيد منسوب السخط على السلطويين ، وتؤدي الى توسيع الهوة بينهم وبين المواطنين .

-5-

ونسوق الى الذين لم يجشموا أنفسهم عناء الاهتمام بسائر المواطنين ، وانما بقيت جهودهم منصبةً على تأمين مستقبل أبنائهم وأصهارهم وأقربائهم فقط .

القصة التالية :

قال الربيع للمنصور :

” إنّ لفلان حقاً ،

فان رايتَ أنْ تقضيَه فتُوليهِ ناحية “

كان الربيع وزير المنصور ، وهو يقترح عليه أنْ يُصدر أمره باسناد منصب لمن اعتبره صاحب حق عليه ..!!

إنّ كلام الربيع ينسجم مع ما اعتاد عليه الناس من تقديم (الروابط) على (الضوابط) …

فماذا كان جواب المنصور ؟

اسمعه يقول :

” ياربيع :

انّ لاتصاله بنا حقاً في أموالنا ،

لافي أعراض المسلمين وأموالهم ،

إنّا لا نوّلي للحرمة والرعاية ،

بل للاستحقاق والكفاية ،

ولا نؤثر ذا النسب والقرابة على ذي الدراية والكتابة ،

فمن كان منكم كما وصفنا شاركناه في أعمالنا ،

ومن كان عُطلا لم يكن لنا عذرٌ عند الناس في توليتنا إياه ،

وكان العذر في تركنا له ،

وفي خاص أموالنا ما يسعُهُ “

نثر الدر للآبي /ج3

انه منطق رجل الدولة ، الحريص على توفير فرص النجاح لكل من يُعهد اليه فيها بمهمة …

ومن كان له حق على المسؤول ، يمكن له ان يقضي حقه بما يملك من مال شخصي ، لا على حساب الوطن والمواطنين …

إنَّ المسؤولية أمانه، ينهض المؤهلون بها من ذوي (الاستحقاق والكفاية) لا من ذوي القرابة والنسب …

ومتى ما رُوعيت (الضوابط)، أمكن لأهل الخبرة والمهنية والكفاية ان يحتلوا مواقعهم في ادارة شؤون البلاد ، وأمكن ضمان مصالح العباد …

*[email protected]

أحدث المقالات