القران الكريم معجزة الخالق على الخلق ولانه دستور خاتم الاديان فانه يصلح لكل زمان ومكان ، ومن المؤكد ان للقران رجاله ولان اهل البيت هم الثقل الثاني بدليل الحديث المتفق عليه حديث الثقلين كتاب الله وعترتتي، فان هذا يجعل للقران مزايا خاصة لا يعلمها الا اهل البيت عليهم السلام.
ولان القران باللغة العربية فان هذه اللغة سمحت لمن لا يتفقه بها ان يتحدث عن القران وينتقي ما يشاء من اية يفسرها وفق مزاجه ، واللافت للنظر ان في الاونة الاخيرة بدا علماء الفيزياء والهندسة يتصدون لتفسير القران وفق ما يحملون من علوم اختصاصية ، وبالرغم من ان العلمانيين سبقوهم بشطحاتهم التفسيرية هذه مثلا ابو زيد يرى بان الله يحلل الربا بدليل الاية من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له .
اليوم استمعت الى بعض المحاضرات لمن اقحم نفسه في غير تخصصه منهم المهندس شحرور الاردني و السوري الكيالي والعراقي محمد باسل الطائي فكانوا غير موفقين اطلاقا في اقتحامهم هذا المجال اي تفسير القران .
القران بحاجة الى لغة وتاريخ وبلاغة وفقه وسنة نبوية حتى يتمكن من تفسير القران ان استطاع ذلك ، اما ان ياتي متخصص بالفيزياء ليشطح شطحات لاتقنع حتى البسطاء فهذا امر يجب ان يتصدى له اصحاب الاختصاص.
والشواهد كثيرة اكتفي بشاهدين الاول الدكتور علي منصور الكيالي ، وقد سمعت له محاضرة ليس فيها ما يدل على علميته فانه وجد ان الف سنة على الارض تعادل يوم عند الله وهذه الايات جاءت للترهيب من عذاب الله ولكن الاخ بدا يحسب من كان عمره الف سنة في الارض عمره يوما واحدا في السماء ، وتحدث كثيرا عن هذه السفاسف والفرق بين الزمن والزمان ولم يصل الى نتيجة علمية بل فلسفية فارغة وتحدث عن الوقت والتوقيت وهذا امر معروف ولكنه شطح شطحة تدل على جهله بالتاريخ وهي جعل الحول عشرة اشهر ونصف وليس سنة وكيف اكتشف ذلك ؟ اكتشفه من الاية حمله وفصاله ثلاثون شهرا، ومن ثم يقول الله والوالدات يرضعن اولادهن حولين ، ولان الحمل تسعة اشهر يبقى ( 21) شهرا هو الفصال اي الرضاعة تقسم على حولين يكون الحول عشرة اشهر ونصف وهو الذي يجب ان يعتمد في الزكاة .
هذا نقيض ما جاء به الامام علي عليه السلام في احدى عجائب حكمه عندما اراد الخليفة الثاني ان يجلد امراة ولدت في ستة اشهر فاثبت له امير المؤمنين عليه السلام من الاية حمله وفصاله ثلاثون شهرا ان الحمل يجوز ستة اشهر وهذا ما حدث مرارا وتكرارا ولان التشريع ياخذ بابعد الاحتمالات المتوقعة هنا اعتمد الستة اشهر .
طبعا لهذا الرجل متاهات اخرى مثلا القرية والمدينة ولا اعلم كيف اعتمد استنباطاته .
الاخر الدكتور محمد باسل الطائي الذي تحدث عن الفرق بين السنة والشيعة واستدل بالقران وناقض كلامه ، اولا قال لا يوجد تفسير باطن ، ولانه يجهل الباطن فانه اعتمد اية لا يعلم تاويله الا الله ، وان كان بتر الاية الا ان هذا يعني ان هنا تفسير باطن ، وزاد على ذلك بالقول انه لا يعترف ويرفض الاعتماد على الروايات وكتب التاريخ في الاستدلال طيب من اين استدل على ان الصحابة لا يمكن ابدا مخالفة الرسول ؟ ومن اين وضع افتراض عدالة الصحابة ، ولان الرجل جعل الراسخون في العلم يقولون آمنا به جملة لا ترتبط بالتي قبلها فاذا كان القران لا يعلم تاويله الا الله فما فائدته للعبد ؟ ، وتفسير الاية واضح بجعل واو العطف للراسخين بالعلم الذين يؤمنون بما في القران انه من عند الله عز وجل ، ولتقريب التفسير نقول لا يستطيع تصليح السيارة الا زيد والخبراء في صناعة السيارات يعلمون ذلك.
للقران رجاله وللقران علومه ومن فرّق الامة الا الذين تركوا الثقل الثاني وخاضوا في ما لا يفقهون من اجل النزوات والشهرة والملذات .