23 ديسمبر، 2024 6:42 ص

للمرجعية خصوم..ولكن!

للمرجعية خصوم..ولكن!

المفخخون والقتلة لا يمكن ربطهم بمذهب أو ملة, حتى وإن كان إنتسابهم لطائفةٍ ما؛ غير إن السواد الأعم من تلك الطائفة, لا يسوّغ لهم القتل..لا أدخل بالتواريخ, ولا المراس الإنتقامي الذي حصل في العهود الإسلامية المختلفة..

داعش, القاعدة, الثوار؛ أسماء لا معنى لها دون المضمون, فما الهدف والسعي الذي تلهث وراءه تلك الجماعات, المعلن أو المخفي؟..في العراق, لم يتبق شيئاً خاضع للتحليل والتفكيك, سيما إن الرغبات المتصاعدة بسفك الدم, تترجم يومياً وبطرق رهيبة, قالوا, وفعلوا..مئات الشباب يقتلون دفعة واحدة, المدن تستباح, وتعلن عليها ولاة أفغان أو شيشان, ليس مهماً..!

ذهبت الموصل, والنية المعلنة, التمدد صوب بغداد وسائر المدن الأخرى..هذه اللحظة التاريخية والحساسة, لا تتطلب الخوض بالإنفعالات, ولا الإستسلام للعواطف والشموليات التي لا تمكّن البلد من الإستقرار, لذا كان الموقف المسؤل للمرجعية الدينية “وجوب الدفاع الكفائي”..

الدقة في إختيار المفردة, ميزة مهمة في كل خطب المرجعية, فهي لا تحتوي على الزوائد..لم تغفل طبيعة الدولة, والعلاقات البينية؛ فأختارت (دفاع) و (كفائي) والشرط الأهم, عبر (قنوات الدولة)..دعوة للدفاع عن النفس والدولة والمقدسات, بما يحقق الهدف, وهو التخلص من الإرهاب الأسود..

أحدهم, قبل دعوة المرجعية, طالب أهل العراق بالدفاع عن مدنهم وإخراج (داعش), وبعد دعوة المرجعية, المنسجمة مع دعوته تماماً, عارضها وأعتبرها “جهاد ضد السنة” حسب تعبيره, قد تكون كلماته موجهة بكونترول, فالعمل في التلفزيون القطري يستوجب تنازلات, وهو المطرود من الشاشة الأماراتية..!

الدفاع عن النفس طائفية, والتصدي لمن أعلن إحتلاله لمدننا, وعزمه على الإستمرار وقضم المزيد من الأراضي؛ تعد (بتصورهم) خيانة, فما الوطينة إذن؟!

عندما تنفجر مفخخة, أو يقتل مئات الأبرياء بضغط زناد واحدة, فهذا يعد من أخطاء الثورة؛ بيد إن محاولة تجنب تلك المفخخة, ومقاومة قوى الظلام, فهي إعاقة لإولئك الثوار المخطئون, وما أكثر جرائهم؟!

طائفية المرجعية, هي محاولتها الحفاظ على البلد, فهل يشك أحد بشرعية (داعش) من عدمها؟! المستهجن؛ إن هؤلاء لا ينكرون وجود ذلك التنظيم الأسود, لكنهم يبررون القبول به بإعتباره “أهون الشرين”..!

أحدهم, قال: أنا أول من دعا لتأسيس جيش رديف”..ثم نسخ حديثه, في التالي “لا يمكن القبول بتسليح المجتمع”!..هذا القائل, يجلس في النجف؛ لكن تفكيره أسخف من عقول الدواعش, وإلا لماذا لم يلتفت إلى الشرط الموضوع من قبل المرجعية “التطوّع عبر قنوات الدولة”؟!

هذان نموذجان, وهناك العشرات غيرهما؛ غير إن القافلة سارت, وبدأت بسحق كلاب الإرهاب, فمن يستمع لإعداءها الحمقى, سوى المرجفين؟!