توطئة
اصعب المشاكل ما يثير فينا التساؤلات! وعلى هذا استحضر هذا العدد من الاسئلة الشائكة والمعقدة، والتي يشاركني فيها ابناء جلدتي من العرب .. ولانني انسان فانا اعتز بانسانيتي إذن.. واجتهد لان أتبوأ من الادمية مكانا يشعرني بوجودي من ثم خدمتي ! هذا إذا اعتبرنا أن الذي في المقدمة هم من يخدمون فقط!
لكنني ومع ما للعرب من سمات كنت ولما أزل أتذكر قراءتها وافتخر بها .. إلا انني صرت محبطا ! وقد آلت بنا الامور إلى ما نراه فينا اليوم ونحسه ! هذا عدا ما مات فينا من طاقات بسبب من السياسات المستبدة والجائرة ! والتي مثلت الهمجية اقصاها، وباحلى صورها المظلمة والبشعة احينانا .. وقد رأينا كيف تفوقت هذه الطاقات عندما استثمرت خارج بلدانها ! بل وتبوأت من المناصب العلمية ما يشير إلى خصوصة “العرب” كذات تحترم العلم. وتسعى جاهدة إلى تسلق ربى المعرفة..
أخذت هذه التساؤلات تمخر اعبابي ، وتأكل مني داخلي والاطراف ! حتى كدت أهلك – وقد هلكت فعلا- ! إذ لم اعد اقوى على حملها ..
فاثرت أن أتقيأها وليكن ما يكن ! فهي وإن بدت تعري ما بلى من ثوب العروبة إلا أنها تنتوي بالمقابل أن تلبس عروبة العربي بثوب وبحلة جديدة يزينها العقل والمنطق وكذا الانصاف، واستحضار المستقبل كفعل حاضر يبدأ باحد احرف “أنيت”.. والبعد عما بدأت، بل وامتلأت به المعاجم العربية من كدورات الفعل الماضي ! حينما أبى هذا الفعل إلا أن يحضر ويتقدم ! بطريقة سوداوية، وربما عبثية أحيانا عندما لا يرضى منا التحلية بما هو حلو! والتخلية عما هو هش وغث من هذه التي سفت من كثرة ما لاكتها الافواه .. وقد استحالت لو أنك تحفرتها إلى ما يشبه جماجم الاموات!
وكنت إذا ما ذهبت إلى السوق أحاول أن أعري الناس من شحومهم واللحوم ! ثم أتخيل كيف تتحرك هذه الهياكل العظمية ، وكيف تتعامل مع بعضها البعض.. ثم لا ألبث أن اتأوه بعد حسرة بالقول القرآني الكريم “فستذكرون ما اقوله لك�ا اقوله لكم وافوض أمري إلى الله . إن الله بصير بالعباد” .. الاية.. وعندما عجزت من نثر حبي بين ظهراني أبناء عترتي والخلان آثرت أن أكتب .. أن استظيل حينما أكتب بقول ابو العتاهية:
إن الفساد ضده الاصلاح ورب جد جره المزاح
بمعني اني ، وإن تراءى للاخر أني اسخر من قومي “العرب” إلا أن العكس صحيح.. فالالم الذي يعتصرني على قومي .. هو من دعاني إلى الكتابة عنهم.. وأن استخ�.. وأن استخدم فيهم الساخر من الاسليب! فهو عندي السوط الذيي جلدت به نفسي، وأجلد به اليوم ابناء عمومتي ! وقد مرغوا إرثي واجدادي، وجعلوهم مثلما أنفسهم تحت طغيان النفوس المستبدة.. فاليوم أستأذنكم في أن اقتص مني ومنكم “كعرب”! لعل حياة تكون لنا من بعد ما امتلأت آذننا ، وابصارنا معا من هذه الترهات!.
أما عقولنا فهي لما تزل مثلما كانت كسولة وعميقة، ملولة وغشيمة .. أستثني من تعرف الوقت . وآثر الصمت، وادرك فحلق بعيدا كنسر الشاعر “ابو ريشة” الذي لم يرتض من نصيبه : الجيف أو مشاركة العصافير السفوح.. فآثر الموت على الحياة.. أو شاء أن يتخذ له وطنا اسمه الحرية أو الانسانية وراح يحلق هناك هناك .. بعيدا عن قيعانه والانهار..
تلك الانهار التي لما تزل تصب في البحر وبمنسوب جريانها الاول! وعلى ضفافها يموت الجياع ممن استسلموا لا كشعوب ! وانما كأزلام وانتشرت على قارعة الطريق ! وإلا لكانت انتفضت وثارت ، وهزمت من قيعانها الضباع.. هؤلاء الذين عناهم “الكاتب” وبكل تساؤلاته والعتاب، ولكم أتمنى على نفسي وأخوتي إلا نستحضر بعد اليوم قول القائل
بلادي وان جارت علي عزيزة وقومي وإن شحوا علي كرام
فاي بلاد هذه التي بخلت بخيراتها على ابنائها! .. بل لقد استنزفت منهم طاقتهم والدماء!.. تحت ظل ما يسمى بالواجبات ّ.. أما عن الحقوق فليس لك أن تقول عنها ! أو حتى أن “تنبس ببنت شفة”!
وأي أهل هؤلاء الذين يتدوسون باقدامهم جماجم ابنائهم ! وإذا ما تراحموا وتقاصروا عن آفة القتل التي انتشرت !.. وعن السلب والنهب! فهم إذن يغتابون .. ويذكرون مثالب بعضهم البعض حتى كأن لا شريف فيهم إلا المتحدث ، وذاته المتعجرفة كثيرا..
والان أترك انت هذه التبعية العمياء ، وهذه العقلدة “العرجاء” واجعل من ادميتك وطنك الذي تحيا.. فانت وحدك من سيبعث من قبره .. وبدون “دوار” ذاك الذي طافته يوما عرب الجاهلية- وجاهلية العرب!!
اما عن سبب اختياري لهذا العنوان الطريف النظيف “للمجانين فقط” فهو لاني واياك لم نعد نقوى على التعبير في حضرة الغير ! اللهم إلا إذا كان هذا الغير مخبولا! والخبل والجنون احسبها صفاتا راقية طالما أن صاحبها بعيدا عن السلطان .. أو أيا من ذوي الآذان ! ممن يتسمعون مناجاتنا خلف المسافات وr /> ومن هنا أعلن أني مجنون ! وادعوك لان ثجن مثلي! أذ لم يعد لنا من يتذكرنا والجياع ! وغير “اليراع ” ! فهو وحده من نفرغ فيه علاتنا والاسقام .. شريطة أن نتفق على أن نكون من عامة العوام ! أو حتى أن ننتسب لهؤلاء الذين يسمونهم “بالانام”! فنتخاطب على اننا مجانين! فننجوا من الاساطين السلاطين!!!