22 ديسمبر، 2024 2:24 م

للكبار فقط ليس عنواناً لفلم إباحي يُحجب عن أطفالنا ، هوَ رعباً دفعني لكتابة سطوره حادثة وزارة العدل ، ليس لأنها الأولى في مسلسل حصاد أرواحنا المدججة بالموت المجاني ، بل لأن تكرارها في “صولة” نوعية لـ “مجاهدين” بات معيباً ومخجلاً ، فلمٌ أبطاله قيادات أمنية عليا فاعلة ، لها قرار “محترم” يُأخذ به في حربنا الطويلة مع إرهاب وقتل يومي ، هم إحدى دعائمه ، بتصرفات لاتنم عن أي إحساس منهم بالمسؤولية ، او مهنية واجب توفرها في أداء كل من يتصدى لعمل ما .
مناصب عليا وأمرةُ وحدات عسكرية تُباع بـ “شدات” من الدولارات ، وجنود “فضائيين”* ومشروع إكتفاء ذاتي ، أُريد من خلاله إطعام عناصر قواتنا الأمنية بديلاً فاشلاً عن ماكان بعد التغيير نيسان 2003 من شركات تغذية ، وهيَ المعمول بها في جيوش محترفة عديدة ، تتفرغ من خلاله عناصرها للقتال ، تقلُ عبرها دائرة الفساد إن لم تقضي عليها نهائياً ، فبات “المشروع” عنصراً هاماً في إفساد ذمم وإثراء غير مشروع ، لمن أمن العقاب والمحاسبة ، مع قصور كبير في قانون رادع ، ينهي المستقبل الوظيفي لسارق ، ويزج في سجن متلاعب بأرواح مواطنين ، وتساهل من أتى به طمعاً بعطايا منه وهبات ، وإلا فالبديل القادر على الدفع متربص ، متأهب للقفز وإعتلاء الكرسي ، يرافقه بالطبع سوء تغذية جندي بسيط وشعب مبتلى بهكذا “مرضى” .
أنا هنا لا أقصد صغار مقاتلينا ممن تتربص بهم كل يوم ، سيارات وأجساد بشرية مفخخة وكواتم للصوت وعبوات لاصقة ، وإن أنخرط بعضاً منهم في حفل الدم المتواصل هذا حفاظاً على (لقمة عيش) بات عسيراً نيلها وعجلة التنمية متوقفة وفرص العمل محدودة إلا ماكان منها عسكري بحت ، بل قادة كبار أفقدهم مال سحت حرام كل بصيرة ، لاتغنيهم عنها تعبد البعض وصلاته ، ونزاهة بحاجة لأخرى ترقب عملها وتتربص بمرتشيها ، مع إغلاق كل ملف فساد إداري ، بعد أن ألزمت المفسد بـ “أتاوة” ثمناً لصك براءته هوَ وغفرانها هيَ .
القائد العام للقوات المسلحة ، المالكي أو من يأتي بعده ، لجنة الأمن والدفاع النيابية ، الجميع مطالب بعمل الكثير لإصلاح الحال البائس هذا ، وإلا فنحن بإنتظار ماهوَ أسوء من “صولة” العدل وقد سبقتها “صولات” ، دون حراك منا او تقدم ننقذ به ماتبقى فينا من نبض
* المقاتل الفضائي : هوَ من يُأخذ نصف راتبه ، مقابل عدم إلتزامه بدوام مؤسسته او وحدته العسكرية .